خبر أسفي عليك، أخي أبروم -اسرائيل اليوم

الساعة 09:42 ص|04 يناير 2015

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: يا بورغ، أنت تتنازل اليوم عن اسرائيل اليهودية – الديمقراطية في صالح اسرائيل التي بلا هوية. من أنا حتى أوبخك؟ ولا يحق لي إلا أن أحزن - المصدر).

 

الانضمام الى مجلس « حداش » ليس جريمة بالطبع. فهذا حزب شرعي، مع عناصر ديمقراطية، له تاريخ مشوق (كتأييد قرار التقسيم في العام 1947، وطليعته في موضوع حل الدولتين، ومن جهة اخرى – تأييد ستالين واعتبار الولايات المتحدة نموذج سلطوي واجتماعي مناسب).

 

ولكن حداش ليس حزبا صهيونيا، وإن شئتم، هذا حزب مناهض للصهيونية، ويرى في الصهيونية إكراها، احتلالا، تنكيلا وسلبا، وليس مشروع انقاذ لشعب مقموع وملاحق تقريبا في كل الدول التي عاش فيها حتى القرن الماضي. وبالتأكيد من الشرعي أن يوجد في اسرائيل حزب غير صهيوني، بل وحتى مناهض للصهيونية، مثل كل الاحزاب الاصولية.

 

ولكن انتقالك، كانسان ولد في البيت الاكثر صهيونية الذي يمكن للعقل أن يتصوره، وقف على رأس الهستدروت الصهيونية (التي انقضى زمنها، والتي جدير أن تحل محلها مؤسسة جديدة وتمثيلية) وعلى رأس الوكالة اليهودية (من اللحظة التي أقيمت فيها الدولة لم يعد لها مبرر وجود)، الى حزب يرفض الصهيونية – هو انتقال صعب علي أن أحتمله.

 

الصهيونية هي تأييد للنهج القائل إن الشعب اليهودي جدير بتقرير المصير في دولة خاصة به، لأنه يلبي كل المعايير لتعريف الشعب، ولأن له بلادا، في هذا العالم، يتماثل معها. هذا النهج تعزز، بالطبع، في اعقاب كارثة يهود اوروبا.

 

إن نهج حداش يتضمن الكثير من الاقوال المتقدمة التي يمكن للاشخاص الليبراليين أن يتماثلوا معها، ولكنه لا يتضمن المبرر للامر الذي كان في نظرك الأهم: حق اليهود في العيش هنا وجلب كل يهودي يريد ذلك الى هنا، ومنحه المواطنة. أنت تتنازل اليوم عن اسرائيل اليهودية – الديمقراطية في صالح اسرائيل التي بلا هوية. من أنا حتى أوبخك؟ ولا يحق لي إلا أن أحزن.