خبر على أجنحة الهزيمة -يديعوت

الساعة 08:50 ص|20 ديسمبر 2014

على أجنحة الهزيمة -يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

 (المضمون: في الحرب القادمة قد نضطر الى اخلاء السكان سواء في الشمال أو في الجنوب لأن مدة التحذير ستكون صفر - المصدر).

          إن الامر الافضل الذي قد يحدث للسياسي باستثناء الانفصال، هو الهزيمة: براك اوباما هو مثال جيد. انتخابات نصف الولاية للكونغرس في الشهر الماضي تسببت بخسارة مهينة، خسارة منتصرة. الامر الوحيد على جدول الاعمال هو – ملكاته، شخصيته، نتائج ست سنوات سلطته في البيت الابيض، لون جلده. قال الناخبون قولهم: لقد نقلوا السيطرة في مجلس الشيوخ للجمهوريين وأعطوهم اغلبية ساحقة في بيت الممثلين، وهي الاغلبية الاكبر منذ الخمسينيات في القرن الماضي.

          الهزيمة تحرر. يعرف اوباما أنه لا يوجد ما يبحث عنه في الكونغرس. لن يحظى هناك بالتعاون ولا بالرعاية، في السنتين المتبقيتين يستطيع فعل أمر من أمرين: إما اضاعة الوقت في ملاعب الغولف والبحث عن ثقوب في العشب الاخضر  أو اتخاذ القرارات رغم أنف أعدائه في تل الكابيتول. وقد اختار اوباما الخيار الثاني.

          الخطوة ليست سهلة. وهي تشمل شد شروط اللعبة حتى أقصاها، هذه الشروط المتجذرة والمرتبطة بصراعات كبيرة، دستورية وسياسية، وبدلا من الحوار، اصدار قرارات رئاسية أحادية الجانب، وبدلا من الحل الوسط، سياسة الفرض. هذا الامر يلزم اوباما بالعمل على عكس طابعه وعلى عكس غرائزه السياسية. في السنوات الست الماضية تصرف بحذر بالغ، وارتدع عن المواجهة المباشرة  مع النخب القوية، تعهد ولم ينفذ. الآن حيث أنه مُهان ومهزوم، بالذات الآن، فانه يختار ايجاد نفسه من جديد، ويحارب من اجل ترك بصمته.

          كان القرار الاول اعطاء المواطنة الامريكية لملايين من مهاجري العمل الذين وصلوا الى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية واستوطنوا فيها. والقرار الثاني كان رفع الحصار عن كوبا.

          هناك مسافة كبيرة بين القرارات الدراماتيكية وبين الواقع، اذا رفض الكونغرس تخصيص الميزانيات لمواطنة المهاجرين فان العملية ستتوقف، واذا رفض الغاء المقاطعة لكوبا التي تم ترسيخها بقانون في عام 1996، فيمكن تقوية العلاقات الهامشية فقط.

          الانقلاب في العلاقات مع كوبا يجب أن يثير اهتمامنا: توجد فيه عدة جوانب تؤثر على برنامجنا اليومي.

       إصبعين من فلوريدا

          حتى ثورة كاسترو في عام 1959 كانت كوبا الساحة الخلفية المهملة للولايات المتحدة، والجنوب المشاكس لها، كازينوهات هفانا كانت ساحة العمل الطبيعية لعائلات المافيا الايطالية والايرلندية واليهود، وكانت السلطة فاسدة وتخضع لسياسة القوة للاتحادات الامريكية الكبيرة والحكومة في واشنطن. الجمهور تطلع باتجاه الشمال، الرياضة الوطنية في كوبا كانت وما زالت البيسبول الامريكي.

          لم يولد كاسترو ورجاله كشيوعيين: الولايات المتحدة حولتهم الى ذلك. رفضت امريكا التسليم بوجود سلطة مستقلة على بعد ساعة طيران من فلوريدا، وفعلت كل الأخطاء الممكنة بدءً من اجتياح كنيدي في عام 1961 وحتى اليوم. إفترض الامريكيون أن الحصار الكامل الذي فرضوه على الجزيرة سوف يسقط الحكومة. وهذا لم يحدث: حتى سقوط الاتحاد السوفييتي اهتم الروس بدعم كوبا، وبعد ذلك اهتم بها شافيز، رئيس فنزويلا. وقبل الثورة اعتاشت كوبا من علاقاتها مع الولايات المتحدة؛ وبعدها تعلمت أنه يمكن الاعتياش من الابتعاد، من القطيعة في العلاقات.

