خبر شرطة انتخابات.. يديعوت

الساعة 12:03 م|25 ديسمبر 2014

(المضمون: الشرطة أيضا تنشط في فترة الانتخابات لنشهد جميعا حالات من مواجهة مظاهر الفساد والعنف - المصدر).
"المال يعني كل شيء"، قال الحكيم بين الناس، فما بالك في فترة الانتخابات، حيث فجأة تتدفق اموال طائلة الى الكتل الانتخابية التي في وسعها ان تغير النتائج، ان تتوج الملوك وان تعين الحكومات، الالية المعروفة باسم "اقتصاد الانتخابات"، وها هو عندنا، مثلما يتبين من العناوين الرئيسة للصحف مؤخرا، فقد تحقق ما هو جديد ويدعى "شرطة الانتخابات".
في الايام العادية، لا يصدر شيئا عن الجهاز الذي يفترض أن يكون مسؤولا عن الامن الاساس للمواطنين. حياتنا سائبة، قوانين الطريق متروكة للزعران، الشيوخ يتعرضون للاعتداءات والسطو، المتنزهون يتعرضون للطعن على شاطيء البحر، النساء يقتلن دون عراقيل ويغتصبن دون روادع، وكل هذه الجريمة تستقبل بنوع من الاستخفاف الذي ينطوي عليه قول "هكذا هو الحال" او "اخس"، وربما ايضا "هذا جزء من الحياة، الموت".
ولكن ما أن يعلن يوم الناخب حتى تصاب الشرطة بنوع من النشاط المفاجيء بل والباعث على بعض الامل. ومن الصباح وحتى الليل نسمع عن الاعتقالات والتحقيقات، القبض والاستجواب. هنا ضابط كبير يلقى القبض عليه متلبسا بالجرم المشهود وهناك شبكة ملاحقي الاطفال يلقى القبض عليهم هم ايضا ببناطيل ساحلة. في الصباح ينكشف فساد حزبي مزعوم، وفي المساء يستدعي رؤساء المدن محاميهم الى المعتقل. يوجد احساس بان كلب حراسة الدولة، الذي لجم على مدى ولاية قصيرة – طويلة جدا، سرح أخيرا للقيام بمهامه.
الويل لنا، نحن مواطني اسرائيل، على اشتباهنا بالشرطة من رجال ونساء شجعان ونشطاء. يتبين أن هؤلاء بالاجمال ارادوا القيام بمهامهم، ولكن هناك من قرر بان هذا ليس مناسبا ولعله ايضا يزعج ميزان الرعب. كما ينبغي التذكر بان المواطنين الخائفين، المضروبين والمسلوبين، سينتخبون زعيما يتلفظ بصوت مليء بالصلاحية ويضرب المنصة بقبضته. وهو سيحرص على الا تحرق دكانكم فقط اذا ما انزلتم بطاقة الخاوة السليمة في صندوق الاقتراع.
استعراض قصير لما يوجد في الكنيست وتلك التي سبقتها يرسم صورة لا تنبىء بالخير للوزير اهارونوفيتش والمفتش العام دانينو. في افضل الاحوال سنجد قصورين شخصيين. يمكن مراجعة بعض الاحداث المعينة، وفي المكالمات الى الطوارىء والتي لعبت دور النجم في نشرات الاخبار ولكن يكفي ان يسأل كل واحد منا نفسه اذا كان يشعر بالامكان في المجال العام أو حتى في بيته الخاص.
مثال بارز على تسيب القانون في نظر الوزير المسؤول هو محاولته الانقلابية لان يعين في اللحظة الاخيرة مفتشا عاما وديا للمستخدم. من حظنا أن المستشار القانوني للحكومة أوقف هذه الخطوة، وبالمناسبة يجدر بنا ان نؤدي التحية ايضا للمستشار القانوني للكنيست على منع سطو الغاز الكبير. ويبدو أنه لا يوجد فقط "اقتصاد انتخابات" و "شرطة انتخابات" بل وايضا "استشارات انتخابات". في الجيش يسمون هذا "اجواء نهاية الدورة".
في احتفال نهاية الدورة يصافح القادة الخريجين و"يحطمون المسافة". والكل يمزح ويتذكر الحكايات من فترة التدريب. هذا مجرد احساس ذاتي ولكن يخيل لي أننا كلنا نحيي الجالس في الاعالي لانتهاء هذه الدورة وبالتأكيد ما كنت لاوصي اهارونوفيتش ودانينو ان يتوقعا ربتا على الكتف وهتافا من المواطنين في انهما بقيا في منصبهما في فترة التسيب هذه.