خبر علاقاتنا الى اين- يديعوت

الساعة 09:37 ص|28 ديسمبر 2014

علاقاتنا الى اين- يديعوت

بقلم:سيفر بلوتسكر

(المضمون: تشريح للشرخ المتسع في العلاقات الامريكية – الاسرائيلية في اطار بحث في معهد بحوث الامن القومي - المصدر).

 

"ثمة توتر بنيوي دائم بين القوة العظمى الولايات المتحدة وبين الدولة الصغيرة اسرائيل"، قال الرجل بالانجليزية. "أمريكا العظمى، خلافا لاسرائيل الصغيرة، تعمل في العالم مع هوامش أمنية واسعة، تتيح لها الاخذ بمخاطر عسكرية وسياسية. أما اسرائيل فتوجد في محيط معاد وعاصف لا يسمح لها التعرض للمخاطر. ويكفي هذا التغيير لخلق توترات فكرية. والى ذلك يضاف ميل حكومات اسرائيل للتوسع داخل يهودا والسامرة في مواجهة النج الامريكي الاساس، للادارات الجمهورية والديمقراطية، الذي يرفض الاستيطان في المناطق بصفته مشروعا غير قانوني. وعندما يبدأ زعيما الدولتين، اوباما ونتنياهو، الحوار بينهما، بالقدم اليسار – فان الانفجار محتم". هكذا وصف جذور الشرخ وبين البيت الابيض في واشنطن وبين ديوان رئيس الوزراء في القدس احد المشاركين في بحث مغلق في مستقبل العلاقات الامريكية – الاسرائيلية. وقد جرى البحث في اطار مجلس امناء معهد بحوث الامن القومي: رئيس المجلس هو رجل الاعمال بيني كوهين. وبين المشاركين، اسرائيليين وامريكيين، برز السفيران السابقان مارتن اينديك ومايكل اورن.

 

محاور آخر ذكّر الحاضرين بالازمات السابقة في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل، والتي اعتبرت في حينه مأساوية: الرئيس كيندي اراد فرض مقاطعة على اسرائيل في اعقاب المفاعل في ديمونا، الرئيس ريغان شبه القصف الاسرائيلي على بيروت بالكارثة، والنية الاسرائيلية لبيع الصين طائرة التجسس فالكون تسبب بالشرخ "الاعمق" في العلاقات. وقضى المتحدث ذو التجربة الدبلوماسية بانه "من الاسهل شرح سياسة اسرائيل للجمهور الامريكي الغفير من شرح سياسة الولايات المتحدة للجمهور الاسرائيلي". والفشل الحالي لاوباما يثبت ذلك: فهو "الرئيس الامريكي الاقل عطفا في اسرائيل".

 

لم يهدأ معظم الحاضرين للقاء من التشبيهات التاريخية. وحتى لو كان الشرخ الاسرائيلي الامريكي الان غير مسبوق، قالوا، فانه يتبين كعديم المخرج. آثاره مخيفة: في ذروة الجرف الصامد

 

قررت الادارة ان تؤخر لزمن ما توريد سلاح هام لاسرائيل. ووصف وزير الخارجية جون كيري حي غيلو المقدسي "بالمستوطنة" وهكذا "الغى التمييز بين غيلو ويتسهار، والذي قبع في اساس كتاب الرئيس بوش الى رئيس الوزراء شارون"، قال احد الشخصيات في اللقاء. واستخدم الرئيس اوباما نفسه تعبير "مخيف" في حديثها عن قصف سلاح الجو في غزة، والرائحة الكريهة للشتيمة المهينة والفظة التي اطلقها موظف امريكي كبير تجاه رئيس حكومة اسرائيل لم تختفي من الهواء بعد. اما اسرائيل من جهتها فقد ألغت من طرف واحد بند تجميد البناء التام في كل المستوطنات والذي تضمنته "خريطة الطريق"، الوثيقة التي وضعتها ادارة جورج بوش واقرتها حكومة شارون.

 

وتلقى موقفا متوترا اعلان اوباما عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوبا. ومثلما أجرى اوباما "اعادة تقويم" لعلاقاته مع كوبا، حذر احد من بين المتحدثين، فانه كفيل في ظروف معينة بان يعيد النظر أيضا في موقفه من اسرائيل، ولكن في الاتجاه المعاكس. ولعل طهران هي التالية في الدور بعد هافانا لاعادة فتح السفارة الامريكية؟

 

ربما. في هذه الاثناء توصلت الولايات المتحدة وايران الى "اتفاق هدنة مؤقت في الموضوع النووي"، روى أحد المشاركين، الضالع في الموضوع، "اتفاق يخدم بالذات مصالح اسرائيل ويضعف ايران، سواء بسبب استمرار العقوبات ام بسبب الهبوط المتزامن جيدا في أسعار النفط". فهذه هي الضربة الاقتصادية الاشد التي اوقعت على النظام الايراني. و "بفضل الحوار الهادىء بين واشنطن والرياض".

 

ان مهامة حكومة اسرائيل التالية في مجال العلاقات الاسرائيلية – الامريكية ستكون، كما اتفق المشاركون في اللقاء، "هي استئناف التفاهمات بين جورج بوش وارئيل شارون"، والتي خرقتها الحكومة المنصرفة برئاسة نتنياهو. من يتمكن من اعادة بناء هذه التفاهمات، حين تكون النخبة السياسية في اسرائيل تتجه أكثر فأكثر نحو القومية المتطرفة – الاستيطانية وبدأ هذا تمله النخبة الامريكية؟ هذا السؤال بقي مفتوحا.