خبر هلوسة الانفصال عن الفلسطينيين.. هآرتس

الساعة 10:30 ص|07 يناير 2015

بقلم

(المضمون: فكرة الانفصال عن الفلسينيين هي غبارة عن هلوسة يرددها الشسياسيين الذين برفضون السلام مع الفلسطينيين ويهررون الزمن في الخيال - المصدر).

بين فترة واخرى، وبالاساس في فترة الانتخابات، ياتي احد المرشحين الكبار، وزير سابق او من يعد نفسه ليصبح وزير، وفي هذه المرة يئير لبيد، ويعرض للمرة ال 1.176 كما لو انه اول شخص يعرض هذا الشيء « الانفصال عن الفلسطينيين »

والقضية، كمي يشرح لنا من جديد، هي ان الفلسطينيين، مع كل الاحترام، وما العمل، وكما اردنا، ولكنا راينا انهم غير ناضجون للسلام، كما لو انهم طيور ترقص على جراحها. ولذلك اذا اردنا السلام ودولة يهودية ديمقراطية، واسحق رابين ونشيده السلمي، لا بد من البحث عن حل اخر، الذي هو ليس سلام  للتخلص من هؤلاء المتصلبين بكوفياتهم الذين يتوجهون الى الامم المتحدة في الشتاء وفي الصيف يطلقون الصواريخ.

والحل كما يقولون هو ببساطة « الانفصال عن الفلسطينيين بسلام » وهكذا ينجحون بثلاث كلمات فقط ، بالانفصال عن الفلسطينيين، وبصنع السلام  معهم.

ولكن، ماذا يعني « الانفصال عن الفلسطينيين »؟  كيف بالامكان الانفصال عن الفلسطينيين؟ فهم يعيشون معنا هنا، سوياً، بشكل مختلط، بداخلنا، والى جوارنا، كيف بالامكان الانفصال عنهم؟ ماذا، هل نسمح للفلسطينيين ام لا نسمح لهم بناء بيوتنا، وغسل صحوننا ، وتمريض مسنينا، والسكن في مدننا؟.

وحين ذاك، هل فجأةً سيختفون؟ لن يواصلوا السكن على بعد امتار منا؟ لن يحتاجوا بعد ذلك  لاعالة انفسهم ؟  للعمل؟ للتعلم ؟ للاكل ؟ للتنفس؟.

ونقول، كيف لم يفكر احد بهذه الفكرة البسيطة  والبارعة،  ان نقيم بيننا وبينهم « جدار عزل » من سبع طوابق، لكي لا نرى انهم موجودين فهل حينها سيتوقفوا عن الوجود  ويتلاشوا؟  وماذا بالنسبة للمليون فلسطيني الذين سيبقون معنا خلف الجدار؟ كيف ننفصل او نتخلص منهم؟  وما ذا سنفعل اذا بدا الملايين الذن عزلناهم خلف الجدار باطلاق الصواريخ علينا؟ او اذا توجهوا للامم المتحدة بشكوى ضدنا؟.

ان فكرة الانفصال عن الفلسطينيين ليست مجرد هراء، انها  حماقة عميقة لا مثيل لها. فاولاً هي غير ممكنة،  وغير واقعية، وهلوسة. وهي بالضبط كما ان يقرر شخص ما بالانفصال عن كف يده بسبب انها تثير الحساسية لديه.  لكنك لا تسطيع الانفصال عن كف يدك وتستطيع الابتعاد عنها، ولا  تستطيع ان تبني بينك وبينها جدار.  ولا تستطيع ان تبقيها في البيت عند الذهاب الى العمل. فهذا غير ممكن وهذه هلوسة.

والمحزن والمثير هو ان هؤلاء السياسيين يعرضون فكرة الانفصال المجنونة « الانفصال عن الفلسطينيين » كوصفة للسلام .  وهم بانفسهم يقترحون فكرة الاتفصال عن الفلسينيين « كما لو اننا نقول للفلسطينيين »وداعاً  وليس الى اللقاء« وهذا يتحقق معهم السلام.  تماما ً بصيغة السلام مع الفلسطينيين بدون الفلسطينيين ».

هل سيوافق الفلسطينيون على سلام كهذا؟ نحن لا نسالهم.  لانهم ليسوا ناضجين لذلك. ولذلك نعمل معهم سلام من طرف واحد. نحن ونحن،  وهكا كل شيء.  وهذه الطريق الوحيدة والصحيحة للسلام مع الفلسطينيين. سلام بدونهم.

 باختصار، اذا مضينا بطريقة التفكير هذه، فان الطريقة الوحيدة لارام اتفاق سلام مع الفلسطينيين هي « الانفصال عنهم » اي القضاء عليهم. تماماً مثلما هو الحل الوحيد لليد التي تسبب الحساسية هو قطعها. وعندما لا تعود موجودة لا تعود تثير الحساسية. واذا لم يكن فلسطينيون في العالم سيكون بالامكان صنع السلام معهم وبنفس الوقت لا يكون لزوم لذلك. وهذا هو الكيف الذي لا مثيل له. اليس كذلك؟ .