خبر هل ستستجيب فرنسا لنداء الصحوة -اسرائيل اليوم

الساعة 10:15 ص|24 ديسمبر 2014

هل ستستجيب فرنسا لنداء الصحوة -اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: رغم الأحداث الارهابية المتكررة يصر الفرنسيون على عدم تسمية القط باسمه - المصدر).

 

توجد في الفرنسية عبارة قديمة تقول "يجب تسمية القط باسمه"، ولم يستخدم الفرنسيون هذه العبارة منذ زمن مثلما فعلوا أمس. رغم أن هذه الايام هي ايام أعياد الميلاد والسنة الجديدة، فان السياق الذي جاء فيه هذا التعبير ليس مريحا. مجموعة أحداث/ عمليات عنيفة وخطيرة، عرفتها فرنسا في فترة قصيرة هي ثلاثة ايام في ثلاث مدن مختلفة (جافا لاتور، ديجون ونانت) حيث أن شبانا محليين استخدموا العنف بشكل كبير (في حالة واحدة طعن وفي حالتين دهس) مع نداءات الله أكبر، الامر الذي يدفع الفرنسيين الى الحيرة اذا كانت هذه بالفعل أحداثا استثنائية وفردية، كما زعمت السلطات بسرعة، أم أن الحديث عن صحوة جهادية خطيرة في وطن حقوق الانسان.

 

يجب أن نسمي القط باسمه، هذا ما كتبه أمس موقع الاخبار الفرنسية، "ميديا فارس إنفو" الذي يعتقد أن الحادث في جافا لاتور على الاقل ليس هجوما وانما عملية.

 

وللتذكير: شاب اسمه بلال أنجوبانيو من مواليد بوروندي، دخل الى محطة شرطة وطعن ثلاثة رجال شرطة قبل أن يتم اطلاق النار وقتله. على صفحة الفيس بوك الخاصة به يظهر علم داعش. خطط شقيقه للانضمام الى الدولة الاسلامية في سوريا.

 

في يوم السبت الماضي كان يفترض أن تقف فرنسا على قدميها. ما فعله المواطن الفرنسي هو عمليا استجابة لتوجيهات داعش التي تطالب المسلمين الحقيقيين والغير قادرين على الانضمام الى التنظيم في سوريا والعراق، بالانضمام الى نضال الجهاد في الاماكن التي يسكنون فيها. وهذا بالضبط ما فعله أنجوبانيو من خلال استخدام أبسط الأدوات – السكين.

 

هل حادثة الدهس ضد جندي في كندا، التي حدثت مؤخرا، أو أخذ رهائن في سيدني، هي تأثير مباشر لداعش على المواطنين المسلمين في الغرب؟ يمكن الاعتقاد أن نعم.

 

في الوقت الذي لم تعرف فرنسا فيه كيف تستوعب حادثة يوم السبت، قام شاب من أصل شمال افريقي بتنفيذ عملية دهس في مدينة ديجون من اجل اولاد فلسطين والشيشان. وتم الاعلان فورا أنه مريض عقليا. مرت 24 ساعة فقام شاب إبن 37 بدهس في مركز مدينة نانت ضد 17 شخصا في سوق عيد الميلاد. في الحالتين سمع شهود العيان المهاجمين وهم يصرخون الله أكبر. وفي الحالتين قال الفرنسيون إنه ليس كل مريض نفسي هو ارهابي.

 

حتى إن رئيس الحكومة مناويل فالس، الصوت العقلاني في الغرب، الذي زعم أول أمس أن فرنسا لم تشهد أبدا تهديد الارهاب الجهادي الخطير، سارع أمس الى القول إنه لا توجد علاقة بين هذه الأحداث.

 

قد تكون بالفعل لا توجد علاقة بين المنفذين، ولكن هناك علاقة تُدعى سحر ولهفة من الارهاب الجهادي ضد الدولة التي خيبت آمالهم. من اجل معالجة المرض يجب أن يكون التشخيص دقيق. وفي الوقت الحالي يفضل الفرنسيون تسمية القط نعجة.