          الثورة الكوبية هي فشل فاخر، فشل بطولي. لقد سافرت الى هناك قبل بضع سنوات، ومثل الآخرين رأيت السيارات الامريكية الضخمة من الخمسينيات التي ما زالت تسافر على الطرق، بعضها بالوقود وبعضها تجرها الخيول. رأيت البيوت المتصدعة وعصابات اللصوص في مواقع السياح، والفساد الذي تجده في كل سلطة مغلقة، يسارية أو يمينية، والمواقع المغلقة للنخب السلطوية والخوف من الابلاغ. وعندما تجرأ المحليون على الحديث بحرية واعترفوا بأنهم ملوا السلطة، من الفقر والتشويهات الاقتصادية والمواعظ المزيفة، كانوا في نفس الوقت فخورين بانجازهم الاكبر وهو جهاز التعليم: كوبا هي الاكثر تعليما في دول امريكا اللاتينية وهي تقدم الاطباء والمهندسين والمعلمين لجميع دول العالم. هي قوة عظمى من الناحية الثقافية والرياضية.

          استطاع النظام أن يصمد بفضل المقاطعة الامريكية. واذا تلاشت هذه المقاطعة فانه سيسقط من الداخل، مثل الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية. السيارات القديمة ستباع لهوليوود، وتعود كوبا لتكون الساحة الخلفية للولايات المتحدة. بقي أن نأمل أن شيئا من انجازات الثورة، شيئا من السذاجة في السنوات الاولى، الايمان بالعدالة الاجتماعية، المساواة أن تبقى. هذا ما نأمله من كيبوتس دخل الى الخصخصة، وهذا ما يجب أن نأمله لكوبا.

          الأخطاء التي قامت بها الولايات المتحدة فيما يتعلق كوبا مسؤول عنها المهاجرون هناك. فهم، أعداء نظام كاسترو، أقاموا احدى المؤسسات القومية والهجومية في واشنطن، تشبه لوبي السلاح واللوبي المؤيد لاسرائيل. اللوبي الكوبي يسيطر على سياسة فلوريدا، وفلوريدا هي الدولة التي تُحسم فيها عادة الانتخابات الرئاسية.

          انهيار الاتحاد السوفييتي أحدث تغييرا في الرأي العام الامريكي. قام جيل لا يفهم سبب الازمة. امريكا تقيم علاقات جيدة مع الصين التي نظامها شيوعي والتي لا تحترم الديمقراطية وحقوق الانسان أكثر من النظام الكوبي. وامريكا صديقة لفيتنام الشيوعية. لقد ارتفعت الشاشة الحديدية: الدولة الوحيدة التي بقيت هي كوريا الشمالية. لماذا كوبا؟.

في عائلات المهاجرين في فلوريدا يوجد جيل جديد، لا يفهم سبب الازمة. الكوبيون الامريكيون مثل الاسرائيليين الامريكيين يريدون زيارة اقرباء العائلة، والاستثمار في الوطن، والاستمتاع بالموسيقى وبالفتيات الشابات والشمس الساطعة.

          اللوبي الكوبي يشمل مرشحين جمهوريين للرئاسة، جيف بوش وماركو روبيو، وهو مهاجر من كوبا. الاثنان من فلوريدا وقد سارعا الى مهاجمة مبادرة اوباما. وهاجمه آخرون، كوبيون وغير كوبيون، قالوا عنه خائن لمباديء امريكا، كمتصالح مع انظمة ظلامية، وكدكتاتور. هاجموه مثلما سيهاجمونه اذا توصل الى اتفاق مع ايران، واذا خرج في مبادرة شرق اوسطية.

          اوباما الجديد لا يريد أن يسمع الاحتجاجات من الكونغرس. إنه يدير ظهره، وادارة ظهره هذه تضع تحديا ليس سهلا أمام اللوبي اليهودي.

          لا توجد علاقات دبلوماسية بين اسرائيل وكوبا. وكل محاولة لتعزيز العلاقات في الماضي اصطدمت بالحاجز الامريكي. وما لم تمنعه الادارة منعه اللوبي الكوبي. في فترة الحكومة السابقة قال كاسترو بعض الكلمات المريحة لاسرائيل في حوار مع صحفي امريكي. فسارع نتنياهو الى ارسال رسالة شكر. وعندما هدد اللوبي الكوبي في الكونغرس بوقف تأييده اضطر نتنياهو الى الاعتذار. من المثير ما سيفعله الآن.

