خبر رسالة تهديد بالموت- هأرتس

الساعة 10:38 ص|11 يناير 2015

بقلم جدعون ليفي

(المضمون:حرية الصحافة في اسرائيل تتعرض للاساءة من قبل المتطرفين أكثر مما تعرض له حرية الصحافة في فرنسا بما في ذلك وسائل التهديد الموجهة للصحفيين، ولكن لا أحد هنا يحتج أو يتهم هؤلاء باللاسامية- المصدر)

 

المحكمة الاوروبية لجرائم اللاسامية، وحدة الاعدام. الموضوع: اجراءات ضد المشاركين في نشاطات معادية لاسرائيل. المحكمة مطالبة في التداول في النشاطات المعادية لاسرائيل للصحفي جدعون ليفي .

 

« الشاهد رقم 1 عرض مقال »الطيارين الاشرار« . رئيس هيئة القضاء: اقتنعت المحكمة بان الحديث يدور عن دعاية موالية للنازية. في مثل هذا الوضع ليس للمحكمة وجهة نظر والمتهم محكوم بالموت. على ضوء الضرر الذي تسبب به وان إزالته يجب ان تنفذ قريباً. الموت بسم الدبابير والثعابين والفايروسات وما اشبه. ويذكر بذلك: انه لا يوجد لصلاة اللعنة »بولصا دينورا« اي علاقة بالاوساط الامنية في اسرائيل . هذا المحكمة تلاحق اعداء اسرائيل ايا كانوا. وينفذ حكم الاعدام بالمتهمين من قبل وحدة التصفيات الخاصة بالمحكمة . الرجاء عرض الرسالة في عدة اماكن في مكاتبكم ».

 

هذا الرسالة كتبت باللغة الانجليزية وارسلت من تل ابيب ، وصلت قبل اسبوع الى هيئة تحرير هآرتس . لم يكتبها مسلم. وفي الهامش ورد ما يلي: « قطع البرتقال تعني الموت » وفي الجانب الاخر من الرسالة تم الصاق القطع. احد قصص شرلوك هولمس يدعى: « خمس قطع برتقال » وموضوعها هو رسالة تهديد بالموت.

هذه ليست رسالة التهديد الاولى للصحفي دافيد ليفي، وليست الاخيرة، وقد سبق الاعتداء على شارلي هبدو رسائل تهديد بالموت. المذبحة تاتي في اعقابها. وهي تاتي ايضاً الان. ان من هزهم موضوع الاضرار بحرية الصحافة في فرنسا، يجب ان ينظروا بقلق الى ما يجري في اسرائيل.

 

ان الصحافة هنا باغلبيتها ليست بحاجة للتهديد : فقد تجندت منذ زمن، وبارادتها الحرة لخدمة الرواية الرسمية، لخمة الاجماع ،والموقف العام وتاجيج المشاعر . ان احداً لم يفرض ذلك عليها، لا الرقابة ولا الضغوط ولا كم الافواه بل لمجرد اعتبارات تجارية ، وامتثال وجبن وعدم فهم اساسي لوظيفتها.

 

ان موجة الارهاب في فرنسا ضد الصحافة واليهود قد سبقت اسرائيل بعدة طرق ، فقد جلس في الاستوديوهات مكلفي الامن الذين راحوا يسدون النصائح للهواة الفرنسيين . وبعضهم سخر من القانون الفرنسي الذي لا يسمح بما يقومون هنا. والاخرين تحدثوا عن عدم التجربة، ومن الواضح ان الحديث يدور عن آباء الامن الذين نجحوا في ابادة الارهاب في بلادهم. فقد نصحوا الفرنسيين بجميع الحلول من خلال القوة التي تمت تجربتها هنا.

 

وهكذا، ولم لا، سادت البهجة العلنية « الآن سيفهموا من هو العدو الذي نواجهه » والتعويذه الاكثر شعبية الآن في اسرائيل: « ليس كل المسلمين ارهابييبن ، ولكن الارهابيين هم دائماً مسلمين ».

 

جميع الارهابيين مسلمين؟ كم من الاعمال الارهابية الفظيعة في السنوات الاخيرة تم نسيانها، والتي نفذت بايدي مسيحيين بيض ، ولكنها لا تحسب ؟. في مثل تلك الحالات دائماً هم افراد ذوي مشاكل نفسية او عقلية. وعملوا بشكل منفرد.اندريس برويك الذي ذبح 69 من الصبية و8 بالغين في اوسلو ، هل هو مسلم ؟ وعمليات الذبح في امريكا في المدرسة الثانوية في كولومبيان ، والمدرسة الاساسية في ساندي هوك وفي الحرم الجامعي فرجينيا –تك هل نفذت هي الاخرى بايدي مسلمين ؟ ان احداً لم ينسب هذه الاعمال للرجال البيض، الامريكان او النرويجيين. ان احداً لا يتكلم عن الارهاب المسيحي ولم نقل كلمة واحدة عن حمام الدم الاكبر في التاريخ الذي جرى منذ وقت قريب ، على اراضي القارات المتنورة. حيث لم يكن هناك مسلمين، وقتل صحفيين، مسموح ان نذكر انه في عملية « الجرف الصامد » قتل 13 صحفي في غزة.

 

ان الارهاب المجرم للحركات الاسلامية والافراد يجب ان يثير القلق، وان قتاله واجب ولكن يجب ايضاً البحث عن اسبابه ودوافعه. وان الاضرار بالصحافة الفرنسية يجب ان تثير القلق، ولكن لم نذكر ما يدور هنا في اسرائيل .

 

ها هي رسالة في البريد الاليكتروني وصلتني الاسبوع الماضي، وكاتبها ليس مسلم . « انت بصقت على اسرائيل والله انتقم منك وحرمك من الاولاد » ومن يفهم يفهم.