خبر وراء القبعة الصغيرة- يديعوت

الساعة 10:14 ص|24 ديسمبر 2014

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

(المضمون: صوتوا لليكود – تحصلون على فايغلين؛ صوتوا للبيت اليهودي – تحصلون على حاخامات "يشع". هل أنتم متأكدون أن هذا ما تريدونه؟ - المصدر).

 

يبدو أن قرار حركة تكوماه بعدم ترك البيت اليهودي لا يختلف عن قرار تسيبي لفني الانضمام الى حزب العمل: في الحالتين اختار الشريك الهامشي أن يركب على حمار المُخلص من اجل الدخول الى الكنيست. ولكن في حين لا تمثل لفني نواة صعبة من الناخبين بل شعورا عاما، فان تكوماه تمثل قطاع صغير لكنه مصمم، قطاع المستوطنين الذي يعتبر تأثيره على السياسة الاسرائيلية أكبر بكثير من عدد المقاعد التي يملكها. توجد للمستوطنين أجندة خاصة بهم تختفي وراء أجندة وطنية، وموقف المستوطنين من المصلحة الوطنية يشبه الموقف الحريدي – نحن، نحن فقط والآخرين الى الجحيم. لا توجد للمستوطنين سياسة اجتماعية ولا تعنيهم الاسئلة الاجتماعية. غلاء المعيشة؟ علاقات المركز بالمحيط؟ حقوق النساء؟ العدالة الاجتماعية؟ كل هذه يعتبرونها أمورا هامشية قياسا بالموضوع الأساسي: اقامة اسرائيل الكبرى.

 

لا تعنيهم ايضا الخسارة والنجاح في الساحة الدولية، واندماج الدولة في المنطقة، واتفاق يعطي اسرائيل أفضليات اقتصادية وسياسية ويعفيها من عبء السيطرة المستمرة على السكان الذين لا يريدون أن يكونوا جزءً من المشروع الوطني الاسرائيلي. من ناحيتهم هذه الامور ثانوية وتعبر عن ضعف القيم.

 

في نظر المستوطنين، السياسة الوحيدة التي تعبر عن القوة القيمية هي الشموخ الوطني، والرؤية الصحيحة للواقع تعني تعزيز المستوطنات بشكل دائم، اقامة المزيد فالمزيد من القرى والمدن وراء الخط الاخضر وضخ الاموال من اجل كل تل ومن اجل أي بؤرة استيطانية. فجوات

 

اجتماعية؟ عزلة دولة؟ حروب متكررة بسبب غياب العملية السياسية؟ كل هذه تعتبر ثمنا معقولا للمشروع العقاري الذي يديرونه.

 

لماذا هذا المصنع، مصنع الاستيطان، يساوي أكثر من باقي المصانع في الدولة؟ لماذا يتفوق على أية حاجة اخرى؟ الأمن مثلا. هل تثق الدولة المعزولة اقتصاديا وسياسيا بحقها في بضع بؤر استيطانية اخرى في يهودا والسامرة؟ هذا الأمر مشكوك فيه.

 

يقترح المستوطنون جوابا عاطفيا – الرأس المرفوع يناسبنا، نحن اليهود، وليذهب غير اليهود الى الجحيم. ولكن تحت المطلب اللانهائي للرأس المرفوع يوجد تفسير آخر، أقل شعبية لدى الجمهور الواسع، لذلك لا يتحدثون عنه كثيرا: الاستيطان ليس مشروعا أمنيا (المستوطنات لا تضيف الأمن لاسرائيل) وانما دينيا. من يؤمن بأن السماء أمرته بالاستيطان في البلاد واستقدام أيام المُخلص يفكر بمفاهيم البعث وليس بمفاهيم السياسة الواقعية. ماذا سيحدث عندما تتفجر الاوضاع؟ سترحمنا السماء.

 

كم مقعد يساوي هذا الموقف الديني، عندما يتم تقديمه بصدق وبشكل علني؟ ليس كثيرا. يعمل المستوطنون بطرق التفافية. الخطوة الأكثر أهمية التي قاموا بها في العقد الأخير كانت السيطرة على احزاب السلطة من الداخل، الليكود. من الصعب السيطرة على مصوتي الليكود، ولكن من السهل السيطرة على مركزه. في مركز الليكود توجد اليوم نواة صعبة لليكوديين من المستوطنات، الذين لا يصوتون للحزب الذي وكأنهم ينتمون اليه. إنهم يصوتون لاحزاب اليمين المتطرف، لكنهم يفرضون السياسة التي تخدم قطاعهم الخاص.

 

الخطوة التالية هي تحويل البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت الى حركة وطنية مسيطر عليها هي ايضا من قبل النواة الصعبة من ذوي أجندة المستوطنات. بينيت مع القبعة الصغيرة ومع الحديث حول الهاي تيك والافلام الدعائية يتحدث بلغة الرأس الامني المرفوع (لن نعتذر لأحد) ويحضر ناخبين جدد – علمانيين ومحافظين. سيقلل من الحديث عن اقامة الهيكل وعن تدين المجتمع الاسرائيلي. والنواة الصعبة تهتم بتطبيق الأجندة الصحيحة من الداخل.

 

صوتوا لليكود – تحصلون على فايغلين؛ صوتوا للبيت اليهودي – تحصلون على حاخامات "يشع". هل أنتم متأكدون أن هذا ما تريدونه؟.