خبر شح مستلزمات البناء تدفع الفلسطيني عاشور لبناء منزله من الخشب

الساعة 07:34 ص|02 يناير 2015

فلسطين اليوم

دفع شُح مستلزمات البناء في قطاع غزة، الشاب الفلسطيني أحمد عاشور (23 عاما) إلى بناء منزله بشكل كامل من ألواح الخشب، في محاولة للتغلب على ظروف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من سبعة أعوام.


وواجه الفلسطيني عاشور صعوبة بالغة في العثور على مختص في بناء المنازل الخشبية، لإتمام بناء منزله الذي تبلغ مساحته (160 مترا مربعا) خاصة أن هذه الطريقة في البناء تعتبر نادرة في القطاع.


وقال عاشور لوكالة الأناضول، متحدثا عن تجربته،: « أنا عريس مقبل على الزواج، ولا توجد مواد بناء، لأقوم ببناء منزلي، وبالتالي كان البديل هو بيت خشي، حتى لا يتأخر زواجي لفترة أطول خاصة أن الظروف العامة في القطاع تشير إلى أن سلطات الاحتلال ستواصل المماطلة في إدخال مواد البناء ».

وأضاف: « البيوت الخشبية موجودة بكثرة من الدول الأوروبية، وتتميز بتحمل تقلبات الطقس، والحياة بداخلها جيدة خاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الشباب الفلسطيني، نتيجة الواقع الصعب، الذي تسبب به الحصار ».

وأثناء الحديث مع الشاب عاشور كان العامل المختص في بناء البيوت الخشبية إبراهيم دخان (36 عاما) يثبت أحد ألواح الخشب في سطح المنزل، في محاولة لإنهاء عمله بأسرع وقت ممكن.

وقال « دخان » لـ « الأناضول »: « فكرت في بناء البيوت الخشبية قبل نحو خمس أعوام، في ظل الحصار الخانق على القطاع، وبالفعل بدأت في تنفيذ الفكرة من خلال بناء غرف صغيرة داخل أراضي زراعية، أو مقاهي على شاطئ البحر، وبعد فترة وجيزة سافرت إلى ليبيا وعملت في بناء مدينة كاملة من الخشب على ساحل البحر ».

ويشير إلى أنه انتقل للعمل في الأردن في ذات المجال، قبل أن يعود إلى قطاع غزة قبل ثمانية أشهر، ليبدأ العمل في بناء البيوت الخشبية لأصحاب المنازل التي دمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، في ظل شح مستلزمات البناء وخاصة مادة الاسمنت وارتفاع أسعاره.

وأضاف:  « تمكنت من بناء أربعة منازل خشبية في مدينة رفح (جنوبي القطاع) ودير البلح وغزة (وسط)، وأخيرا بعد أيام سأنتهي من بناء هذا البيت ».

وأكد، صانع البيوت الخشبية، أن مادة الخشب بديل ممتاز عن الخرسانة خاصة أنها تتحمل تقلبات الطقس وأسعارها منخفضة.

وأشار دخان إلى أن الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية الأخيرة دفعت بعضهم إلى بناء المنازل الخشبية، موضحا أن تكلفة بناء المنزل بمساحة 100 متر تبلغ 15 ألف دولار، فيما تبلغ تكلفة المنزل الخرساني بذات المساحة 30 ألف دولار.

وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية،أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366 وحدة.

ويعيش قطاع غزة، منذ أزيد من 7 أعوام حصارا خانقا، فيما رفعت الحرب الإسرائيلية الأخيرة من معدلات الفقر والبطالة وفق تأكيد اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة(البطالة 60%، والفقر 90%).

وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع والشاحنات والآليات الثقيلة ومواد البناء إلى (حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة) منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات يناير/ كانون الثاني 2006، حيث فرضت حصارا على القطاع، شددته إثر سيطرة الحركة عليه في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي « حماس » عن حكم غزة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.