خبر القدس مرت بأعوام عجاف .. و2015 سيكون « أسوأ »

الساعة 09:47 ص|23 ديسمبر 2014

القدس المحتلة (خاص)

في الوقت الذي يتحضر فيه العالم أجمع للاحتفال بعام جديد، تتهيأ مدينة القدس المحتلة، لتودع عام أقل ما يمكن أن يوصف بأنه الأقسى والأصعب عليها، ليسجل عام نكسة جديدة في تاريخها، قاست فيه كل ألوان العدوان والانتهاكات والتهويد من أجل فرض واقع صهيوني، يكرس للمخططات اليهودية للسيطرة على المسجد.

فعام 2014 على مدينة القدس المحتلة، هو الأسوأ من كافة النواحي، صعدت فيها "إسرائيل"، عدوانها وانتهاكاتها على المسجد الأقصى، فأغلقته لأول مرة في هذا العام، وحرقته وكسرت نوافذه، كما فعلت حكومة الاحتلال القوانين ضده من أجل تقسيمه.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، وضمن تقاريرها الرصدية التقييمية المتخصصة المتواصلة للعام 2014 لعدد من الملفات البارزة والتوقعات للعام  2015 والتي تأتي على ألسنة خبراء متخصصين ومسئولين بارزين، تسلط الضوء على الواقع المأساوي للمدينة المقدسة وتوقعات المختصين للعام الجديد التي ستشهده المدينة.

 أحوال المدينة عام 2014

فمن جهته، وصف عكرمة صبري رئيس الهيئة العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، عام 2014، بالعام الصعب والقاسي على الفلسطينيين الذي استهدف الإنسان كما استهدفت الحجر كما استهدفت المسجد الأقصى المبارك.

وقال لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن العام الماضي شهد عنف وتوتر دائم نتيجة الإجراءات الظالمة فهو من الأعوام العجاف التي عانى منها المقدسيون الشيء الكثير ولازال الاحتلال يستهدف المواطنين المقدسيين بالإبعاد عن المدينة المقدسة.

اليهود يستهدفون المسجد الأقصى باقتحاماتهم اليومية وأن سياسة الحكومة اليمينية هي سياسة عدوانية بحق مدينة القدس والمقدسيين، ولن تتحقق التهدئة مادامت السياسة العدوانية مستمرة بحق المدينة وأهلها.

وحمل الشيخ صبري، الحكومة "الإسرائيلية" اليمينية مسؤولية التوتر بالمسجد الأقصى ومحيطه وكذلك في المدينة كلها، مشيراً إلى أن الضغط يولد الانفجار، والسياسة الإسرائيلية أوقعت الشعب الفلسطيني في ضغوطات متعددة مما أدى إلى انفجار، وحمل الاحتلال هذه المسؤولية.

وأعرب الشيخ صبري، عن أمله أن يكون عام 2015، عام تحرير للبلاد واندحار للاحتلال، داعياً شعبنا إلى وحدة الموقف لأني أي خلاف ينعكس سلباً على الجميع.

ووافقه في الرأي الشيخ يوسف سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، الذي أكد أن عام 2014، كان عاماً قاسياً على المسجد الأقصى المبارك حيث أن سلطات الاحتلال تعمل جاهدة على تهويد المدينة المقدسة بكل الطرق والأساليب بتغيير الأسماء العربية، وتزييف المناهج الفلسطينية، وبناء قبور وهمية، والتضييق على الشخصيات الدينية من خلال منهم من دخول المسجد الأقصى المبارك، وهدم بيوت المقدسيين، وإقامة الكتل الاستيطانية لإحداث تغيير ديمغرافي لصالح  الاحتلال.

وأشار في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى استهداف المقدسيين خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى بمصادرة هوياتهم واعتقالهم، وإبعادهم عن المدينة المقدسة، وفرض رسوم كبيرة عليهم عند بناء المنازل، وفرض الضرائب الباهظة عليهم، ومحاربتهم في لقمة عيشهم، والتضييق عليهم من خلال منعهم من دخول المسجد الأقصى المبارك.

