خبر «الجهاد الإسلامي» تنشط لترتيب العلاقات.. فلسطينياً وإسلامياً

الساعة 10:16 ص|10 يناير 2015

فلسطين اليوم

نشطت «حركة الجهاد الاسلامي»، خلال الاشهر الماضية، على خطي ترتيب العلاقة بين القوى والحركات الاسلامية والعمل لازالة التوترات بين قوى محور المقاومة، وكذلك على خط ترتيب الاوضاع على الصعيد الفلسطيني الداخلي في مواجهة الضغوط الصهيونية والتضييقات العربية، ولا سيما بعد انتهاء حرب غزة وفي ظل الاوضاع الصعبة التي يعانيها القطاع بعد التدمير الكبير الذي تعرض له من جراء الحرب الاخيرة.

ومع ان «حركة الجهاد» حققت بعض التقدم في سبيل ترتيب العلاقة بين قوى محور المقاومة، ولا سيما على صعيد العلاقة بين «حركة حماس» وايران، فانها فشلت بالمقابل في تحقيق تقدم جدي على صعيد العلاقة بين القوى والحركات الاسلامية في لبنان، بسبب عدم التجاوب الحقيقي والفاعل من بعض الحركات الاسلامية والتي لم تلتزم بالوعود التي قطعتها ولم تقدم رؤية واضحة حول كيفية مواجهة الاشكالات على الصعيد الاسلامي، حسبما يقول مصدر قيادي في «حركة الجهاد الاسلامي».

ويشرح المصدر الجهود التي قامت بها الحركة فيقول: «لقد سعينا خلال الاشهر الماضية من اجل تحسين العلاقة بين حركة حماس والجمهورية الاسلامية الايرانية، ولا سيما بعد حرب غزة الاخيرة. وقد ادت هذه الجهود الى قيام وفد كبير من حماس بزيارة الى ايران مؤخرا وتم تحقيق تقدم كبير في العلاقة بينهما، واصدر بعض مسؤولي حماس مواقف مهمة على صعيد شكر ايران على دعمها للمقاومة الفلسطينية، مما ساهم في تطور العلاقة بين الطرفين».

ويشير المصدر إلى أنه «لا تزال هناك بعض العقبات التي تحول دون قيام رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بزيارة طهران، وخصوصا بما يتعلق بالموقف من الازمة السورية والجهود مستمرة في هذا الاتجاه، ونحن نأمل باعادة العلاقة بين قوى محور المقاومة الى طبيعتها وكما كانت قبل الازمة السورية، خصوصا في ظل الحصار والتضييق الذي تواجهه قوى المقاومة وحصار قطاع غزة وعدم حصول اي تطور ايجابي لجهة اعادة اعمار القطاع وتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية فيه».

واما على صعيد العلاقة بين القوى والحركات الاسلامية في لبنان فيوضح المصدر: لقد عملنا خلال السنة الماضية على اعادة ترتيب العلاقة بين بعض القوى الاسلامية ونجحنا في ترتيب عقد لقاءات ثنائية بين عدد من مسؤولي الحركات الاسلامية، وكان يفترض ان يعقد لقاء على مستوى عال بين بعض القيادات الاسلامية واستكمال الحوار الثنائي، لكن للاسف فان بعض القياديين الاسلاميين لم يلتزموا بالوعود التي قطعوها، كما اننا لاحظنا وجود تباينات في مواقف مسؤولي بعض الاطراف الاسلامية وعدم الجدية في الحوار حول الملفات الشائكة، وكل ذلك عطّل الجهود التي بذلناها، وان كنا لا نزال نأمل ان تتواصل هذه اللقاءات وان تنجح القوى والحركات الاسلامية في ترتيب العلاقة في ما بينها في ظل ما تواجهه هذه القوى، ولا سيما حركة الاخوان المسلمين، من تحديات كبرى وفشل في بعض المواقع ومن حصار وتضييق في مواقع اخرى، وفي ظل ازدياد المخاطر من انتشار القوى المتطرفة، ولا سيما تنظيم داعش والذي يشكل خطرا على الجميع».

وبشأن الاوضاع الفلسطينية يقول المصدر القيادي في الجهاد الاسلامي: «الاوضاع الفلسطينية سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية او بقية المناطق المحتلة او على صعيد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، تواجه تحديات كبرى وليس هناك اية افاق ايجابية في ظل استمرار الحصار وفشل كل اشكال المفاوضات وتراجع الجهود بشأن الوحدة الفلسطينية واستمرار تأزم العلاقة مع عدد من الدول العربية ولا سيما مصر، وكل ذلك يتطلب تحركا فلسطينيا مكثفا لابعاد الفلسطينيين عن سياسة المحاور واعادة ترتيب العلاقة مع الدول العربية والعودة الى خيار المقاومة والوحدة، ونحن ننشط في هذا الاتجاه، لكننا نواجه تحديات كبيرة في ظل الخلافات القائمة بين القوى الفلسطينية وعدم تطبيق اتفاق الوحدة الوطنية واستمرار الحصار على الفلسطينيين».

لكن رغم هذه الاجواء الصعبة فان «حركة الجهاد الاسلامي» تعتبر ان الاوضاع في المرحلة المقبلة قد تتطور نحو الافضل بسبب تراجع اجواء الفتنة المذهبية، ومع العمل لترتيب العلاقة بين قوى المقاومة وكذلك بين القوى والحركات الاسلامية، وكل ذلك يتطلب اعلان مواقف واضحة في هذا الاتجاه، وخصوصا من قبل القوى التي تواجه تحديات كبرى وبعد فشل الرهان على قيام محور جديد كبديل عن محور المقاومة الذي كان قائما قبل الازمة السورية.