خبر الدولة الفلسطينية - يديعوت

الساعة 09:44 ص|17 ديسمبر 2014

ثلاثة سيناريوهات للاعتراف

بقلم: يوسي شاين

(المضمون: الاعتراف بفلسطين هو مسألة شديدة الارتباط بالانتخابات في اسرائيل وبالصراع الانتخابي في أمريكا ايضا. ثلاثة سيناريوهات في هذا الشأن - المصدر).

الانتخابات على الابواب، وفي واشنطن ينتظرون لرؤية من يقود اسرائيل – فيما أن على جدول الاعمال توجد مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الامن. موجة الاعتراف في اوروبا وخوف ادارة اوباما من فقدان القيادة بدعوى أنها "أسيرة في يد الحكومة اليمينية الاسرائيلية" خلقا واقعا صعبا ليس فيه في واشنطن اليوم التزام واضح بالفيتو الامريكي التقليدي.

 

هناك عدة سيناريوهات محتملة: الاول: ان يطلب الامريكيون من الفلسطينيين تأجيل طرح موضوع الاعتراف في مجلس الامن، وان يشرحوا ذلك بتقديم موعد الانتخابات في اسرائيل. ويعدهم الامريكيون بانه اذا قامت حكومة اخرى بقيادة نتنياهو فسيعطون ضوء أخضر لطرح الموضوع في مجلس الامن. وبالمقابل، اذا استبدل نتنياهو كرئيس وزراء، ستعمل الولايات المتحدة على تحقيق مبادرة عربية جديدة شاملة – اي صيغة ليبرمان. واذا قرر الفلسطينيون مع ذلك التوجه الى الاعتراف في مجلس الامن – ستستخدم امريكا الفيتو. هكذا، يكون بوسع الادارة الادعاء بان الفلسطينيين هم الذين مسوا بانفسهم.

 

هذا السيناريو مفضل على نتنياهو، وهو أيضا الصيغة المفضلة على هيلاري كلينتون، التي تخطط للتنافس على الرئاسة عن الديمقراطيين. كلينتون، الى جانب مسؤولين ديمقراطيين، تخشى من صراع انتخابات امام الجمهوريين بينما على ظهرهم يقع "إرث اوباما المناهض لاسرائيل". ومن جهة اخرى، في اوساط الديمقراطيين ذكروا هذا الاسبوع بان الرئيس بوش الابن ايضا تعهد بدولة فلسطينية قبل نحو 13 سنة، ونتنياهو هو الاخر تعهد بدولتين في خطاب بار ايلان.

 

وحسب السيناريو الثاني، فان نتنياهو وكيري يتفقان على "صيغة اعتراف" خاصة بهما بدولة فلسطينية – أي يتعاونان على تصميم مشروع منافس للمشروع الفلسطيني. في هذا المشروع تندمج "رؤيا بار ايلان" والسياسة الامريكية، فيما تنبسط المبادرة على عدة سنوات وتطرح مطالب أمريكية واضحة لامن اسرائيل والاعتراف بدولة يهودية. هذه الصيغة تطرح كبديل للمشروع الفلسطيني، والامريكيون يعملون على تجنيد التأييد من اعضاء آخرين في مجلس الامن في الامم المتحدة.

 

يبدو هذا السيناريو هزيلا في نقطة الزمن الحالية، ولا يزال، اذا ما نجح، فسيكون بوسع نتنياهو أن يعرضه كانجاز – حيث أن اوباما أيضا سيعرضه كالتزام امريكي تاريخي بدولة فلسطينية. وبالمقابل، في اليمين وفي اليسار في اسرائيل سيعرض الامر كفشل تاريخي لنتنياهو.

 

في السيناريو الثالث، يعرض الامريكيون مبادرة لا يقبلها نتنياهو، يمتنعون عن استخدام الفيتو – والعلاقات مع واشنطن تتدهور الى درك أسفل جديد. ومع أن نتنياهو سيحاول أن يعرض نفسه كمن "وقف في الثغرة"، الا انه سيتلقى التنديد من كل صوب كونه جلب على اسرائيل وضعا لا يطاق من الضغط الدولي والعداء مع اصدقائنا في الولايات المتحدة. تحقق هذا السيناريو خطير بالفعل، وسيؤدي الى احساس قاس من العزلة الدولية.

 

على السيناريو الاول يراهن إليوت ابرامز، من الشخصيات الرائدة في العلاقات الخارجية في اوساط الجمهوريين. "أتوقع أن يقل الضغط في موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية بسبب الانتخابات"، قال لي هذا الاسبوع، "وهناك احتمال عال ان يؤجل الفلسطينيون طلبهم". وبالمقابل، في اوساط الديمقراطيين يدعون بان السيناريو الثاني بالذات يوجد في احتمالية عالية. هناك ديمقراطيون يؤمنون بانه رغم ضعف الادارة، فان الازمة التي يعيشها نتنياهو أكبر بكثير – ولهذا فهناك احتمال معقول للتعاون المثمر. يوجد بالطبع ايضا ضغط على الرئيس اوباما كي لا يعمق الصدع مع الكونغرس الجمهوري المعادي، المؤيد لنتنياهو. واضافة الى ذلك، فان السيناريو الثاني يعرض في واشنطن ايضا كصيغة محتملة لاحياء "مبادرة كيري" التي نازعت الموت.

 

السيناريو الثالث هو امنية الليبراليين الذين ينفرون من اليمين الاسرائيلي. فمحافل في معسكر الادارة التي وصفت بيبي بانه "جبان بائس" تأمل بان يكون الرئيس "مصمما ومستقلا"، ويتحول الى "ترومان الفلسطيني" الذي يقود الاعتراف التاريخي بدولة فلسطينية.