خبر الديمقراطية: تصريحات البردويل تضر بالعلاقات الداخلية وتعمق الانقسام

الساعة 05:56 م|20 ديسمبر 2014

غزة

اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الاتهامات التي كالها القيادي في حركة حماس صلاح البردويل لها تعبيرا واضحا عن مدى الأزمة التي تمر بها حركته.علما بأن هذا التجني يمثل خروجاً عن أصول العمل السياسي وأسس العلاقات بين الفصائل وخروجاً عن تقاليد العمل الوطني الذي حكم العلاقات بين الفصائل على مدى أكثر من 45 عاماً حيث الأساس فيه النقد البناء في إطار العلاقات الأخوية والوطنية.

وقالت الجبهة في بيان لها وصلنا نسخة منه، إن الجبهة الديمقراطية لا تنتظر من صلاح البردويل أن يحدد موقعها ومكانتها ودورها الوطني وسياستها التي لم تكن يوماً مع سياسة المحاور وإنما سياسة وحدوية تقدم حلولاً وطنية لمشكلات وقضايا شعبنا الفلسطيني .ان الجبهة الديمقراطية من أكثر الفصائل طرحاً لرؤى وطنية لمعالجة كافة المشكلات السياسية والاجتماعية والأمنية والمبادرات التي طرحتها الجبهة عام 74 و 99 و 2007 شواهد على ذلك وما تفاعلها مع وثيقة الأسرى ودخولها في حكومة الوحدة الوطنية ألا دليل على هذه السياسة الوحدوية.

إذا كان الأخوة في حماس يتفقون مع نايف حواتمة بان المستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني مثلا هو الاحتلال الإسرائيلي، وقد ورد هذا الكلام على لسان أكثر من قيادي في الحركة، فلماذا يغضب البردويل؟ .

لماذا ولماذا .. هذا غيض من فيض.. أسئلة كثيرة نعرف أننا لسنا أول من يطرحها في ساحتنا، لكننا نطرحها من زاوية التذكير فقط بأن لغة الشتائم والسباب في نقاش قضايا سياسية كبرى لا يمكن ان تسيء إلا لأصحابها، ونحن سنبقى، كما كنا منذ نشأتنا رواد وحدة وطنية حقيقية بعيدة عن المحاور الإقليمية نقدم مصلحة الشعب الفلسطيني على ما عداها من مصالح إقليمية ودولية..

أما بخصوص موقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وكذلك انتخابات المجالس البلدية ..الانتخابات بما تمثله من احتكام للشعب مصدر كل السلطات هي المخرج الأنسب والوحيد من الأزمة التي يعيشها شعبنا ومؤسساته السياسية. ونؤكد على ضرورة تجاوز كافة العقبات التي يمكن ان تعطل إجراء الانتخابات بما في ذلك الإجراءات والعراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال والتي يمكن ان تشوش على سير اي عملية انتخابية قادمة.

ان الجبهة الديمقراطية تدعو وتدعم توحيد نظام انتخاب أعضاء المجلس التشريعي وكذلك أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، حيث إلى انه لا يعقل أن يتم إجراء انتخابات للمجلس التشريعي ضمن نظام التمثيل النسبي والدوائر فيما يتم إجراء انتخابات المجلس الوطني ضمن نظام التمثيل النسبي، مؤكدين على ضرورة توحيد نظام الانتخابات في المجلسين للنظام النسبي الكامل.  هذا بالإضافة الى رفض أغلبية الفصائل الفلسطينية انتخابات التشريعي على النظام الانقسامي المدمر 'المختلط بين النسبي والدوائر الفردية''كفى سنوات الانقسام المدمرة الناتجة عن انتخابات القانون المختلط يناير 2006' وتداعياتها الانقلابية السياسية والعسكرية.

ونقول للبردويل أن خطابنا النقدي لحركة حماس وغيرها من فصائل العمل الوطني يأتي انطلاقا من كون حماس مكوناً من مكونات حركة التحرر الوطني الفلسطيني، الأمر الذي يزيل كل التباس أو غموض من حول هذه المكونات، ويسحب البساط من تحت أقدام أعداء الشعب الفلسطيني في اتهامه بالإرهاب وتشويه نضالاته من أجل حقه في العودة وتقرير المصير والخلاص من الاحتلال والاستيطان وقيام دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 67، وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا عامل دفع داخل حركة حماس، نحو حسم هويتها النضالية، انطلاقا، من كونها جزءاً من الحركة الوطنية الفلسطينية على حساب أية انتماءات أخرى، ذات امتدادات إقليمية قد لا تخدم المصالح الوطنية الفلسطينية العليا.

ولماذا يغضب البردويل عندما يقول الرفيق الأمين العام نايف حواتمه ان هناك محاور إقليمية لا تريد لنا أن نسقط الانقسام، لأن لها مصالح تمديد نفوذها في دول الشرق الأوسط، وبعدد من البلدان غير بلدها وتتدخل بشؤون ومصائر الشعوب داخل بلدان غير بلدانها، لذلك تعمق الانقسام بتمويل مئات الملايين من الدولارات تنصب على هذا الطريق وعلى ذاك.. نحن مع علاقة تحالفيه مع أي دولة بالعالم تحترم أو تلتزم بالمشروع الوطني الفلسطيني، وتقدم الدعم للقضية الفلسطينية، ولسنا مع أي سياسة إقليمية تقرر الانقسام، نقول ان الملايين التي تقدم سنوياً يجب ان تذهب إلى ابناء شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والاجتماعية والجامعية والصحية وان توظف في حل مشاكل البطالة والجوع والفقر المدقع، وفي بناء بنية تحتية في القطاع، وإعمار عشرات الآلاف من البيوت المدمرة التي هُدمت, بفعل العدوان الصهيوني المتكرر.

نقول للبردويل وأمثاله؛ أن مواقفنا في الجبهة الديمقراطية نعلنها على الملأ ودونما شكليات أو كلمات جوفاء، والقاصي والداني يعلم علم اليقين أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومنذ تاريخها وحتى يومنا، عملت وتعمل بتفانٍ للمّ الشمل الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وأن هذه القضية المصيرية هي جلّ مواقفها وأوراقها وخطاباتها الرسمية؛ ومتابعاتها الدؤوبة خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من حياة شعبنا ... وهي تؤكد مجدداً ومن موقعها الوطني والثوري؛ أنها ستواصل بما ينبغي للوطني والثوري الحقيقي أن يعمل في هذا الدور الوحدوي، وأن تؤدي واجبها الثوري مهما بلغت الصعوبات والمشقات على هذا الدرب.

وختاما ، ستبقى جبهتنا الديمقراطية وأمينها العام الرفيق نايف حواتمة، على الدوام الأحرص على الوحدة قولاً وممارسة, فلم ولن تحد يوماً عن برنامج القواسم المشتركة, ولم ولن تنضوي في أي من التحالفات الفئوية أو المحورية, على حساب الكل الفلسطيني الجامع. وإصرارنا هو دائما على الالتزام بمصالح شعبنا الوطنية وعدم استعدادنا للانخراط في محاور إقليمية ودولية, وفي ظل محورية المال السياسي والنفوذ الجيو ـ سياسي والجيو ـ جغرافي.. ونؤكد تمسك الجبهة بالمقاومة وممارستها لهذا الشعار, وتأكيداً على ذلك من خلال عملياتها النوعية على مدار السنين الطويلة وآخرها خلال العدوان الأخير على غزة.