خبر ابحثوا عني- يديعوت

الساعة 10:49 ص|30 ديسمبر 2014

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: حزب شاس في أزمة حقيقية قد تجعل مجرد وجوده في حالة انعدام لليقين - المصدر).

 

ظاهرا، بدا هذا كمناورة زعامية كلاسيكية، من النوع الذي اكثر بن غوريون من عمله: فدرعي ينزع على مجلس حكماء التوراة رسالة استقالة. فيشعرون بان حزبهم يتفكك امام عيونهم، عشية الانتخابات. فيجمعون اقدامهم من بيت الحاخام عوفاديا الى بيت آريه درعي، مسافة نحو 200 متر. ويسير اعضاء كتلة شاس معه. والخطة هي للاستجداء، للتفاني، للصلاة، لفرض بحث توراة – وهو الموازي الشاسي لفرض حكم التوراة – الموازي الشاسي لحكم الحركة. ولكن درعي ليس في البيت. بناته فقط يستقبلنهم، وهن لا يعرفن أين الاب.

 

في المرحلة التالية ينشأ اتصال هاتفي. درعي خارج المدينة. وهو يعد بان يمتثل اليوم لدى كل حاخام على انفراد ليشرح لماذا قرر الاعتزال. الحاخامون يتوزعون كل الى بيته دون أن يعرفوا

 

ما الذي سيولده اليوم. هذا وضع صعب، محرج، في كل مؤسسة سياسية، ولكن في حالة حاخامي شاس، محرج أكثر، لانهم، الحاخامين، يفترض أن يعرفوا ما الذي سيولده اليوم والا لما كانوا يسمون أنفسهم مجلس الحكماء.

 

وصحيح حتى يوم أمس كان صعبا التقدير كيف ستنتهي الازمة. مناورة زعامة أم طرق باب: آريه درعي مبني لكل واحد من الخيارين. فقد ادعى رجاله أمس بان الهجوم الشخصي عليه من جانب رجال ايلي يشاي – وهم يسمونه "ملاحقة" – جعلت منصبه منفرا له. ليس الشريط الذي بث في القناة 2 فقط والذي يصفه فيه الحاخام عوفاديا "بالشرير" و "الحرامي" بل كل الشائعات التي نشرت ضده في السنتين الاخيرتين. وهو يعتزم الاعتزال حقا.

 

الاشرطة على لسان الحاخام عوفاديا على ما يبدو موجودة بكثرة، وهي مليئة بالتناقضات. ومن أوهم نفسه بان لدى الحاخام عوفاديا توصيفات مهينة فقط عن العلمانيين يمكنه أن يعيد النظر في تفكيره. فالحاخام الراحل كان محوطا بالهمس والنبش التآمر في شاس وفي شبكة العلاقات السامة داخل عائلته. كانت لديه نوازع شديدة وكانت له أنا عظيمة. وكان له لسان منفلت حاد، يضع في الظل الشتم والسب للسياسيين. عندما نزلت تسيبي لفني على نتنياهو في البرنامج الهزلي "وضع الامة" اتهمها خصومها بانه مخدرة. اما الحاخام عوفاديا يوسيف فقد اكتفى بالمرق.

 

ولكن الكلمات قيلت، وقد خربت جدا ليس فقط على مكانة درعي وقوة جاذبية قائمة شاس في الانتخابات، بل وايضا وربما اساسا بالمرجعية المقدسة للحاخام الراحل. لسنوات وهم يمسكون بالحاخام ليصمد يشدون ويشدون الى أن تمزق الحاخام. ايلي يشاي، الذي في حملته الانتخابية يعزو الحاخام عوفاديا لنفسه، يسوق بضاعة مضروبة. وهو بذلك لا يمكنه ان يتهم الا نفسه. في شاس وفي جمهور مصوتيه كل شيء مفتوح الان. يحتمل أن يعلن درعي اليوم انه من اجل كرامة الحاخام قرر التراجع وقيادة شاس في صراع البقاء في صندوق الاقتراع؛ ويحتمل أن يصر على رفضه ومجلس الحكماء يقرر تعيين ارئيل اتياس الذي اعتزل للاعمال التجارية على رأس الحزب او احدا من النواب الاخرين، او احد ابناء الحاخام عوفاديا الشاغرين. اما احتمالات عودة ايلي يشاي بقيادة شاس، حتى لو اعتزل درعي فطفيفة. فالجرح مفتوح والدم ينزف. احتمالات قائمته اجتياز نسبة الحسم، التي كانت غير عالية قلت امس بشكل كبير، وسيكون سهلا تصويره كخائن.

 

ان الاصوات التي سيفقدها شاس ستتوزع على نحو شبه مؤكد بين عدة احزاب. فابناء توراة كثيرون سيصوتون للقائمة الاصولية الاشكنازية. آخرون، في الشريحة التقليدية للمصوتين،

 

سيفضلون ربما "كلنا" الخاصة بكحلون، البيت اليهودي، الليكود. فالاحزاب الاصولية تقوم على أساس نواة صلبة ومتزمته. وهي لا تميل الى الاختفاء. وشاس هو حزب اصولي من نوع مختلف. فهو متعلق بقدر واسع بمصوتي المزاج. واحداث الاسابيع الاخيرة تدخل مجرد وجوده الى وضع من انعدام اليقين.