كما أضاف الشيخ سلامة، أن قلب المدينة وهو المسجد الأقصى، يتعرض إلى اقتحامات شبه يوميه لساحاته من قبل سلطات الاحتلال في محاولة احتلالية بفرض سيادته على المسجد الأقصى المبارك المحتل منذ عام 1967، ومحاولة فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى المبارك في محاولة منهم لتطبيق التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى.

واعتبر مناقشة الكنيست لتطبيق القانون الإسرائيلي، لتقسيم المسجد الأقصى، إشارة واضحة أن حكومة الاحتلال هي الداعمة والحامية لكل هذه الاعتداءات، فضلاً عن حماية المستوطنين أثناء عربدتهم وممارسة طقوسهم وإلا لاستطاع الحراس طرد هؤلاء من المسجد الأقصى وعدم السماح لهم بدخوله.

مؤشرات خطيرة

ونوه الشيخ سلامة، إلى أن الاقتحامات تتم بقيادة الحاخامات وأعضاء الكنيست والوزراء في إشارة واضحة إلى الدعم الذي تقدمه حكومة الاحتلال لهم.

وبين، أن سلطات الاحتلال والأحزاب الإسرائيلية اتخذت الأقصى للتنافس بينهما الأمر الذي اعتبره مؤشر خطير والأقصى أسمى من ذلك، فهو مسجد إسلامي بقرار رباني لا يلغيه أي قرار صادر من هنا أو هناك، فالمسجد الأقصى بكل ساحاته وأسواره ليس لأحد غير المسلمين له حق فيه.

كما تحدث عن الاعتداءات على المرابطين ومصاطب العلم باعتقالهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهم، فضلاً عن إغلاق المسجد الأقصى لأول مرة ليوم كامل وعدم السماح لأحد بالدخول إليه كما حرقوا سجاده وكسروا نوافذه الأمر الذي رآه مؤشر يبعث الخوف والوجل مما هو آت تدبر المكائد ضد المسجد الأقصى.

وأشار إلى الاعتداء على المقابر والاعتداء على ما يسمى متحف التسامح، والتجمعات السياحية والقبور الوهمية وعشرات الكنس التي تحت المسجد الأقصى بجواره، في محاولة لإبراز الطابع الإسرائيلي، بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى في الأعياد كعيد النور وغيره من الأعياد لهو دليل واضح على أن سلطات الاحتلال ماضية في مخططاتها الإجرامية بقوة الاحتلال.

ورأى الشيخ سلامة، أن هذه الانتهاكات عبارة عن توطئة من قبل سلطات الاحتلال الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، مبيناً أن سلطات الاحتلال تسعى لتطبيق إجراءات الاحتلال بابتلاعها للمقدسات، مشيراً إلى قرار بلدية القدس المحتلة، بتحويل باحات الأقصى لساحات عامة من اجل إقامة الكنس.

وشدد، على أن المنظمات اليهودية تتقاسم الأدوار مع حكومة الاحتلال نتيجة لحرب دينية وخطوات أحادية، لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنتائجها.

وأشاد، بالمرابطين بالمسجد الأقصى المبارك طلاب العلم وحملة البيارق وأهلنا في المدينة المقدسة، باعتبارهم الصخرة وخط الدفاع الأول التي تتحطم عليهم كل مؤامرات الاحتلال الصهيوني من رجال ونساء الذين يتصدون لهذه الاقتحامات.

وأضاف الشيخ سلامة، أن القدس وفلسطين التي لفظت الاحتلال الصليبي والتتار والمغول، ستلفظ الاحتلال الصهيوني، وستبقى القدس فلسطينية الوجه، عربية الجسد وإسلامية الجذور.

