أحال أبرز مساعديه لـ"التقاعد المبكر"

خبر صحيفة: عباس يبدأ بالهجوم العلني على عبد ربه

الساعة 01:36 م|18 ديسمبر 2014

رام الله

في خطوة تشير لاستفحال الخلاف القائم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، أحال الأول إلى “التقاعد المبكر”، أحد أبرز مؤيدي عبد ربه من منصبه في السلطة الفلسطينية، وهو جمال زقوت الذي سبق وأن كان مستشارا بارزا لسلام فياض، أول رئيس حكومة يعينه أبو مازن بعد سيطرة حماس على غزة.

وحسب المعلومات التي توفرت فإن الرئيس عباس، أحال إلى التقاعد المبكر، جمال زقوت، وهو من المقربين جدا من عبد ربه، وكذلك الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الأسبق.

وقد جرت الإحالة في مرسوم رئاسي صدر بتاريخ الثامن من الشهر الجاري، بحق زقوت وهو بالأصل من سكان قطاع غزة، وخرج منها بعد سيطرة حركة حماس على الأوضاع منتصف العام 2007.

وزقوت كان قياديا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في “انتفاضة الحجارة” وأبعدته إسرائيل إلى خارج غزة، وفي تونس انضم إلى ياسر عبد ربه في تأسيس الاتحاد الديمقراطي "فدا" الذي انسلخ عن الديمقراطية، وخرج الرجل مع عبد ربه من الحزب حين قرر المغادرة .

ومع بداية السلطة الفلسطينية عمل مسؤولاً في لجنة التنسيق المدني، وقبل قدوم السلطة كان ضمن الوفد الفلسطيني المفاوض، وهو عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.

وابتعد زقوت عن الأضواء رغم أنه ظل مقرباً من عبد ربه، حتى تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة فياض، بعد سيطرة حركة حماس على غزة، ووقتها عينه فياض مستشاراً خاصاً له.

وتشير التحليلات والمعلومات المتوفرة أن إحالة الرئيس عباس زقوت لـ”التقاعد المبكر” لها علاقة بالخلاف الأخير الذي نشب بين الرئيس وعبد ربه، بعد أنباء وصلت الرئاسة عن عقد عبد ربه لقاءا بحضور فياض والنائب محمد دحلان، المفصول من حركة فتح، والخصم الأبرز للرئيس، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

ومؤخراً ترددت معلومات أن الرئيس يريد تجريد عبد ربه من مناصبه، بما فيها أمانة سر اللجنة التنفيذية، ويبقيه فقط عضوا في التنفيذية دون أي دور.

وحسب معلومات توفرت لـ “رأي اليوم” فإن بداية هذه الإجراءات تمت بنقل كل الموظفين في مبنى منظمة التحرير الفلسطينية، العاملين في أمانة السر من مكتب عبد ربه إلى دوائر أخرى.

يشار إلى أن عبد ربه اتهم مباشرة على شاشة تلفزيون فلسطين، من قبل الإعلامي ماهر شلبي بعقد لقاء مع كيري بحضور فياض ودحلان، وهو ما دعا عبد ربه للرد بقسوة على شلبي، وهدده بـ”قطع اللسان”، واللجوء إلى القضاء.

وفهم من وقتها أن الرئيس عباس، لا يريد أي دور لعبد ربه في المرحلة المقبلة، وأن ذلك كان سبباً في ذكر اسمه بعقد اللقاء على التلفزيون الرسمي، وقد تجلى ذلك بنشوب التوتر الشديد في العلاقة بين الرجلين، خلال الفترة الأخيرة، حسب ما يؤكد الكثير من المسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وكان عبد ربه مكلفا بالإشراف على الإعلام الرسمي وتلفزيون فلسطين، في وقت سابق، قبل أن يطلب منه الرئيس تقديم استقالته من المنصب، أو إصدار قرار إقالة بحقه.

وقد أفادت معلومات مؤكدة أحد أجهزة الأمن في الضفة الغربية، شرعت بإجراء تحقيق مع مؤسسة يديرها فياض، بعد أن كلف الرئيس عباس هيئة الفساد، بمتابعة الفساد داخل مؤسسات المجتمع المدني، قبل عدة أيام.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توتراً أكبر في علاقة الرجلين، وقد تحمل الأيام المقبلة قرارات إضافية لتجريد عبد ربه من مناصبه.

فعبد ربه سرب مؤخراً في ظل توسع دائرة الخلاف محضر اجتماع يكشف عقد الرئيس أبو مازن لقاءا مؤخرا مع رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي “الشباك”، وهناك من يقول أن عبد ربه قد يضطر لكشف لمزيد من الاوراق التي بحوزته ويستخدمه ضد أبو مازن.