خبر جرائم بالقبعة الليلكية -هآرتس

الساعة 10:58 ص|21 ديسمبر 2014

جرائم بالقبعة الليلكية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

سلسلة أحداث قاسية – تحرشات جنسية بمجندات وجنود، سرقة سلاح، اساءة استخدام أموال التبرعات، انتحارات لضابط صف في الخدمة الدائمة وجندي في الخدمة الالزامية، تقرير كاذب عن حادث طرق وتشويش اجراءات التحقيق – تقف في مركز تحقيقات الشرطة العسكرية ضد قادة كبار في لواء المشاة جفعاتي، وعلى رأسها قائد كتيبة صبار المقدم ليران حجبي الذي خرج في اجازة، وقائد اللواء العقيد عوفر فنتر الذي جرى التحقيق معه للاشتباه بالطمس والتغطية على أفعال قائد الكتيبة.

 

تشهد الشبهات التي ظهرت في جفعاتي على فشل قيادي خطير. فالجيش مبني على الانضباط وفرض الاوامر والتعليمات. وقد اختار قادة جفعاتي والمسؤولون عنهم غض النظر عن السلوك الاجرامي في ساحتهم، وفضلوا رمز الصمت الدارج في منظمات الجريمة على تنفيذ

 

تعليمات الجيش. فنائب قائد الكتيبة، الرائد ب، الذي كشف الاحداث القاسية في كتيبة صبار واشتكى على قائده امام قائد اللواء، اسكت وابعد عن اللواء. قائد المنطقة سامي ترجمان اعطى اسنادا لقائد اللواء بدلا من السعي الى استيضاح الحقيقة. وكشف الامور من قبل كرميلا منشه، المراسلة العسكرية لصوت اسرائيل، هو الذي حرك عجلات التحقيق الجنائي وأثار انتباه قيادة الجيش.

 

يخطيء الجيش الاسرائيلي مرة اخرى في خطأ ميزه في السنوات الاولى من وجوده: الايمان بان الشجاعة في الجبهة تبرر غض النظر عن السلوك الاجرامي في الجبهة الداخلية. فنتر وحجبي يعتبران قائدين متميزين في ميدان المعركة. ولكن النجاح العملياتي ليس كل شيء. فالجيش الاسرائيلي يعتمد بقدر لا يقل عنه على احترام القانون وانفاذه المتشدد، وهذا ما يميز بين الجيش والعصابة المسلحة.

 

قادة الجيش ورئيس الاركان بيني غانتس على رأسهم أخطأوا حين لم يوجهوا ملاحظة الى قائد لواء جفعاتي عن الرسالة التي بعث بها الى جنوده في بداية الحرب في غزة في الصيف، والتي شجعهم فيها على القتال ضد "مدنسي الرب". نسبة عالية من التحقيقات في الشبهات بجرائم الحرب في الجرف الصامد تتركز في جبهة عمل لواء جفعاتي. ومن الصعب التحرر من الانطباع بان فنتر وضباطه فهموا روح قائدهم كغض نظر عن خروقات الانضباط طالما تمسكوا بالمهامة العملياتية.

 

واصل وزير الدفاع موشيه يعلون الخط الهدام حين حاول تقزيم الاحداث ووصفها كـ "استثناء لا يدل على القاعدة"، بدلا من الدعوة الى المراجعة الجذرية في الجيش. ولا يمكن لرئيس الاركان المرشح جادي آيزنكوت ان يختبىء خلف كليشيهات مثل "ثق" و "سيكون على ما يرام". فنجاحه في المنصب منوط بكفاح مصمم ضد خرق الانضباط. لا يوجد بديل لانفاذ القانون والاوامر في كل المستويات العسكرية. هو وحده سيضمن الا ظهر الجيش الاسرائيلي مثل كتيبة صبار.