من جهته، قال د. أحمد أبو حلبية مُقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي: إن مدينة القدس تعرضت ولا زالت تتعرض لهجمة كبيرة من العدو في عام 2014 من جراء مخططات رهيبة وخطيرة تمثلت بتهويد الأراضي في القدس المحتلة وتوسيع المستوطنات وذلك من أجل إحلال أعداد كبيرة من المستوطنين مكان الفلسطينيين وتفريغ القدس من المقدسيين.

كما أكد في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه هناك هجمة لتوزيع إخطارات لهدم المنازل، حيث تم هدم العديد من البيوت وخاصة في حي البستان, فضلاً عن حملة اعتقالات كبيرة في القدس، حيث تم اعتقال العديد من الشبان والأطفال وهم الذين يواجهون العدو الصهيوني كل يوم في شوارع وأزقة القدس.

ونوه، د. أبو حلبية، إلى مخططات العدو من خلال اقتحام الأقصى وتدنيسه من المتطرفين لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانيا، كما ناقش الكنيست قانون لتقسيم الأقصى وهذا يعد تهويد كبير للمدينة المقدسة.

ومن أبرز ما قام به العدو في 2014 حسب الدكتور أبو حلبية، سحب الهويات المقدسية من العديد من المواطنين العرب والاستمرار في بناء جدار الفصل والتوسع العنصري وإبعاد النواب المقدسيين عن مدينة القدس المحتلة.

 التضامن العربي والإسلامي

واعتبر الشيخ صبري، أن التضامن العربي والإسلامي هو الأسوأ في الأعوام الماضية، وقد شعر المقدسيون أنهم وحيدون بالميدان يقدمون التضحيات ويدافعون عن المسجد الأقصى ببسالة، فيما حيا المرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى، وهم يحمون الأقصى ويصدون عنه الاقتحامات اليومين للمستوطنين.

أما الشيخ سلامة فخاطب، الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى ووجوب العمل على تحرير المدينة، ودعم المقدسيين في شتى المجالات كي يبقون مرابطين في أرض الرباط.

كما دعا، أحرار العالم والمنظمات الدولية والحقوقية، لوقف التوغل الإسرائيلي، ووقف الاعتداء على الأقصى والمقدسات، مؤكداً: يجب أن تبقى كما هي ولا يجوز للمحتل تدنيس الأقصى، فهو مسجد إسلامي وارتباط المسلمين بالأقصى هو ارتباط عقائدي وليس موسمياً أو عابراً، وسيسأل المسلمون عن موقفهم من المسجد الأقصى.

كما ناشد المسيحيين التي يُعتدي على كنائسهم ويساء للمسيح عيسى وأمنا مريم بأن يقفوا وقفة بأيد فلسطينية هي الواحة الخضراء والمنطقة الوحيدة التي تشهد تعايش المواطنين الفلسطينيين.

وتابع: الإسلام يحترم جميع الأماكن المقدسة والإسلام يدعو لصيانة الأماكن المقدسة وإنهاء الاحتلال، كفلسطينيين على قناعة ويقين بأن الاحتلال زائل لا محالة والباطل مهما كبرت شوكته ولا بد أن يخر صريعاً أمام قوة الإيمان.

وبالنسبة للتضامن مع مدينة القدس فعلى مستوى أهلنا في الأراضي المحتلة عام48 قال د. أبو حلبية: أهلنا صامدون واستطاعوا مواجهة المخططات الصهيونية سواء على المسجد الأقصى وهدم المنازل من خلال التصدي للعدو.

أما على صعيد المستوى العربي، فطبقاً لـ د. أبو حلبية، لم يكن الموقف بالشكل المطلوب لما يتناسب مع مكانة القدس المقدسة وأهميتها للعرب والمسلمين, أما على مستوى القادة العرب فقد كان مشابها حيث لم يقوموا بتفعيل القرارات الخاصة بالقدس التي اتخذتها الجامعة العربية.

