خبر لعنة 2014.. هآرتس

الساعة 12:10 م|25 ديسمبر 2014

بقلم: آري شبيط
(المضمون: عام 2014 تحول الى لعنة ويجب أن لا تتكرر تجربة الحكومة الحالية بعد الانتخابات - المصدر).
بدأ العام بوعود السلام: حتى ربيع 2014 كان يفترض أن ينتهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وقبل أقل من 12 شهرا بذل فرسان السلام الامريكيون والاسرائيليون جهودا لسلام طموح، حيث قاموا بعمل شامل وأساسي وغير مسبوق. في كانون الثاني كانوا متفائلين: في شباط كان أقل بقليل: مصاعب، مخاوف وعندها انهار كل شيء في آذار.
وعندما انهار السلام القديم لم يكن هناك سلام جديد ليحل محله. لا الامريكيون ولا الاسرائيليون ولا الفلسطينيون بادروا الى عملية سياسية بديلة. وعود السلام كانت في الربع الأول خيبة أمل للربع الثاني، وتحولت الى بالوعة استراتيجية. وفي ظلمة البالوعة حدثت عملية فلسطينية فظيعة وعملية اسرائيلية تثير القشعريرة الامر الذي أدى الى التصعيد.
تحول التصعيد الى حرب، قتل فيها أكثر من 70 اسرائيليا وأكثر من 2000 فلسطينيا. وما بدأ بوعود السلام تحول الى حدثا حربيا جلب الرعب لملايين الاسرائيليين والدمار لمئات آلاف الفلسطينيين. عام الأمل 2014 تحول الى عام اللعنة.
ما زالت اللعنة معنا. القومية الاسرائيلية استغلت فشل السلام ومشاهد الحرب من اجل تعميق الاحتلال وتوسيع المستوطنات ودفن حل الدولتين. وحاولت الانقضاض على مباديء الديمقراطية وبثت كراهية الآخر والعنصرية.
القومية الفلسطينية استغلت فشل السلام ومعاناة الحرب من اجل التطرف أكثر في المواقف وتأجيج المشاعر والهجوم على اسرائيل، بل وبدأت بالكفر بشرعية الدولة اليهودية الديمقراطية وحاولت زعزعة حقها في الوجود.
إن عدم قدرة المعتدلين الاسرائيليين والفلسطينيين على العمل معا وبشكل جدي قد لعبت لصالح المتطرفين الفلسطينيين والاسرائيليين. لذلك فان البالوعة الاستراتيجية التي حفرت في الربيع ما زالت معنا. وبدلا من اطلاق عملية سياسية ثنائية جديدة خلاقة وواقعية نحن مستمرون في الوحل التدميري للعداء القومي. والواقع الذي نعيش فيه أصبح مطاطي أكثر وسام وخطر أكثر.
ولكن في اللعنة توجد ايضا بركة. العقد الذي سبق عام 2014 كان عبارة عن سبات جميل. كان الاسرائيليون ضحايا لنجاحهم. سلاح الجو و"الشباك" وجدار الفصل والقبة الحديدية سمحت لنا بالعيش في فقاعة الهاي تيك والغاز والعقارات، وكأنه لا يوجد حولنا عالم عربي وشعب فلسطيني ومستوطنات واحتلال. النجاح الامني والاقتصادي في السنوات العمياء دفعا بنا الى التغاضي عن حقيقة أن النمو يتم فوق ثلج دقيق.
صيف 2014 كان صفارة إنذار. وخريف 2014 كان نداء الصحوة. والاشهر الستة الاخيرة قالت لنا بصوت مسموع إن ما كان لن يكون. وإن الوضع القائم لن يستمر. وفي نهاية هذه السنة السيئة يجب أن نفهم أن الوحل وصل الى الرقبة. وأن اللعنة موجودة على أبوابنا. وبقي لنا القليل من الوقت لانقاذ الصهيونية ممن يدوسها من الداخل والخارج.
على 2015 اعطاء اجوبة جديدة للاسئلة الصعبة التي طرحها العام 2014. واضح أنه مطلوب تغيير سياسي عميق في الانتخابات. محظور أن تعود على نفسها ظاهرة حكومة نتنياهو – لبيد – بينيت. وواضح ايضا أنه لن يكفي التغيير الشخصي.
أثبتت السنة الماضية أن الازمة الاسرائيلية متعددة الأبعاد ومتعددة الجوانب. والسنة القادمة يجب أن تواجه هذه التعددية. لا خيار فقد انفجرت الفقاعة وتضخمت الآمال. هناك حاجة الى تحديد الجمهورية الاسرائيلية والعودة من جديد لبناء البيت.