خبر في اسرائيل يأملون: -هآرتس

الساعة 10:44 ص|29 ديسمبر 2014

التحالف المعتدل يكبح حماس

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: اسرائيل ترى في مساعي السعودية للمصالحة بين قطر وحماس مدخلا لتهدئة وترتيب الاوضاع في قطاع غزة - المصدر).

 

السعودية هي التي تقف خلف خطوة المصالحة والتقارب بين قطر وحكم الجنرالات في مصر مؤخرا. ففي القيادة السياسية وفي جهاز الامن في اسرائيل يعزون للتطورات الاخيرة بين الدول العربية السنية المعتدلة أهمية كبيرة ويقدرون بأنه اذا ما نجحت محاولات المصالحة السعودية فسيكون ممكنا الاستعانة بها في الجهود لاستقرار الوضع في قطاع غزة، في ضوء العلاقات الوثيقة بين قطر وحماس.

 

في 20 كانون الاول نشر بالتوازي في مصر وقطر بيانان عن المصالحة بينهما، بعد مواجهة بدأت عقب صعود الجنرالات الى الحكم في القاهرة في تموز من العام الماضي. مصر، مثل دول الخليج الفارسي، اتهمت قطر بالتدخل في شؤونها الداخلية. وغضب الجنرالات المصريون من الحلف بين قطر وحركة الاخوان المسلمين في مصر ومن المساعدات المالية التي منحتها قطر لحماس وأغاظهم الاستعراض السلبي الذي قدمته قناة "الجزيرة"، التي تعمل برعاية وتمويل قطريين، للرئيس المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي.

 

وفي اسرائيل يرون امكانية كامنة ايجابية في التقارب بين الدولتين ويقدرون أنه يعكس محاولة من السعودية وغيرها من دول الخليج – البحرين، الكويت واتحاد الامارات – لاعادة قطر الى الكتلة السنية المعتدلة ولدق إسفين بينها وبين الاخوان المسلمين والمنظمات السنية الجهادية العاملة في الشرق الاوسط. وتسعى مصر الى أن تضمن بأن توقف قطر المساعدات المالية للاخوان

 

المسلمين في اراضيها، ولكن رغم النشر في الصحافة الكويتية وكأن قطر تعهدت منذ الآن بوقف الاموال لحماس ايضا، لا يزال ليس هناك لهذا التقرير تأكيد من مصادر تعتبر عليمة. ويحتمل ايضا أن يكون المصريون والقطريون قد توصلوا الى تسوية اخرى، بموجبها يُنقل المال القطري والوقود الذي تسعى قطر الى توريده بالمجان لحماس في قطاع غزة بالاتفاق مع مصر.

 

للخطوة التي بادرت اليها السعودية على ما يبدو هدف آخر، يتجاوز تعزيز الكتلة السنية المعتدلة في العالم العربي بقيادة سعودية ومصرية. ففي الشهرين الاخيرين طرأ تقرب هام بين حماس وايران، بعد شرخ استمر سنتين على خلفية الحرب في سوريا (هناك نقلت حماس تأييدها من نظام الاسد الى المعارضة السنية، بسبب تماثلها مع الاخوان المسلمين السوريين).

 

في أعقاب الحرب بين اسرائيل وحماس في الصيف الاخير، اقترحت طهران على حماس استئناف المساعدات المالية وبالأساس تهريب السلاح الى القطاع. والسعودية قلقة من اتساع متجدد للنفوذ الايراني في المنطقة وهذا من ناحيتها سبب جوهري لتشجيع مصر على المصالحة مع قطر، وربط الاخيرة من جديد بالمعسكر السني المعتدل والتأثير بهذه الوسيلة ايضا على اجراءات حماس في القطاع. وتصف مصادر امنية في اسرائيل الخطوات السعودية بأنها "طموحة" وترى في ذلك امكانية لتأثير باعث على الاعتدال لمواقف حماس في المواجهة مع اسرائيل ايضا.

 

في جهاز الامن يقدرون، استنادا الى رسائل نقلتها حماس بشكل غير مباشر الى اسرائيل في الايام الاخيرة بأن قيادة المنظمة في القطاع مصممة على معارضتها استئناف المواجهة العسكرية مع اسرائيل. ويتحمل مسؤولية اطلاق الصاروخ نحو النقب قبل عشرة ايام جناح متطرف يتماثل مع منظمات الجهاد العالمي؛ وليس واضحا بعد من وقف خلف نار القناص الفلسطيني يوم الاربعاء الماضي والتي أصيب بها بجراح خطيرة جندي من الجيش الاسرائيلي قرب السياج الفاصل شرقي خانيونس. ولكن في اسرائيل مقتنعون الآن بأنه لم يكن لحماس يد في الامر.

 

بعد العمليات عملت حماس على منع مزيد من النار، وكذا امتنعت عن رد عنيف على القصف العقابي الاسرائيلي، والذي قتل فيه ضابط من شبكة المراقبة لديها وأصيب بضعة نشطاء في الذراع العسكري. وبتقدير جهاز الامن، فان قيادة حماس تسعى الى الامتناع عن التصعيد خشية الحاق ضرر اضافي بقطاع غزة، ولهذا فانها تعمل في هذه الاثناء على كبح جماح الفصائل الاصغر. أما في الضفة، بالمقابل، فتستمر موجة العمليات، والتي أصيبت في آخرها طفلة وأبوها بزجاجة

 

حارقة قرب مستوطنة معاليه شومرون. في الغالبية الساحقة من الحالات، كانت العمليات نتيجة مبادرة محلية، دون تنظيم مرتب خلفها.