اسئلة حول هوية

خبر القلق يخيم على واشنطن بسبب تدهور صحة العاهل السعودي

الساعة 08:48 م|02 يناير 2015

فلسطين اليوم

رغم أن أجواء عيد الميلاد ونهاية العام لا تزال تخيم على العاصمة الأميركية واشنطن، إلا أن أروقة وزارة الخارجية تشهد منذ ساعات صباح هذا اليوم (الجمعة) حركة غير عادية، بسبب التطورات الأخيرة التي تتعلق بتدهور صحة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، لا سيما في أعقاب إعلان المملكة العربية السعودية رسميا عن خضوع الملك السعودي لفحوص طبية جراء اصابته بالتهاب رئوي

حاد استدعى وضع انبوب مساعد على التنفس.

وكان الديوان الملكي السعودي أعلن مع بداية العام الجديد أن العاهل السعودي الملك عبد بن عبد العزيز نُقل إلى مستشفى في العاصمة الرياض « لإجراء بعض الفحوص الطبية »، في إشارة إلى القلق البالغ الذي يخيم على العائلة السعودية المالكة بشأن صحة الملك البالغ من العمر 91 عاماً.

وأوضح البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي الجمعة أن الملك عبدالله بن العزيز اصيب بالتهاب رئوي « استدعى وضع أنبوب يساعده على التنفس بشكل مؤقت ».

وتنظر واشنطن لهذه التطورات ببالغ القلق، خصوصا وأنها بدأت في بحث احتمالات « الخلافة » مع الملك عبدالله شخصياً ومع أمراء الصف الأول منذ نهاية عام 2011.

وحسب التسلسل ، سيكون خليفة الملك عبدالله أخيه غير الشقيق ولي العهد الأمير سلمان، البالغ من العمر 78 عاماً، غير ان واشنطن تستبعد ذلك كون « إن الأمير سلمان مصاب بالخرف الذهني (الزهايمر) وغير قادر على المحادثة إلا لدقائق قليلة جداًجداً » ، حسب ما زعمت مصادر أميركية مطلعة.

ولكن مصادر مقربة من أجهزة الاستخبارات الأميركية تقول أن « حالة الخرف التي يعاني منها الامير سلمان أمر مبالغ فيه وأنه (الأمير سلمان) يعقد العديد من اللقاءات ويقوم بزيارات مكثفة في الأونة الأخيرة وهو ما يشير إلى أنه مصمم أن يصبح ملكاً ».

وتخشى واشنطن من أن تعرقل هذه المنافسة الداخلية المحتدمة داخل عائلة آل سعود عملية « الخلافة السلسة » أو استحالة استبدال الأمير سلمان، وهو ما يرغب به البيت الأبيض الذي يفضل وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف البالغ من العمر 55 عاماً ويحظى بعلاقات وطيدة مع وزارة الدفاع الاميركية وأجهزة الأمن القومي الأميركية الأخرى مع العلم أن ذلك سيكون صعباً كونه أحد الأحفاد وليس الأشقاء.

وكان الملك عبدالله عيّن في شهر آذار (مارس) الماضي أخيه غير الشقيق الأمير مقرن، وهو الأصغر من بين أبناء عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية ، في منصب جديد هو نائب ولي العهد، وذلك في خطوة غير معهودة ومثيرة للجدل، حيث اعتبرت هذه الخطوة في حينه مناورة من جانب العاهل السعودي لتأمين البيعة مسبقاً ضمن محاولة لتعزيز المكانة الجديدة للامير مقرن.

يشار هنا إلى ان ما نُشر رسمياً بشأن تولّي الأمير مقرن لمنصبه الحالي لم يحظ بالإجماع داخل العائلة السعودية المالكة.

وتتوقع واشنطن أن يكون هناك فراغا في السلطة في الرياض بعد وفاة العاهل السعودي أو بقائه في المستشفى لمدة طويلة، الأمر الذي يعني تنامي القلق لديها بسبب أهمية السعودية « كواحد من أهم حلفاء الولايات المتحدة، لاسيما في الوقت الراهن الذي تخوض فيه الولايات المتحدة حرباً ضد( داعش) وهي حرب تلعب فيها السعودية دوراً مهماً ، إلى جانب كون السعودية أكبر مصدّر للنفط في العالم، وتنسق الولايات المتحدة معها بجدية وعن كثب كل ما يتصل بسياسة النفط، وزيادة الانتاج، ما أدى تراجع أسعار النفط الخام في العالم إلى مستويات متدنية تكاد أن تطيح بالاقتصاد الروسي والإيراني »، حسب مصدر اميركي مطلع.

وتجد واشنطن نفسها في وضع محرج قد تضطر فيه لمحاولة التأثير على مسار الخلافة في السعودية وهي خطوة تشكل في حال قامت بها خروجا عن تقاليدها التاريخية.