خبر نار الاشتعال- يديعوت

الساعة 10:57 ص|21 ديسمبر 2014

نار الاشتعال- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: رأت اسرائيل بان حماس تبني قوتها، ولكنها فضلت الهدوء على استئناف المواجهة. وعليه، فينبغي فقط الامل في ألا يكون التغيير في السياسة الاسرائيلية الذي شهدناه في نهاية الاسبوع يرتبط بالانتخابات القريبة ولا ينبغي الا من اعتبارات امنية صرفة - المصدر).

 

يقضي تقدير شعبة الاستخبارات للعام 2015 بانه يوجد احتمال لاستئناف المواجهة المسلحة مع غزة ومع الضفة – بقوى متغيرة – في هذه السنة. وبالفعل، فان الجهات في هيئة الاركان التي تحتاج الى زمن استعداد أطول من القيادات اللوائية، مثل هيئات العمليات والنقليات، أصدرت منذ الان أوامر لاحتمال المواجهة العسكرية. على خلفية هذا التقويم للوضع، فان كل شعلة تضيئها حماس، السلطة الفلسطينية أو اسرائيل تلقى معنى متشددا – حتى لو كان الحديث يدور عن حدث محلي محدود لا يفترض أن تكون له آثار فورية على أمن المنطقة.

 

هكذا ينبغي قراءة التدهور الامني في نهاية الاسبوع في قطاع غزة، في اعقاب اطلاق صاروخ لمدى قصير نفذته منظمة لا ترتبط ظاهرا بحماس. وليس واضحا الان اذا كان اطلاق النار تم كجزء من تجربة صاروخ أو عن قصد، واذا كانت حماس تعرف عن هذا الاطلاق للنار أم لا. مهما يكن

 

من أمر، فمع أن الصاروخ لم يلحق أي ضرر، ولكن من ناحية اسرائيل كانت هذه فرصة لاطلاق اشارة لحماس من زاوية مختلفة تماما في شكل قصف المصنع لانتاج الاسمنت. في اسرائيل قلقون من امكانية أن يصل جزء من عشرات الاف اطنان مواد البناء التي ستدخل الى القطاع في اطار عملية اعماره الى مصانع الاسمنت لحماس، فتستخدم لاعادة بناء الانفاق. وعليه، فان كل دولة اسرائيل، التي تعهدت لمواطنيها بان تمنع حملة الجرف الصامد تسلح حماس – بعثت بسلاح الجو الى جنوب القطاع وأصابت عصفورين بضربة واحدة: لبت المطلب الجماهيري بالرد الفوري على النار من غزة، وعالجت في نفس الوقت مسألة مصنع ينتج شرائح الباطون للانفاق.

 

عمليا، منذ انتهاء القتال في نهاية آب فضلت اسرائيل الهدوء في غلاف غزة على معالجة عملية اعادة البناء العسكري لحماس. أحد هنا ليس ساذجا: فقد رأت اسرائيل بان حماس تبني قوتها، ولكنها فضلت الهدوء على استئناف المواجهة. وعليه، فينبغي فقط الامل في ألا يكون التغيير في السياسة الاسرائيلية الذي شهدناه في نهاية الاسبوع يرتبط بالانتخابات القريبة ولا ينبغي الا من اعتبارات امنية صرفة.

 

ان فترة الانتخابات، بشكل عام، هي وقت ينبغي الحذر فيه بشكل خاص، وذلك لانه يتميز باستخدام انتهازي تقوم به كل التيارات السياسية للمعلومات الاستخبارية. ففي الاسبوع الاول من وقف النار اعلن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان حماس بدأت في اعادة بناء الانفاق، بينما وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون نفى ذلك. ومنذئذ يواصل موضوع اعادة بناء الانفاق تغذية السياسيين من هنا ومن هناك، ومن لحظة الاعلان عن الانتخابات في اسرائيل أصبح أداة للمناكفة السياسية.

 

اليوم ايضا، نجد أن صورة استئناف الحفريات لانفاق غزة ليست واضحة بكاملها. فلا شك أن الحفريات لا تجري على حجم ووتيرة الفترة التي سبقت الجرف الصامد، ورغم أنه واضح ان حماس معنية جدا باعادة بناء الانفاق ومنظومة الصواريخ – فقد تقلصت قدراتهم جدا. فمواد البناء تصل بتقنين، اذا ما وصلت، بحيث ان استمرار انتاج الصواريخ يتم على أساس مواد خام موجودة – وعندما يجري اطلاق النار نحو البحر، فلا يدور الحديث بشكل عام عن تجربة صواريخ من أنواع جديدة، بل عن فحص سلاسل الانتاج القائمة. ولا تزال محاولات استئناف الاتصالات مع ايران لغرض توريد العتاد والمال في بداياتها. وقبل نحو عشرة ايام وصل الى ايران وفد من حماس برئاسة عماد العلمي، رجل المجلس الاعلى للمنظمة الذي غادر القطاع في اثناء الجرف الصامد بعد أن فقد ساقا وانتقل للسكن في تركيا. وحاليا لا تزال لا توجد نتائج عملية لهذه اللقاءات.

 

وفي هذه الاثناء تنشغل حماس في اعادة بناء انفاق التقارب خاصتها – تلك الانفاق التي توجد داخل القطاع وتخدم قتالها في الارض المبنية. وهي تستطلع وضع انفاقها الهجومية، التي يفترض أن تتسلل الى داخل اسرائيل، ويحتمل جدا ان تكون تنشغل في احياء الانفاق التي دمرها جزئيا الجيش الاسرائيلي او حتى تبدأ بحفر أنفاق جديدة. اضافة الى ذلك، ينبغي دوما الاخذ بالحسبان امكانية ان يكون هناك نفق واحد أو بضعة انفاق لم يعرف بها الجيش الاسرائيلي ولا يعرف عن وجودها حتى اليوم – ولا يزال، الصورة التي تحاول محافل سياسية في اسرائيل رسمها وبموجبها عادت حماس الى قدراتها السابقة في قتال الانفاق، بعيدة عن الواقع.

 

في الجيش الاسرائيلي يكررون اليوم القول الذي بموجبه ليس لحماس مصلحة في فتح جولة عسكرية جديدة. موسى أبو مرزوق هو الاخر، نائب زعيم حماس، المتواجد في القاهرة اليوم، قال الاسبوع الماضي في مقابلة علنية: "نحن لا نبحث الان عن اي حرب، نحن نريد بناء قطاع غزة". وأمس، بعد هجوم الجيش الاسرائيلي في القطاع، اضاف ايضا بان حماس تعمل مع كل المنظمات في القطاع بهدف الحفاظ على وقف النار، وعدم اعطاء اسرائيل أي ذريعة لتعود للهجوم.

 

ولكن في السطر الاخير، فان الارادة في جهة والواقع في جهة اخرى، والواقع هو واقع انتخابات انفعالية في اسرائيل من جهة وواقع انساني وسياسي متهالك في القطاع من جهة اخرى – عنصران من شأنهما أن يؤديا الى ذات التدهور الذي يتوقعونه في شعبة الاستخبارات العسكرية.