       يجب الاعتذار مرتين

          الاسابيع الاولى للحرب العالمية الثانية سُجلت في التاريخ كمقطع غريب: فرنسا وبريطانيا أعلنتا الحرب على المانيا، ولكن على الحدود ساد الهدوء. وأبناء تلك المرحلة سموا ذلك "الحرب الوهمية". هاتان الكلمتان تستطيعان تفسير الفترة الحالية في العملية الانتخابية. الجمهور الواسع سمع أن هذا يحدث، لكنه لم يهضم الامر بعد. الانتخابات تشغل فقط من يريدون الانتخاب. كل قائمة والتوترات الداخلية الخاصة بها، الاهانات. فقط في الاول من شباط، عندما ستقدم القوائم الى الكنيست ستبدأ الحرب الحقيقية بين المعسكرات وفي داخلها، وحتى ذلك الحين ليحفظنا الله.

          قد لا نعرف في 17 آذار ليلا من سيقود الحكومة القادمة. ممثلو الحركات سيذهبون في اليوم التالي الى بيت الرئيس ليقولوا من يريدون أن يكون رئيس الحكومة. يمكن الاعتقاد أن أيا من المرشحين لن يحظى بـ 61 توصية. وسيتصرف الرئيس في هذا الامر مثل القاضي، وليس مثل السياسي. لا حاجة للركض وراءه، والاتصال به عدة مرات في اليوم، سوف يكون الرئيس رسميا.

          الكثير من المشاركين في الساحة، لكنه ليس معقدا توزيعهم الى مجموعات. المعسكر المشترك لليمين والحريديين سيجد صعوبة في أن يكون جسما مانعا. ومعسكر اليسار سيجد صعوبة أكبر. يمكن أن تكون القائمتين هما كفة الميزان. تلك لكحلون أو ليبرمان. الميل الطبيعي لكليهما هو الذهاب باتجاه اليمين إلا اذا اقترح اليسار اقتراحا لا يستطيعان رفضه. تمركز ليبرمان جاء من اجل وضعه في هذا المكان بالضبط، بين هرتسوغ ونتنياهو. هرتسوغ ولفني اختارا التقاسم كحل وسمحا بذلك لليبرمان وربما لآخرين التفكير بجدية حول مقعد رئيس الحكومة. يوجد بين الاثنين تفاهم شفهي وهو أن نتيجة الانتخابات اذا فرضت اقتراح التقاسم للآخرين فان لفني ستتنازل. فقد ربحت عندما قدمت الاتفاق مع هرتسوغ. وليس بالضرورة أن يتحقق الاتفاق.

          عودة الى ليبرمان. ظهر أول أمس أمام 100 رجل اعمال في مكتب احدى الشركات في تل ابيب، وهذا بمبادرة البعض منهم. طلبوا معرفة اذا ما كان ليبرمان جاهزا للجلوس في حكومة برئاسة هرتسوغ. من الناحية السياسية هم حمائم. ولم يكن هذا لقاء انتخابات بل مقابلة.

          لم يفكر ليبرمان هكذا. وتحدث أمامهم بنفس الخطاب الذي يتحدث به في اماكن اخرى، من جهة القلق من العزلة الدولية، الاستعداد لتبديل مناطق – شعب كامل أفضل من مناطق كاملة – ووعد بدعم السلام الاقليمي، ومن جهة ثانية هجوم صعب وشامل على عرب اسرائيل.

          كان هناك مدراء عامون لشركات هاي تيك دولية، رجال اعمال كبار.

          خرج ليبرمان بمشاعر متناقضة. فقد شعر بأنه التقى بأناس حكماء وناجحين يساريين. وشعر أن بعضهم لا يريدونه، ليس مهما ما يقال. اولئك الذين طلبوا الحديث كانوا يصرخون جدا. لم يريدوا السماع؛ أرادوا الاسماع. وهو يعرف أنه لم يأت الى هناك بأصوات لاسرائيل بيتنا، لكنه كان جديرا.

          أحد المشاركين قال لي إن خطأ ليبرمان كان أن هذا الجمهور لا يريد سماع بعض الجُمل. ويمكن قول نفس الجُمل بصيغة اخرى.

