خبر غزيون يواجهون العاصفة « هدى » بأكلات شعبية

الساعة 10:11 ص|07 يناير 2015

فلسطين اليوم

بينما تشتد، تأثيرات المنخفض الجوي القادم، على الأراضي الفلسطينية، وما يصاحبها من كتل هوائية باردة، تسارع الكثيرات من ربات البيوت في قطاع غزة، إلى إعداد الأكلات الشعبية الساخنة و« غير المكلّفة ».

وتقول سوسن صبيح، (38 عاما)، وهي أم لتسعة أبناء من بينهم خمسة أطفال، إنّها تحرص في فصل الشتاء، والأجواء الماطرة، على إعداد الأكلات الشعبية الساخنة، لمد أجساد أبنائها بالدفء، وحمايتهم من البرد.

وتُضيف لوكالة الأناضول: « هناك أكلات، توارثنها جيلا بعد آخر، كانت تصنعها جدتي، وأمي، في فترات البرد الشديد، والآن أعدها لأبنائي ».

ويأتي على رأس هذه الوجبات خلال المنخفضات الجوية، « حساء العدس »، حيث يفضله غالبية السكان، ويتناولونه بكثرة، برفقة « البصل »، و« الفلفل الأحمر المطحون »، حسبما تقول صبيح.

وتتأثر المنطقة بمنخفض جوي عميق، أطلقت عليه دوائر الأرصاد الجوية الأردنية والفلسطينية، وبعض الشخصيات العربية العاملة في مجال المناخ، اسم « هدى ».

ومن الأكلات الشعبية المهمة، التي تعدها صبيح، « حرّاق أصبعه »، وهي أكلة شعبية، يُطلق عليها هذا الاسم، نظرا إلى سخونتها، وحرارتها بفعل « توابل الطعام ».

وهي من الأكلات الشامية الشهيرة، يمكن تقديمها مع رقائق الخبز المقلي، ويتم إعدادها عن طريق طهي العدس أو (المفتول)، ويُضاف إليه الثوم والبصل، بعد قليه بزيت الزيتون، إضافة إلى « بهارات الطعام »، ويتم تقديمه ساخنا.

وترى أسماء ناجي، (28 عاما)، في الأكلات الشعبية، فرصة للحفاظ على « التراث »، إضافة إلى الشعور بالدفء في الطقس البارد.

وتتميز الأكلات الشعبية الساخنة، كما تقول ناجي لوكالة الأناضول بأنها سهلّة وسريعة التحضير.

وتُضيف: « علمتني أمي العديد من الأكلات الشعبية، وها أنا أقوم بطهيّها، لصغاري، سواء الوجبات المالحة، كـ »حرق أصبع« ، أو المجـدرة ( أكلـة شعبية فلسطينية، تتكون من العدس والبرغـل (القمح المسلوق) وزيت الزيـتون، والبصل المقلي المحمر، ويشكل البصل المقلي مكونًا رئيسيًا فيها ».

وتقوم ناجي بإعداد الحلويات الشعبية، كالشعرية (معكرونة الشعرية)، يستمر تقليبها حتى تُحمر وتأخــذ اللـون الذهبي الفــاتـح، ويُضاف إليها الماء، إلى مرحلة الغليان، وتسكب في أطباق ينثر عليها السكر والقرفة.

وهذه الحلويات الشعبية، تصبح أكثر رواجا وطلبا بالنسبة لسكان قطاع غزة، كما يروي الخمسيني نضال حمادة، لأنها تبث في أجسادهم بعض الدفء الذي يفتقدونه، جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وغياب وسائل التدفئة.

ويتابع: « الأكلات الشعبية البسيطة الساخنة، تمنحنا الدفء، في ظل هذا الشتاء القارس، والبرد الشديد، المتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي ».

ويصنع حمادة في فصل الشتاء « العوّامة » أو ما تُعرف بـ« لقمة القاضي »، وهي كما يقول تعتبر من أشهر الحلويات الشعبية، في قطاع غزة ويُطلق عليها اسم « فاكهة الشتاء ».

 ويقبل الفلسطينيون على هذه الحلوى في فصل الشتاء، وهي عبارة عن كرات صغيرة من العجين يتم قليها إلى أن تكتسب لونا ذهبيا، ويُصب عليها « القطر » (شراب السكر).

ومنذ أكثر من أسبوع، وبفعل توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، جراء نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، أعلنت شركة توزيع الكهرباء عن زيادة عدد ساعات قطع التيار، ليصل إلى 20 ساعة يوميا، في وقت لا تتجاوز ساعات الوصل (4 ساعات) في اليوم.

 وتصنع نورا سميح ( 27 عاما) في فصل الشتاء، حلاوة « المطبّق » وهي من الحلويات التي تشتهر بصناعتها فلسطين، وهي عبارة عن عجينة يُضاف إليها السمن، ثم تثنى زوايها الأربع، ويوضع في وسطها الجبن أو أي نوع من المكسرات، ثم تثنى زواياها مرة أخرى وتوضع بالفرن، وبعد خبزها يضاف إليها القطر.

وتقول سميح لوكالة الأناضول، إن الجو الماطر فرصة لإحياء الأكلات الشعبية الساخنة، التي تمتع بتكلفة مادية بسيطة، وبمقادير تتواجد في كل منزل.

وتتابع: « هناك العديد من الأكلات الساخنة الحديثة، لكن تبقى للأكلات القديمة، كالعدس، والمفتول، والمسخن، والحلويات الشعبية رونقها الخاص، وتحديدا في فصل الشتاء، إذ تمنح الصغار الدفء، والسعادة ».

كما ويقوم العديد من أهالي قطاع غزة، باللجوء إلى بعض النباتات البرية، واستخدامها كوجبات غذائية في الشتاء، ومن بينها (الخبيزة)، وهي نبتّة صغيـرة برية خضراء، إضافة إلى نبتة الرجلة (البقلة)، والحمصيص وهي نبتة تشبه .