خبر هكذا ضحّى الموساد بـ 5 صهاينة لحماية عميله في حزب الله

الساعة 02:03 م|28 ديسمبر 2014

وكالات

كشفت التحقيقات مع العميل المتكشف مؤخراً في حزب الله "محمد شوربة" أنه أخبر دولة الكيان بشكل مسبق قبل تنفيذ عملية “بورغاس” في بلغاريا والتي أدت إلى مقتل 5 صهاينة، لكن المستوى الأمني والسياسي الصهيوني قرر عدم كشف العملية خشية انكشاف أمر الجاسوس “شوربة”.

وبيّنت التحقيقات مع الضابط العميل جوانب من هذه العملية في غاية الأهمية والحساسية في ضوء المعلومات عن ان الضابط الصهيوني المشغّل للعميل أمهله للتشاور مع رؤسائه لأنه لا يستطيع تحمل مسؤولية قرار السماح لعملية بورغاس بأن تتم مع الإدراك بأنها ستتسبب بمقتل صهاينة.

وجاء قرار القادة الرفيعي المستوى في تل ابيب بالقبول ليتنفس الضابط في "حزب الله" الصعداء ويعود لعمله مسجّلاً نجاحاً في تنفيذ العملية التي كان مسؤولاً عن إنجازها.

وقالت صحيفة الرأي إنه بهذا الأمر قدّمت دولة الكيان "الطُعم اللازم" للعميل الذي خدم "الموساد" وقدّم له معلومات لم يكن يحلم بها منذ العام 2007 وحتى توقيفه قبل سبعة أسابيع، وهو أقرّ في التحقيقات معه بأنه قبض على مدى هذه الاعوام مبلغ 800 ألف دولار اميركي، استخدم الجزء الأكبر منه في شراء الشقق والأراضي في جنوب لبنان حيث مسقط رأسه في بلدة قريبة من مدينة صور.

وتعود "تضحية" دولة الكيان بمقتل خمسة من مواطنيها الى حرصها على مساعدة هذا الضابط وحمايته بعدما كشف لـ "الموساد" عن عمليات عدة في اميركا الجنوبية وأذربيجان والهند وتركيا وتايلند وقبرص، وهو ما أدى الى إلقاء القبض على ضباط من "حزب الله" من بينهم حسين عتريس العام 2012 وحسام يعقوب، أما آخرهم فكان محمد همدر في البيرو الذي ألقي القبض عليه من دون ان يكون في حوزته اي دليل، وأُبقي على ذمة التحقيق 180 يوماً في سابقة غير معهودة، وفقط بناءً على إخبارية "الموساد".

وقالت "الراي" ان محمد. شوربة ساهم في كشْف متعاونين مع "حزب الله" داخل دولة الكيان وإلقاء القبض عليهم، وهم كانوا يعملون على مراقبة رئيس الأركان غابي اشكينازي، اضافة الى انه تسبّب بإحباط عملية مُحْكَمة ومدروسة كانت تستهدف وزير جيش الاحتلال حينها ايهود باراك خارج دولة الكيان.

وكشفت المعلومات ان محمد. ش ساهم في إلقاء دولة الكيان القبض على 17 متعاوناً مع الحزب كانوا يعملون داخل الكيان على أهداف متنوعة وآخرهم زاهر عمر يوسف الذي التقاه محمد. ش في مكة المكرمة أثناء مراسم الحج، وهو المكان المفضّل للحزب للقاء عناصره داخل دولة الكيان لإمدادهم بالمعلومات والمهمات والمال.

كذلك الأمر أفادت "الراي" أن محمد شوربة أوقع ايضاً بعدد من عناصر الحرس الثوري الايراني مثل حسن فراجي وبهرم فايزي، وهذا الأخير حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً في اذربيجان لاتهامه بالتخطيط والاشتراك في عملية إرهابية ضد السفارة الصهيونية في باكو.

وعكس سماح دولة الكيان بقتْل مواطنيها في المدينة البلغارية أهمية الضابط محمد، وهي لم تتردد في الحفاظ عليه بسبب المعلومات الثمينة التي قدّمها للموساد خلال عمله في وحدة الـ 910 المسؤولة عن العمليات الخارجية في"حزب الله" علماً انه كان مسؤولاً عن قارة بأكملها، اضافة الى ان موقعه كان يسمح له بلقاء جميع العسكريين والأمنيين في الحزب على كافة مستوياتهم.

ويُعدّ هذا العميل المرموق أحد أهم الجواسيس الذين كُشف عنهم داخل بنية الحزب بعد محمد الحاج، المعروف بـ "ابو تراب" الذي عمل لحساب جهاز الـ (CIA) وقدّم له كشفاً تفصيلياً عن الهيكلية التنظيمية للحزب ومسؤوليات أعضائه ومهماتهم، الأمر الذي سمح بـاستنتاج أسرار كبيرة تتعلق بتركيبة الحزب الداخلية وكيفية عمله في الخارج.

ونتيجةً لذلك، فان"حزب الله" بدأ بإعادة النظر وتغيير المسؤوليات وخلْط الوظائف وتشديد الرقابة في داخله وعلى مستوى أعضائه، في إطار ورشة على مستوى واسع، مع إعادة النظر بأدقّ تفاصيل كل مسؤول وما يملكه ومن أين يملك ما يملك وحركة كل فرد الخاصة والعامة، علماً ان توقيف الضابط محمد. ش لا يعني ابداً ان الحزب كسواه من منظمات او جيوش بعيد عن الاختراق.

وفي الحصيلة، فإن” دولة الكيان تواجه اليوم عمليات لن تتوقّف ضدّها في الخارج لان الحزب حاسم لناحية الانتقام لقائده عماد مغنية، وان عملية واحدة او اثنتين او ثلاث لن تكفي للاخذ بالثأر، وهي – اي دولة الكيان – لا تملك بعد اليوم عيوناً داخل وحدة الـ 910، ومستوى الإنذار سيرتفع لان محمد شوربة الذي عمل كجهاز إنذار مبكّر لها لن يستطيع ان يقدم شيئاً بعد اليوم” كما أفادت الصحيفة الكويتية.