          اصوات اليمين يجب أن تتوزع بين 4 أو 5 احزاب: الليكود والبيت اليهودي وليبرمان وكحلون، ويمكن ايضا ايلي يشاي أو درعي. التشتت كبير، الحرب صعبة. وقد أخرج نفتالي بينيت هذا الاسبوع الفيديو كليب الذي قام بعمله، حيث تخفى بشكل جنجي يشبه أبو طير من حماس أو يهودا غليك من الحرم، وتجول على طول سدروت روتشيلد واعتذر. وعندما أنزل بينيت القناع قال: "نحن لا نعتذر".

          يئير لبيد أحب الفيلم كثيرا وقد اتصل مع بينيت ومدحه ليس كأخ لأخ بل كصاحب مهنة لصاحب مهنة. بينيت ممثل بارع.

          ولكن عند شكسبير فقط العالم هو مسرح. في الحياة الحقيقية يجب أن تعتذر احيانا. بينيت لا يعرف كيف. وأكثر من كونه ممثلا فهو رجل تسويق. جاء من هناك ومثل أي رجل تسويق يميل للثقة بأكاذيبه. تفوق التلميذ على معلمه.

      

الاخلاء والاسكان

          في هذه الايام يُنهون في الجيش الاسرائيلي النقاش حول دروس الجرف الصامد، ولأن العملية لم يتم بحثها بشكل جدي في أي اطار آخر، فانه يوجد وزن خاص للنقاشات في الجيش، ويفترض أن يقدم رئيس الاركان استنتاجاته خلال اسبوعين لوزير الدفاع، ولما تبقى من الحكومة.

          أحد الاسئلة الصعبة الذي برز في النقاشات هو اخلاء المواطنين من القرى المحيطة بغزة. ويزداد هذا السؤال الحاحا بسبب سقوط اثنين من كيبوتس نيريم، زابك تسيون وشاحر ملماد في الساعة الاخيرة للحرب.

          قائد الجبهة الداخلية، ايال آيزنبرغ، قدم لزملائه المفارقة. خلال العملية منحنا المواطنين في خطوط التماس تحذيرا قبل 15 ثانية. في الحرب القادمة سيكون لدينا صفر ثانية للتحذير. بكلمات اخرى سنحتاج الى ادخالهم ليلا نهارا الى الغرف المحصنة ونقدم لهم الطعام والخدمات الاخرى.

          يوجد بديل بالطبع: اخلاء، باستثناء المواطنين الذين دورهم حيوي، اولئك الذين يوزعون الطعام للحيوانات أو يعملون في الصيانة، باقي السكان يتم اخلاءهم. الاخلاء سيزيل تهديد القذائف وتهديد الانفاق التي ستضر على الاكثر بالفواكه أو الابقار. وهذا سيعطي الجيش ليونة تنفيذية وحرية عمل. ويقلص الضغط على القيادة.

          اذا كنت أفهم بشكل صحيح، فان الميل في هيئة الاركان هو التوصية باخلاء المناطق الغير حيوية البعيدة عن الحدود بـ 7 كم، وهذا الامر ينطبق على المواجهة في الجنوب أو الشمال.

          في توصية كهذه توجد أهمية كبيرة. في بعض المناطق على طول الحدود توجد مصانع وسيضطرون لاغلاقها. اخلاء السكان في عملية الجرف الصامد والعمليات السابقة كان تطوعيا. بادر الناس الى ترك بيوتهم والتوجه الى بيوت الاقارب والاصدقاء في الجبهة الداخلية أو الى كيبوتسات اخرى. اذا أمرت الدولة بالاخلاء فيجب أن ترتب لهم وأن تدفع مقابل ذلك. توجد هنا مسائل مالية وقانونية.

          تحت كل هذه الاسئلة العملية يختفي سؤال مبدئي، اخلاء أو عدم اخلاء. نشر في الآونة الاخيرة كتاب جيد يوثق الاخلاء الواسع للمواطنين في عام 1948 (نوريت كوهين لفنوسكي، "لاجئون يهود في حرب الاستقلال"). تم اخلاء مناطق في الجولان خلال حرب يوم الغفران. هذا لم يؤثر على المرحوم شلومو لاهط من تسمية المواطنين الذين تركوا بيوتهم في تل ابيب في حرب الخليج كفارين. توجد اليوم موافقة عامة تقول إن الاخلاء مسموح، بل وصحيح. ولكن هناك فرق بين الاخلاء بمبادرة شخصية والاخلاء بأمر. الحكومة لم تقل كلمتها بعد؛ الجيش الاسرائيلي لم يقل كلمته بعد.

