خبر بعد 50 عاما ... فتح ضائعة ما بين شعارات الانطلاقة وواقع التسوية

الساعة 01:43 م|01 يناير 2015

رام الله-خاص

تعود ذكرى انطلاق حركة فتح وشرارتها الأولى قبل خمسون عاما.. في ظل انقسامات داخلية في الحركة وتراجع في دورها الوطني المقاوم والذي رفعته شعارا في يوم انطلاقها.

محللون اعتبروا أن فتح الآن على فتح طرق وعليها أن تقوم مراجعة دقيقة لتاريخها ومشروعها وهدفها فهل هي حركة تحرر وطني كما انطلقت وترفع الشعارات حتى الآن، أم أنها جزء « من السلطة » التي تسعى لاهثة وراء أي حل سياسي يضمن لكوادرها مصالحهم.

المحلل السياسي الدكتور نشأت الأقطش يقول أن فتح اليوم عادت لتصبح جزء من معادلة عربية نظام عربي قمعي تسلطي فردي لا يوجد فيه أي نوع من الديمقراطية يسيطر عليه فرد وهو الرئيس محمود عباس، فهي الحركة التي أنشأت بنفس و تمويل عربي واليوم تعود إلى الحضن العربي.

وقال الأقطش في حديث لفلسطين اليوم: « فتح لا تقبل الآخر مثل الحركات الأيدلوجية وتعيش حاله من الانقسامات والصراعات مثل الأنظمة العربية تمام.

وتابع الأقطش: » اليوم نشهد فتح شعارات وفتح الممارسة، وفتح الممارسة لا علاقة لها بالمقاومة بل أنها جزء من مشروع تسوية أي حل يعرضه الإسرائيلي تقبل به للحفاظ على مصالحها، ولم تحقق شيئا، بل على العكس في عصر فتح خسرنا الضفة الغربية وأصبح شعار فتح دولة فلسطينية في حدود ال 1967.

وبحسب الأقطش فإن كل ذلك يجعل الشارع الفلسطيني يعيد النظر في الحركة التي انطلقت في الستينات تحت شعارات وطنية ومقاومة للاحتلال واستعادة كامل الأرض، أم أنها فتح أخرى لاهثة وراء السلطة، وأن تكون حكم ذاتي تحت الاحتلال.

البروفسور إبراهيم إبراش، أستاذ العلوم السياسية كان له تقيما يتقاطع مع ما قاله الأقطش، فهو من جهة يوافق على أن هناك فجوة كبيرة بين فتح التي انطلقت وفتح الحاضر، ولكنه بالوقت ذاته يرى المراجعة والتصويب ممكن.

يقول في حديث ل« فلسطين اليوم »: فتح حتى الآن ترفع شعاراتها القديمة بل يذهب البعض من مؤسسيها إلى القول أن حركة فتح ليست من أعترف بإسرائيل و إنما هي المنظمة، ولكن هذا لا يتوافق مع الحقائق التي تقول أن أبو مازن هو رئيس فتح و أنه هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، و أنه هو ذاته رئيس السلطة الفلسطينية وليدة أوسلو« .

ولكن هذا ليس الإشكال لأن غالبية فصائل العمل الوطني أصبحت الآن مع خيار التسوية السلمية ومع خيار الدولة، ولكن الاختلاف على الآليات للوصول إلى ذلك، كما يقول أبراش، فحركة فتح في ظل السلطة لم تعد ذات هوية واضحة، بمعنى أنها أصبحت حزب سلطة وملتزمة باستحقاقات مفروضة ضمن اتفاقيات أوسلو، وبنفس الوقت لا تزال تمثل الوطنية الفلسطينية وتحاول أن تحافظ على هامش ما بينها وبين السلطة.

ولكن هل هذا ممكن ؟؟، يجيب إبراش: » هذا الهامش كان أحيانا يضيق وأحيانا أخرى يتسع، ففي بعض المراحل كان الحديث أن السلطة سلطة فتح وهذا غير دقيق، فالحكومة الحالية كلها ليست من فتح ولا حكومات سلام فياض، ولكن في نفس الوقت فتح كانت تستفيد من وجود السلطة وتعتمد وتعتاش على ما تتقاضاه من أموال من السلطة دونت أن يكون لها ميزانية مستقلة، وهو ما خلق تشويش بالنسبة لحركة فتح.

وشدد إبراش في هذا السياق على ضرورة التمييز في هذه الحالة ما بين فتح و حركة فتح، بمعنى أن حركة فتح هي الفكرة الوطنية و هي مشروع التحرر الوطني أي أنها تعبر عن الهوية والثقافة الوطنية، و لكن تنظيم فتح يقصد بذلك الأشخاص الذين يقودوا الحركة والبنية التنظيمية وهم ليسوا في مستوى عظمة الفكرة.

والمشكلة الآن في النظيم وليس في الحركة كفكرة، كما يقول، فهي لا تزال تجمع أعداد هائلة من الشعب الفلسطيني، وعندما يخرجوا ليسوا أبناء التنظيم وإنما أبناء الفكرة.

وقال إبراش أن الآن لدى الحركة فرصة للمراجعة، فهذا الخلل في التنظيم يراهن البعض أنه خلال المؤتمر السابع والمنوي عقده في كانون ثاني/ يناير القادم، أن يقوم بمراجعة إستراتيجية ليصبح في عظمه الفكرة.

وهو الأمر الذي لن يكون بالسهولة الممكنة بحسب إبراش، ـوسيكون فيه تحدي وصراعات كثيرة داخل التنظيم وما بين الحرس القديم الذين هم في مواقع قيادة ويريدون أن يحافظوا على مواقعهم، وبين قاعدة شعبية تريد أن تؤخذ دورها.