خبر كوريا الشمالية تكسب جولة في حروب العالم الافتراضي

الساعة 07:46 ص|21 ديسمبر 2014

وكالات

تعرض إحدى كبرى شركات الانتاج السينمائي للقرصنة يحظى باهتمام أعلى المستويات السياسية الأميركية على خلفية بدء عرض فيلم سينمائي، "ذي انترفيو"، الذي يسخر من كوريا الشمالية والتي أوضحت معارضتها وحذرت الشركة المنتجة منذ بضعة أشهر من المضي بعرض الفيلم.

حظيت مسألة قرصنة إحدى كبرى شركات الانتاج السينمائي، سوني، باهتمام اعلى المستويات السياسية الأميركية على خلفية بدء عرض فيلم سينمائي، "ذي انترفيو"، يسخر من كوريا الشمالية ويسفّه قيادتها. كوريا الشمالية اوضحت معارضتها وحذرت شركة سوني منذ بضعة اشهر من المضي بعرض الفيلم. تحدي شركة سوني كلفها تعرض اجهزتها التقنية والسيطرة عليها من قبل قراصنة الكترونيين يشتبه انهم يتبعون كوريا الشمالية.

أميركا الرسمية سارعت لتوجيه التهمة مباشرة للحكومة الكورية، بدءا بقمة الهرم السياسي في البيت الابيض، ومرورا باجهزة الاستخبارات، مكتب التحقيقات الفيدرالي، دون عناء توفير الادلة المادية. بالمقابل، شككت بعض المؤسسات الاعلامية، من بينها صحيفة لوس انجليس تايمز، بصدقية الاتهام والرواية المعتمدة متسائلة "ماذا لو لم تكن (مسؤولية) كوريا الشمالية؟" (19 كانون الاول)؛ موضحة "في عالم القرصنة والقرصنة المضادة فان التوصل لنتائج معينة لا يحظى بالاجماع .. سيما وان جزءا كبيرا من الادلة المقدمة ضد كوريا الشمالية هي ادلة ظرفية" في افضل الاحوال. وحثت الجميع على "توخي الحذر، سيما وان بعض اخصائيي القرصنة الالكترونية ارتابهم الشك (بالرواية المتداولة) ولا زالوا كذلك".

الدوائر الرسمية والاجهزة الاعلامية الاميركية المختلفة اخذت على حين غرة لقدرة كوريا الشمالية التقنية المتطورة، والتي لا زالت بمجموعها تعاملها بنظرة دونية. يشار الى تقرير تقني اصدرته شركة "هيوليت باكارد" الاميركية، مطلع العام الجاري، "حذر" فيه من التقدم السريع لتقنية كوريا الشمالية معتبرا انها تحتل المرتبة الثالثة عالميا، بعد الولايات المتحدة وروسيا، في مجال تقنية القرصنة الالكترونية. واوضح بالنظر الى القيود المتشددة المفروضة على شبكة الانترنت داخل كوريا الشمالية، فان هجماتها تشن من خارج البلاد – يعتقد انها من مقاهي الانترنت العامة في الغالب؛ ويضم الفريق التقني نحو 6،000 اخصائي.

واردف التقرير المفصل ان كوريا الشمالية "تستغل الثغرات التقنية في برامج الالعاب الالكترونية للاستفادة المادية وشن هجمات الكترونية". واشار ايضا الى حادثة القاء سلطات كوريا الجنوبية على فريق مكون من خمسة افراد بتهمة التعاون مع كوريا الشمالية "للقرصنة واختلاس اموال عبر الالعاب الالكترونية، خاصة اللعبة الجماعية "لينياج". " واضافت لائحة الاتهام ان الطاقم شكل فريقا متقدما لكوريا الشمالية لتلويت اجهزة كمبيوتر كوريا الجنوبية ببرامج الفايروس الالكترونية الضارة.

يشار الى ان كوريا الشمالية اجرت تجارب على "قنبلة مبرمجة" عام 2007، تضمنت تعليمات الكترونية تنفذ وفق معلومات محددة، مما دفع بالامم المتحدة إلى استصدار قرار يمنع بيع اجهزة ومكونات الكترونية معينة لكوريا الشمالية.

يشار ايضا الى حالة القلق البالغة لكوريا الجنوبية من جارتها الشمالية تجسدت في تقرير اعده ضابط في البحرية لكوريا الجنوبية، داك-كي كيم، قائلا "سيعمد نظام كوريا الشمالية لشن هجمات الكترونية متزامنة ومتعددة ضد المجتمع والبنى التحتية الاساسية لكوريا الجنوبية، والدوائر الحكومية، ومراكز التحكم العسكرية الاساسية وفي نفس الوقت اعاقة جهود حكومة كوريا الجنوبية وحلفائها المحليين (باستخدام) اسلحة نووية".

الثابت ان الهجوم الالكتروني على شركة سوني المنسوب لكوريا الشمالية ليس الاول من نوعه، اذ استطاعت اختراق 33 مقرا لشبكات الاتصال اللاسلكية لكوريا الجنوبية من مجموع 80 موقعا، عام 2004؛ اضافة لهجوم الكتروني استهدف وزارة الخارجية الاميركية يعتقد انه تم بموافقة المسؤولين في كوريا الشمالية، تزامن مع بدء جولة محادثات ثنائية لبحث تجاربها على صواريخ نووية. ووجهت كوريا الجنوبية اتهاما آخرا بعد نحو شهر من تلك الحادثة تزعم فيه ان جارتها الشمالية اخترقت شبكات وزارتي الدفاع الاميركية والكورية الجنوبية.

في عام 2009 لجأت وزارة المالية الاميركية وهيئة التجارة الفيدرالية لاغلاق مواقعهما الالكترونية لبضعة ايام عقب اكتشاف انتشار فيروس الكتروني استهدف ايضا بعض المواقع الالكترونية في كوريا الجنوبية، مما ادى لشل حركة عدد من المواقع الرسمية والمؤسسات الاعلامية في كوريا الجنوبية. كما اسفر هجوم الكتروني آخر شن في آذار 2011 عن تعطيل خدمات الصرف الآلي لنحو 30 مليون فرد في كوريا الجنوبية لبضعة ايام، رافقه قرصنة وتعطيل عمل نحو 48،000 جهاز وشبكة كمبيوتر تخص مصارف كوريا الجنوبية ومؤسساتها الاعلامية.

نائب رئيس شركة "ماكافي" الضخمة لبرامج الحماية من الفايروسات، ديميتري البروفيتش، علق على تلك الهجمات قائلا انها تحمل علامات: تجارب حرب الكترونية لكوريا الشمالية، معربا عن اعتقاده ايضا ان الحكومة الشمالية استطاعت انشاء "جيش من اجهزة القرصنة" هدفها نشر البرامج الالكترونية الضارة.