       وجه الاحتلال

          في ذروة الانتفاضة الثانية وصل رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض الى لقاء مع شمعون بيرس وروبي ريفلين. "يجب أن نرفع مستوى الحياة لدى الفلسطينيين"، قال فياض وحدثهم عن خطة اقامة مدينة فلسطينية في المناطق أ بين رام الله ونابلس، كانت هذه هي المرة الاولى التي يسمع فيها ريفلين عن "روابي"، موديعين الفلسطينية.

          في المرة الثانية سمع عنها حينما طلب منه رئيس الحكومة اهود باراك أن يتحدث الى قلوب المستوطنين في ناحل بنيامين، الذين عملوا من اجل افشال بناء المدينة. حاول ريفلين ولم ينجح، تحدث معهم عن ارض اسرائيل الكاملة التي يسكن فيها اليهود والعرب الى جانب بعضهما البعض. وافقوا مع الجزء الاول من الجُملة.

          في الوقت الحالي تم انتخاب ريفلين رئيسا للدولة، لكن افكاره لم تتغير. وقد زاره مؤخرا بشار المصري، الممول الذي يبني "روابي". وقال له إن اسرائيل ترفض توصيل المياه للمدينة، وبدون مياه لن يستطيع تسليم الشقق لاصحابها واستمرار البناء. ريفلين وعد باستيضاح الأمر.

          تم الحديث هنا عن روابي عدة مرات. إنها قصة، لكنها ايضا مثالا على فشل الاحتلال الاسرائيلي. كل من له صلة بهذا الامر، من رئيس الحكومة وحتى ضباط الادارة المدنية، يعرفون الفائدة التي لاسرائيل من وجود مدينة كهذه والضرر الذي سيسببه خنقها، ولكن لا أحد يريد أن يظهر كمحب لفلسطين. وبالذات في هذه الايام حيث الانتخابات التمهيدية في الليكود في حين يتعلق الجميع بالصفقات مع فايغلين.

          تحدث ريفلين مع العميد بولي مردخاي، منسق اعمال الحكومة في المناطق. مردخاي الذي حاول حل المشكلة اصطدم بالحائط، واقترح أن يتم الحديث مع وزير الدفاع. تحدث ريفلين مع يعلون ومع مدير عام الوزارة دان هرئيل ومع رئيس "الشباك" يورام كوهين. هل هذا جيد لدولة اسرائيل، عاد الرئيس وسأل. هذا جيد لدولة اسرائيل، قال جميعهم. خلال اسبوع أو اسبوعين سيحصلون على المياه. توجد بعض الامور البيروقراطية، يقولون ذلك منذ شهرين – ثلاثة.

          يوجد لاسرائيل والفلسطينيين لجنة مياه مشتركة. والخطة هي وضع خط مياه مشترك. تريد اسرائيل أن يصل الى المستوطنات؛ ويقول الفلسطينيون لا، لا يستطيعون التوقيع على خط يقدم المياه للمستوطنات. ويقول الاسرائيليون، بدون المستوطنات لن تصل المياه الى "روابي". اللجنة لا تجتمع.

          قال لهم الرئيس أنا لا أفهم، ماذا كنتم ستفعلون لو كانت احدى المستوطنات لا تحصل على المياه، هل كنتم حينها ستنتظرون اجتماع اللجنة المشتركة؟ لا سمح الله، قالوا له. كنا سنشق خط فوري لها.

          اذا شئتم، هذا هو وجه الاحتلال. لذلك تقوم اوروبا بخطوات أولية من اجل محاصرتنا، ولذلك احتاج نتنياهو الى الكارثة، ليس أقل من ذلك، من اجل الدفاع عن النفس.

          تحدث ريفلين عن "روابي" مع نتنياهو. يجب ترتيب هذا الامر، قال رئيس الحكومة. 100 بالمئة. عاد ريفلين الى رجال الامن. واقترحوا عليه أن يتحدث مع وزير الطاقة سلفان شالوم فقد يكون هو المُخلص.

          الى هنا قال الرئيس.

          الذي يسيطر في الضفة الغربية هو الحاكم العسكري حسب أوامر وزير الدفاع. لا علاقة لسلفان شالوم بالامر. اضافة الى ذلك توجد الآن انتخابات تمهيدية والمياه تستطيع الانتظار.