وقال: إن المطلوب لنصرة القدس  هو تقديم دعم مالي سخي لإقامة مشاريع لأهلنا في القدس لدعم صمودهم, وتفعيل الجانب الإعلامي لما له دور في دعم القضية الفلسطينية محليا وعربيا بالإضافة إلى تفعيل البعد القانوني لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة, ونشر الثقافة المقدسية في كافة المدارس والمراحل لتوعية الطلاب لأنهم الجيل الصاعد الذي نعتمد عليه في تحرير المقدسات.

القدس في عام 2015

وعن توقعاته في 2015، أكد الشيخ صبري، أن عام 2014 يعتبر أشد الأعوام على المسجد الأقصى، فالاحتلال يحاول فرض واقع جديد على الأقصى لكنهم لم يحققوا أهدافهم رغم أنهم وضعوا كل طاقاتهم وإمكاناتهم، وفي 2015، كل شيء متوقع من الاحتلال وعلى الفلسطينيين أن يكونوا حذرين متحفزين لأي مواجهة.

أما الشيخ سلامة، بأنه سيكون الأسوأ على فلسطين، حيث أن المؤسسة الصهيونية تسير نحو التطرف وما نراه من اقتحامات ومخططات إلا دليل واضح على ذلك وإبعاد الشخصيات محاولة لتفريغ المسجد الأقصى من القيادات.

فيما حذر الدكتور أبو حلبية، من خطورة تنفيذ المخططات الصهيونية بحق القدس  خاصةً ونحن على أبواب الانتخابات الصهيونية وسيكون هناك تنافس بين القادة الصهاينة في عملية التهويد وقد يتصاعد من الآن إلى وقت الانتخابات.

"إسرائيل" لا تفرق بين مسيحي أو مسلم

أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم الأربعاء، أن ما يحدث في مدينة القدس المحتلة، من انتهاكات "إسرائيلية" لم تعد تتطلب فقط التنديد والاستنكار بل يحتاج لردة فعل قوية وموقف استراتيجي وتوحيد للصفوف الوطنية.

وشدد المطران حنا في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بمناسبة الأعياد المسيحية، أن "إسرائيل" مازالت مستمرة في عدوانها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني مستغلةً الانقسامات الفلسطينية والأوضاع في البلدان العربية.

ويحتفل المسيحيون الليلة، حسب التقويم الغربي بـ”عيد الميلاد”، فيما تحتفل الطوائف المسيحية في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل حسب التقويم الشرقي.

وستكون ذروة أعياد الميلاد مساء اليوم، حيث يُقام قداس منتصف الليل في ساحة “كنيسة المهد” بحضور الرئيس محمود عباس، وعدد من الوزراء من دول عربية وأجنبية، وآلاف الحجاج المسيحيين.

وأعرب المطران حنا، عن أمله أن تأتي الأعياد القادمة وقد تحرر الشعب الفلسطيني، وانتهى العدوان "الإسرائيلي" خاصةً في مدينة القدس، مؤكداً على الوحدة الوطنية في التصدي للاحتلال ورفض كافة الممارسات التعسفية.

وقال المطران حنا: "لن نيأس ولن نتراجع عن حقنا في العيش بكرامة واستقلال وضمان حقوق عودة الشعب الفلسطيني، وكفلسطينيين رغم كل المؤامرات لن نتنازل عن حقوقنا"

وأكد على أن بعضاً من العرب فقدوا البوصلة، ولم تعد موجهة باتجاه فلسطين، مطالباً إياهم بالعودة إلى بوصلتهم الحقيقية، و قضيتهم الأولى، وأضاف: المقدسات والشعب الفلسطينية تناشدهم أن يساعدوا في استعادة فلسطين.

وحول التضييقات التي تمارسها "إسرائيل" على المسيحيين ومنعهم من التنقل، قال المطران حنا: التضييق ليس مقتصراً على المسيحيين فقط، بل إن "إسرائيل" لا تفرق بين مسلم أو مسيحي أو بين كنيسة ومسجد، فالجميع مستهدف والجميع يسعى من أجل الحرية، ولن نستسلم وسنستمر في التصدي للاحتلال حتى نيل الحرية.