التكفجي: الاحتلال يحاول حسم الصراع جغرافياً

خبر 2014 ارتفاع معدلات الاستيطان ... والحالة من سيئ لاسوا

الساعة 07:40 م|25 ديسمبر 2014

تحليل خاص

   في كل مناسبة لا يتوانى قادة الاحتلال الصهيوني عن الإعلان عن التأكيد على استمرار البناء الاستيطاني في الضفة المحتلة وتحديدا في مدينة القدس، في رسالة واضحة إلى الجانب الفلسطيني الذي يطالب تجميد الاستيطان شرطا للعودة إلى طاولة المفاوضات.

 وبعيدا عن الجدل السياسي لم يتوقف الاستيطان يوما، ومع كل نهاية عام تخرج التقارير الإحصائية والتي تأكد ارتفاع وتيرة الاستيطان خلال العام مقارنة بالعام الذي قبله.

 ولم يكن عام 2014 مختلفا عمن سواه، فكان الارتفاع في البناء الاستيطاني والموازنات التي صرفت عليه ملفتا وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، التي تسعى الحكومات الصهيونية بحسم الصراع فيها بفرض أمر الواقع عن طريق مصادرات الأراضي والبناء الاستيطاني وتسمين المستوطنات القائمة.

 فمع بداية العام 2014 ارتفعت ميزانية دائرة الاستيطان الحكومية الصهيونية بنسبة 600%، وتم رصد الغالبية الساحقة من هذه الميزانية للمستوطنات في الضفة الغربية.

 وبحسب الملحق الاقتصادي (ﻛﻠﻜﻠﻴست). اﻟﺘﺎﺑـﻊ ﻟﺼﺤﻴﻔـﺔ "يديعوت أحرنوت" بدأت ميزانية دائرة الاستيطان مع بداية العام بمبلغ 58 مليون شيكلا، لم تمض ثلاثة أشهر حتى ارتفعت ليصبح حجمها 404 ملايين شيكلا.

 وعلى الأرض انعكست هذه الميزانية مزيدا من قضم الأراضي والمستوطنات، كما يقول الخبير في الشؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، فالاستيطان زاد في مطلع عام 2014 ما نسبته 1000%، وكما تشير الإحصائيات فالجانب الصهيوني صادر أكثر من 25 ألف دونما خلال العام.

 ولفت حنتش لـ"فلسطين اليوم" إلى ان الاستيطان لم يتوقف ولو للحظة واحدة، وكان يمر عبر خطان متوازيان وهما حكومة الاحتلال والتي كانت تقنن السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتطرح عطاءات بآلاف الدونمات وكانت تمول المشاريع الاستيطانية وأفردت لها الميزانيات الضخمة.

 أما الخط الثاني لبلع الأراضي الفلسطينية والذي يمر عبر المنظمات الصهيونية وهو ما يعرف بـ"الاستيطان الهادئ" والذي يتمتع بغطاء ودعم كامل غير مُعلن من الحكومة الصهيونية، موضحاً أن المنظمات الاستيطانية خطرها يفوق الاستيطان الحكومي وذلك لأن الحكومة تدعي أمام العالم منعه ومحاربته ومراقبته وهي بالأساس تموله وتغض الطرف عنه، مشيراً أن الاستيطان الهادئ ابتلع أكثر من الحكومة ذاتها من الأراضي الفلسطينية.

 وحسب الخبير حنتش فإن الاستيطان تركز في معظمه في شمال القدس المحتلة، وبيت لحم، والخليل، حيث كان لتلك المناطق النصيب الأكبر من القضم الاستيطاني في مقارنة بالاستيطان من عموم الضفة المحتلة.

 وبحسب التوقعات فإن هذا الازدياد لن يتوقف في العام المقبل، على العكس فمن المتوقع أن يزيد بنسبة قد تصل 2000% في العام القادم 2015.

 يقول مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق والخبير في شؤون الاستيطان والخرائط خليل التفكجي أن ما تقوم به سلطات الاحتلال هو رسم واقع على الأرض في إطار تنفيذ مخططات ليست بالجديدة وحسم الصراع على الأرض.

 وتابع التفكجي في تصريحات لـ"فلسطين اليوم":" المخططات الاستيطانية تسير بتناغم مع مخططات آرائيل شارون التي أعلن عنها في العام 2001 عندما قال عن دولة فلسطينية تربطها الأنفاق والجسور، فما نراه اليوم أن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية يقطع أي تواصل جغرافي ويمنع أي سيطرة فلسطينية ممكنه على الطرق الرئيسية التي تربط الشرق بالغرب الشمال بالجنوب".

 وفيما يتعلق بالقدس يرى التفكجي أن دولة الاحتلال تتعامل مع البناء بالمدينة بشكل مختلف، فكانت تصريحات نتانياهو التي أكدت ان البناء بالقدس كالبناء في تل أبيب، أي أنها جزء من الدولة وليست مدينة محتلة وبالتالي فإن الاستيطان له عدة وظائف أخرى.

 وأضاف التفكجي:" الاستيطان بالقدس يرسم حدود وملامح العاصمة العبرية المستقبلية بمفهوم الإسرائيلي بأغلبية يهودية وأقلية عربية، وأن تجعل مدينة القدس في قلب دولة إسرائيل دون شريك فلسطيني".