خبر نداء الى ميرتس.. هآرتس

الساعة 02:01 م|23 ديسمبر 2014


بقلم: أوري افنيري
(المضمون: مطلوب من ميرتس ويوجد مستقبل وكحلون ايضا الانضمام الى حزب العمل من اجل خلق معسكر كبير قادر على هزيمة اليمين - المصدر).
لست عضوا في ميرتس، ولكن في الانتخابات الاخيرة قمت بالتصويت لها نظرا لأنها كانت الحزب الاقرب لمواقفي. ولذلك أسمح لنفسي بأن أقوم بعمل قريب من الوقاحة: أطلب من ميرتس أن تنضم لمعسكر الاحزاب الآخذ في التشكل من اجل انتخابات 2015.
ميرتس هي حزب طاهر. ميلها الطبيعي هو الحفاظ على طهارتها. وها أنا أطلب منها التنازل عن الطهارة المطلقة والتوصل الى حلول وسط حول امور كثيرة. لماذا؟ أرى أمامي دولة في وضع طواريء – دولة تحتضر فيها الديمقراطية وتُداس حقوق الانسان ويغيب العدل الاجتماعي وتحتفل فيها العنصرية وتُسحق المزايا الطيبة من خلال المستوطنين ومبعوثيهم. دولة تتجه بسرعة الى الهاوية التي لا عودة منها.
هدف الانتخابات القريبة يجب أن يكون وقف التدهور الهستيري باتجاه اليمين، واعادة الدولة الى الحالة الطبيعية. وبعد أن نصل الى ذلك فقط نستطيع أن نتفرغ للمشكلة الأكبر: السلام. استطيع أن أضم قائمة لاسحق هرتسوغ وتسيبي لفني معا وكل واحد لوحده، من هنا وحتى نهاية الاجيال. لا أحلم بهما في الليل ولكنهما قاما بعمل كبير: انضمامهما أيقظ الوسط – يسار من سباته الذي بدا وكأنه دائم. وعاد الأمل في التغيير. ففهم الجمهور أن سلطة اليمين المتطرف ليست قدَرا لا يمكن منعه أو أمرا إلهيا، كما تصورنا حتى أمس. يفهم الجمهور أننا نستطيع هزم بنيامين نتنياهو والجماعة التي من حوله.
لقد نشأ أساس سياسي يمكن أن نبني عليه. وعلى ذلك يجب أن نبارك هرتسوغ ولفني من قلبنا. ولكن محظور التوقف هنا. الفرصة التي وجدت يجب أن تستمر وبتصاعد. المرشحون الطبيعيون القادمون هم ميرتس ويوجد مستقبل.
لا يوجد ليئير لبيد ما يخسره، فاذا ترشح لوحده سيتلقى ضربة قاسمة ومهينة. ولكن من خلال معسكر كبير لا يمكن معرفة حجم قوته. سينقذ احترامه ويضمن مستقبله. توجد لميرتس مشكلة أكثر خطورة، لكن يجب أن تفكر زهافا غلئون وزملائها: الذهاب الى الانتخابات بقائمة صغيرة أو الانضمام الى معسكر كبير. اذا بقيت ميرتس وحدها فستحافظ على قوتها أو تضيف مقعدا واحدا أو اثنين. ماذا اذا؟ كيف سيوقف هذا التدهور الى الهاوية؟.
اذا انضم كل من ميرتس ويوجد مستقبل الى معسكر كبير فانهما سيوازنان بعضهما البعض لدى الجمهور. المعسكر الموحد لن يظهر يساريا زيادة عن اللزوم ولا يمينيا زيادة عن اللزوم. ففي الولايات المتحدة توجد احزاب موازية لهذه الاحزاب ومعا تشكل الديمقراطيين.
موشيه كحلون؟ في هذا الوضع من الافضل له أن ينضم. أمام معسكر موحد سيحظى بتأييد جارف، تكون فرصه كحزب مستقل أقل، مثل لبيد يستطيع كحلون ايضا التوصل الى استنتاج أن من الافضل له الانضمام الى معسكر كبير، لا يمكن من خلاله قياس قوته.
ما هي الفائدة من المعسكر الكبير؟ صحيح أنه توجد اتحادات تزداد قيمتها بخسارتها، لأنها تفقد الاصوات، وهناك اتحادات تزداد قيمتها أكثر من مجموع مركباتها. أنا مقتنع بأن هذا ما سيكون. الجمهور يتطلع الى شيء جديد، كبير وقوي.
من الافضل أن نصيد الدب معا بدلا من أن يتفرد بنا الواحد تلو الآخر. وظهور معسكر كهذا سيغير كل شيء. وجمهور الناخبين الذين فقدوا الأمل ويقولون إن ليس الامر هاما وقرروا البقاء في البيت سيقومون ويذهبون الى التصويت. وسيظهر اليمين على أنه أقلية. هذا المعسكر مع الحريديين والمواطنين العرب يستطيع تشكيل الائتلاف القادم.
لن يكون هذا انقلابا بل هو ثورة. ومن اجل احداث الثورة يُحتاج الى اللهفة وبعض الثقة بالنفس. مطلوب أن نؤمن أنه يمكن انقاذ الدولة التي انشأناها. فالمتشائمون لا يصنعون التاريخ.