تقرير لماذا تبكي « أم فريد » وترفض الكابون؟

الساعة 02:19 م|28 ديسمبر 2014

غزة-خاص

"تحت أشعة الشمس.. وبين الجماهير الغفيرة التي احتشدت على مفترق الشجاعية.. تقف الحاجة السبعينية أم فريد بجانب العشرات من النساء متأففة على الحالة التي وصلت إليها بسبب تأخر إعمار منزلها وفق خطة سيري التي فقدت بوصلتها في إنقاذ المواطنين من أمطار الشتاء وبرودة الطقس".

ويرفع المشاركون شعارات منددة ببطء الإعمار وتجاهل الدول العربية والغربية لما تأول إليه الأمور في قطاع غزة ومن تلك الشعارات (أغيثونا من أجل بناء بيوتنا المدمرة) ، (افتحوا المعابر من أجل إعمار غزة) ، (أين قرارات مؤتمر الإعمار من التنفيذ) ، (ما بدنا أجار بندنا انعمر الدار) ، (توحدوا .. لأجل إعمار غزة).

وقد شارك آلاف النسوة في المسيرات الحاشدة التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية اليوم الأحد لانطلاق فعالياتها لكسر الحصار عن قطاع غزة.

"أم فريد العرعير" والتي كانت تسكن في منزل مكون من ثلاث طوابق يعيش بداخله كافة أبناء الأسرة من أبناء متزوجون وغير متزوجون على الحدود الشرقية لغزة فقدت وفي غمضة عين منزلها وأصبحت مشتتة هي وباقي أسرتها.

"دموع أم فريد بدأت تجري على وجنتيها وبدا صوتها الجهوري يشحب شيءً فشياً.. تجمهر العشرات من الصحفيين حولها لنقل مأساتها التي ترويها بالدموع حيث قالت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية": "لقد أقمت المنزل حجراً على حجر أنا و زوجي الذي كان يعمل في "الأراضي المحتلة" والتي فقد عمله منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وبدأ يبني بمساعدة أبنائه المنزل "غرفة"، "غرفة"، حتى  وصل إلى الطابق الثالث وفي غمضة عين دمره الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة".

"أم فريد لا تبكي على المنزل فقط لكنها تبكي على الحالة التي وصلت إليها غزة بعد تأخر آلية الإعمار وما آلت إليه الأمور من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية خاصة مع بداية فصل الشتاء وتغلغل مياه الأمطار في غرف الأطفال من الشقوق التي أحدثها القصف الصهيوني للبيوت المدمرة جزئياً.

وتقول أم فريد: "لا نريد كابونة ولا أموال إيجار نريد إعمار منازلنا التي دمرت وأصبحنا مشتتين بعد انتهاء الحرب المأساوية، نريد أن تنتهي معاناتنا التي نراها ستطول مع هذه الآلية التي فقدت بوصلتها من إنقاذنا من برد الشتاء".

وفي زاوية أخرى من المسيرة الحاشدة تقف الحاجة أم عمار حمدية التي استشهدت ابنتها و أربعة من عائلتها تقول: "جئنا اليوم لنرفع أصواتنا عالية ضد الجميع حكومة الوفاق والرئيس عباس والدول العربية والإسلامية والدول الغربية والولايات المتحدة والمؤسسات الدولية لبطئ آلية الإعمار".

وتُشير الحاجة أم عمار في حديثها لفلسطين اليوم الإخبارية، إلى أن أمطار الشتاء التي تهطل على المنزل من خلال الشقوق التي أحدثتها القذائف الإسرائيلية مسببة الأمراض للأطفال.

وناشدت العرعير الرئيس عباس وحكومة الوفاق للتدخل العاجل لإنقاذ أطفال غزة من أمطار الشتاء وسموم الحرب، مشددةً على أن عائلات غزة التي تعيش فوق الركام صامدةٌ وصابرةٌ وتنتظر الإعمار لكنها تناشد بالإسراع.

فيما عبرت الحاجة أم سامح، عن شكرها لفصائل القوى الوطنية والإسلامية لإطلاق فعاليات لكسر الحصار، مطالبة المزيد من الفعاليات والنشاطات التي تضغط على الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات الدولية للإسراع في بناء ما دمرته آلة الحرب الصهيونية.

وقالت أم سامح لمراسل فلسطين اليوم: "لقد مضت 4 شهور على انتهاء الحرب ولم نرى حتى اللحظة أي شيء ملموس على الأرض، الاحتلال الإسرائيلي من يومه ناقض للعهود فهذا مشهود عليهم من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم".

وأوضحت أم سامح والدة شهيد: "العالم اليوم يتغني ويرقص على آلام ودمار ودماء أهل غزة التي أصابها زلزال صهيوني بأدوات عربية وأجنبية، داعية العرب والمسلمين إلى التخلص من التبعية للاحتلال الصهيوني والأمريكي.

يشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة انتهت بتاريخ (25 -8) ولا زالت آثارها المدمرة مستمرة دون أي تقدم ملحوظ في عملية إعادة الإعمار، وقد استمرت الحرب منذ 51يوماً على التوالي واستشهد نحو 2230 مواطناً وأصيب نحو 11ألف بجراح مختلفة.