خبر صحيفة: كيري هدد عباس بخسارة سلطته ونفسه

الساعة 11:12 ص|04 يناير 2015

فلسطين اليوم

« ستخسر سلطتك، وستخسر حل الدولتين، وستخسر نفسك »، بهذه الكلمات خاطب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مكالمة هاتفية مطولة في محاولة منه لثنيه عن طرح المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال للتصويت في مجلس الأمن، عشية رأس السنة الميلادية، وفق ما ذكرت صحيفة القدس الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إنه رغم النفي الأمريكي الرسمي لأية تهديدات تضمنتها مكالمة كيري بالرئيس، فإن في المعلومات ما ينفي ذلك النفي، ويؤكد توجيه كيري تهديدات للرئيس عباس، ان هو اصر على طرح المشروع للتصويت.

واعتبرت الصحيفة أن « خطوة أبو مازن الإستراتيجية، لم تكن مفاجئة لمن يعرف الرجل، وطريقة تعامله في المنعطفات الحادة وبعد ان يكون قد قلب كل حجر، للبحث تحته عن حل عادل لقضية شعبه، التي أريد لها ان تراوح مكانها في أنفاق ودهاليز المفاوضات المعتمة، بينما تنحسر فرص الحل بإقامة الدولة تحت أسنان الجرافات، ومصادرة الأراضي، وإقامة المستوطنات، وهو ما جعل الرجل الحكيم الحليم يفقد صبره، وينفض يديه من التعويل على إي دور أمريكي للتوصل إلى حل، بعد ان أصبح هذا الدور في حالة انكشاف عقب السلوك الأمريكي المشين في مجلس الأمن، إزاء مشروع أيدته ثماني دول في المنتدى الاممي بما فيها دولتان أوروبيتان هما فرنسا ولكسمبورغ، بينما سقط الصوت التاسع بفعل بلطجة أمريكية ضد دولة افريقية صديقة، لم تحتمل ثقل التهديدات فتراجعت عن التصويت في اللحظة الأخيرة ».

وأضافت « أبو مازن المثقل بالتحديات الخارجية، والهموم الداخلية، كان صارح شعبه، وأمته قبل أشهر بعزمه الذهاب إلى خيارات صعبة، والبحث عن حلول خارج الصندوق، عبر تدويل القضية والبحث عن العدالة في ارفع منبر أممي لشعبه الذي يسام سوء العذاب، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتوالية كما حدث في الحرب الأخيرة على أهلنا في قطاع غزة، وكما يحدث يوميا من عمليات مصادرة للأراضي وإقامة للمستوطنات، وهدم للمنازل والبركسات، في محاولة لفرض أمر واقع تصبح معه محاولات إقامة الدولة بالمفاوضات من سابع المستحيلات ».

وبحسب الصحيفة، « أكثر ما يلفت الانتباه، ويثير الاستغراب، انه في الوقت الذي كان فيه أصحاب الطرق الصوفية من قادة الفصائل، والأحزاب الوطنية المعارضة، يواصلون الطرق ليل نهار على رأس الرجل مطالبينه بوقف المفاوضات العبثية وتدويل القضية عبر الذهاب لكل المنظمات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات، نجدهم اليوم وبعد ان فعل ما كانوا يطالبونه به، يقفزون من سفينته، ويتركونه وحده يصارع الأمواج العالية، في عرض بحر لجي، تماما كما فعلوا مع سلفه، الذي اعترفوا بعمق رؤيته، ونقاء سيرته، وسداد مسيرته، بعد استشهاده، في سلوك اقل ما يقال فيه انه »منجوليا سياسية".