خبر كلنا مذنبون .. هآرتس

الساعة 09:38 ص|26 ديسمبر 2014

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: ولكن أكثر من كل شيء حان الوقت لان يأخذ الناخبون أنفسهم المسؤولية عما يحصل. خُدعنا مرة واخطأنا، خُدعنا ايضا في المرة الثانية والثالثة. العار هو ليس عار بيبي، بل عارنا. كلنا مذنبون - المصدر).

أتعرفون ماذا؟ منذ انتخب نتنياهو لولايته الاولى كرئيس وزراء في 18 حزيران 1998، لم يتغير على الاطلاق. مليء بذاته، خطيب ممتاز، طامع للحكم ومحب للحياة الطيبة. آه، نعم، بخيل بعض الشيء أيضا. صحفيو العهد وقعوا غير مرة في ذات الفخ: عندما كانت تحين لحظة الدفع، كان بيبي يتذكر بانه تأخر للمشاركة للقاء آخر، وكان يسارع الى الخروج ويبقي وراءه جملة: "أنت سترتب الحساب". ليس موفرا بالضبط بل بخيل.

عندما انتقل الى المحاضرات الخاصة في خارج البلاد، بعد هزيمته الاولى، لاحظه اسرائيلي ما بالصدفة يتناول الطعام مع عقيلته في ليلة السنة الجديدة في المطعم الفاخر "لا تور دارغن" في باريس وعلى الطاولة الاكثر فخارا. واقسم الاسرائيلي بانه رآه يخرج من جيبه المال ويدفع نقدا. وفي هذه الاثناء فقد هذا المطعم نجومه وأفلس. اما بيبي الذي سقط فقد عاد الى الحكم، وازدهر، وبقدر ما جعل رئاسة الوزراء مهنة.

سقط مجددا، سقط مجددا. بعد باراك، شارون واولمرت احد لم يصدق أنه سيعود. كانت لديه القدرة على التظاهر بانه مبني من مادة لا تبلى. واللغز ليس في طموحه الذي لا ينتهي للقيادة دون أن يعرض أي خطة لحل مشاكلنا بل أين كنا نحن، الناخبين؟ ماذا فهمنا منه؟ لا السلام، لا الامل في انهاء الحروب، لا حل لوضعنا في العالم والذي يدفعنا نحو العزلة. لا خطوة ما  لتجعل لنا حياة سلام ورفاه في الداخل. الحقيقة هي ان غزة مدمرة وعندنا يبنون عمارات شاهقة للاغنياء. الكثيرون منهم يستثمرون، او يهود أغنياء يبنون لانفسهم ملجأ آمنا في حالة أن يسيطر الاسلام على اوروبا. وبيبي يوزع الحلوى للناخبين، بهدف اقناعهم بانه مبني من مادة زعامية جديدة.

          السؤال هو، ماذا عنا؟ أي فارق نتوقعه بين بيبي الاول وبيبي الذي انتخب ثانية وثالثة. في المواجهة بين الرئيس كارتر ومنافسه رونالد ريغان في 1980 كان يتعين عليهما أن يجيبا على سؤال واحد على مدى دقيقتين. كارتر اقتبس عن ابنته كارولين، ابنة الـ 13 سنة، التي تحدثت عن التهديد النووي، بينما ريغان سأل الناخب: "هل في السنوات الاربعة الاخيرة كان وضعك الاقتصادي افضل". ريغان، كما يذكر، ضرب كارتر صدمة على الركبة.

عندنا لا يسألون عن الوضع الاقتصادي. بيبي يركز بالذات على التهديدات النووية. ومثل كارولين، فانه لا يريد أن يتحدث عن الوضع الاقتصادي أو عن السلام. بيبي يتحدث عن اللاسامية، عن داعش وهو واثق بان في جرف صامد واحدة ننهي الامر. وهو لا يكشف كيف يحول الاموال للمستوطنات والاصوليين، رغم أنه ليس لديه المال للمرضى، للشيوخ وللفقراء. وبدلا من أن يعالج الامور الهامة حقا، رسالته الى الامة هي مسرحية المخاوف. بيبي يذكرنا بالنكتة عن ذاك المطهر الذي علق في نافذة عرض دكانه قبعة. وعلى سؤال لماذا قبعة؟ اجاب: ماذا يمكنني أن اتباهى به في مهنتي؟ بيبي يفضل الحديث عن الكارثة لانه لا يريد أن يتحدث عن الوضع في البلاد.

ان آخر ما توقعه بيبي هو المعطيات في تقرير الفقر لجمعية لتيت، وبموجبه فان نحو 2.5 مليون اسرائيلي يعيشون في فقر. وقد سبق للرئيس ريفلين أن لاحظ علنا بان هناك شيء ما ليس سليما في المجتمع الاسرائيلي. موشيه كحلون، اللغز المبتسم للسياسة، حذر هو ايضا من عدم المساواة. بيرس قال ان هذا التقرير هو لائحة اتهام حادة ضد أنفسنا. بيبي غضب من بيرس لفتحه فمه ورد بان اسرائيل هي دولة الحياة فيها جيدة. بالتأكيد، يمكنه أن يأخذ المخاطرة، فجدعون ساعر منشغل بعربة رضيعه.

ولكن أكثر من كل شيء حان الوقت لان يأخذ الناخبون أنفسهم المسؤولية عما يحصل. خُدعنا مرة واخطأنا، خُدعنا ايضا في المرة الثانية والثالثة. العار هو ليس عار بيبي، بل عارنا. كلنا مذنبون.