خبر الأخطبوط الايراني والدول العربية.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:08 م|25 ديسمبر 2014

بقلم: د. إيدي كوهين
(المضمون: إن تشويش برنامج السلاح النووي الايراني هو مصلحة عليا للدول العربية لأن التدخل الايراني عسكريا واقتصاديا ودينيا يضر بالأمن القومي لهذه الدول - المصدر).
رغم الجهود الكبيرة التي يقوم بها الدبلوماسيون الايرانيون من اجل التوصل الى اتفاق مع الغرب حول البرنامج النووي، يبدو أن هذا الملف ليس الوحيد أمام سلطة آيات الله. فهناك تحديات كبيرة أمام الايرانيين في هذا الوقت ولا سيما أمام الدول العربية.
الجهود الايرانية ومحاولة زعزعة الاستقرار  في الدول العربية من خلال دعم الجماعات الشيعية (ليس فقط الجماعات الشيعية) تسبب التوتر الكبير بين ايران والدول العربية. ترى ايران نفسها قوة عظمى اقليمية وتتبع استراتيجية تحاول من خلالها وبنجاح كبير استجماع القوة والتأثير في الخليج الفارسي والشرق الاوسط. قوة تستطيع من خلالها حسب اعتقادها الدفاع عن الأقلية الشيعية في الدول العربية وفي السياق ضرب "الكيان الصهيوني". انهيار سلطة صدام حسين وانسحاب القوات الامريكية من العراق أعطيا فرصة نادرة لايران بحرية العمل من اجل توسيع تأثيرها باتجاه دول اخرى.
يعمل الاخطبوط الايراني سرا وعلنا في عدة دول عربية. حيث وضع لنفسه هدف "تصدير الثورة" الشيعية الى العالم العربي، وبالذات الدول الاسلامية التي تعيش فيها جاليات شيعية، مثل لبنان، اليمن والعراق. يساعد الايرانيون بالمال والسلاح المجموعات الشيعية في هذه الدول، يؤيدون ويساعدون الحوثيين من اجل السيطرة على اليمن. وليس سرا أن حرس الثورة الايراني يقوم بتدريب هؤلاء المقاتلين فوق اراضي اريتيريا وبأموال طائلة تتدفق على زعماء هذه الدولة الفاسدين تحت غطاء اتفاقية تعاون.
أقامت ايران في لبنان حزب الله وهي تقوم بتسليحه حتى اليوم بالسلاح الاكثر تطورا. وحولت الطائفة الشيعية من طائفة هامشية مقموعة الى الأكثر تنظيما وصاحبة المليشيا العسكرية الأقوى في الدولة التي تهدد الجيش اللبناني واستقرار لبنان. وتعتبر ايران اليوم لاعبة مركزية ذات تأثير كبير في لبنان. ومنذ ثمانية أشهر يحاول اعضاء حزب الله في البرلمان انتخاب رئيس لبناني جديد يخلف الرئيس ميشيل سليمان الذي أنهى ولايته في أيار الاخير. الهدف الايراني هو انتخاب رئيس يكون مقبولا على الشيعة وعلى ايران.
يتركز التدخل الايراني في العراق في تمويل وتدريب وتسليح المليشيات الشيعية. والتدخل السياسي والاقتصادي والديني في الدولة يحولها الى دولة مرعية. الحدود المشتركة وظهور داعش يزيدان من تدخل طهران في هذه الدولة. سوريا وحماس هما حليفتان غير شيعيتان لايران. حيث يساعد الايرانيون سوريا في حربها ضد داعش وضد المتمردين من اجل اعادة سيطرة الاسد بالكامل، الحليف الطبيعي المفضل على الايرانيين. مثلا، في الحرب ضد داعش اعترف الايرانيون للمرة الاولى أنهم يقصفون داعش في العراق ويساعدون النظام السوري في حربه ضد متمردي الدولة الاسلامية. وحول الساحة الفلسطينية تعتبر ايران أن واجبها الاخلاقي هو دعم حماس في حربها ضد اسرائيل وتساعد المنظمة الارهابية بالسلاح والاموال.
التدخل الايراني فاعل ايضا في الخليج الفارسي، حيث احتلت ايران في عام 1971 جزر طمب الكبرى وطمب الصغرى وجزيرة أبو موسى التي تعتبرها دولة الامارات تابعة لها. هذه السيطرة أكدت للدول العربية خطورة ايران وعلاقتها مع جيرانها. ورغم دعم الجامعة العربية إلا أنه لم تُحل هذه الازمة المستمرة.
تعمل ايران ايضا في البحرين وتبذل جهودا كبيرة من اجل توسيع تأثيرها في المملكة. وتزعم طهران أن البحرين تابعة لها، والاغلبية الشيعية في المملكة تعطي ايران الشرعية لهذا الزعم. وتتهم البحرين ايران بالتآمر، وقد قال الايرانيون أكثر من مرة إن البحرين هي احدى مقاطعات الجمهورية الاسلامية.
إن تشويش البرنامج النووي الايراني هو مصلحة عليا للدول العربية لأن تدخلها العسكري والاقتصادي والديني هو مس كبير بالأمن القومي لتلك الدول. وستكون ايران النووية أكثر تهديدا للدول العربية من ايران اليوم.