خبر بسبب المال أيضا- هآرتس

الساعة 09:44 ص|17 ديسمبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

تقدم سلسلة تقارير آفي بار-ايلي في "ذي ماركر" اطلالة نادرة على ما يجري حول شركة كاتسا. فقد اقيمت الشركة بعد حرب الايام الستة بشراكة حكومتي اسرائيل وايران لنقل النفط الايراني من ايلات الى البحر المتوسط.

 

وبعد الثورة الاسلامية في 1979 قطعت العلاقات بين الدولتين. ولكن الشركة تواصل العمل والازدهار بقوة الامتياز الحكومي، فيما تنقل النفط في الانبوب في النقب وتشارك في محطة توليد الطاقة "دوراد". وفي ظل الرقابة العسكرية، اصبحت كاتسا مشروعا لترتيبات عمل للمقربين من الحكم ولخريجي جهاز الامن. وقد اتيح الكشف الحالي فقط في أعقاب تسرب النفط من انبوب الشركة مما أدى الى تلويث منطقة كبيرة في العربا.

 

في العشرين سنة الاخيرة، كاتسا هي الحجة لوجود قناة اتصال مميزة بين اسرائيل وايران. فقد ادعت ايران ضد اسرائيل في قضية تحكيم في محاولة لاستعادة ثمار استثماراتها في الشركة المشتركة – والتي تقدر بمئات ملايين الدولاران، ان لم يكن بالمليارات. وتجري الاجراءات في اوروبا بكسل، ولكن الايرانيين نجحوا في أن يفرضوا على اسرائيل تعيين المحكمين بل وفازوا بقرار أولي بمبلغ عشرات ملايين الدولارات.

 

وكشف بار-ايلي أمس النقاب عن حقيقة أن اسرائيل طلبت من المحكمين اخفاء هوية الدول المشاركة في الاجراء، في اثناء نشر القرارات على الانترنت. وسخف المحكمون من الطلب بل وفرضوا على اسرائيل نفقات المحكمة بمبلغ نحو مليون شيكل. وفضلا عن الضرر القانوني والمالي

 

الذي لحق باسرائيل، فان الطلب يثير أسئلة قاسية عن دوافع الحكومة في فرض التعميم الكثيف على كاتسا.

 

من الصعب التحرر من الانطباع بان حكومة نتنياهو تخشى من الكشف عن اجراء التحكيم، ممن يعرضها كمن تجري اجراء قانونيا – تجاريا مع ايران. وينبغي السؤال هل الجمهور الاسرائيلي يعرف الصورة الكاملة لعلاقات حكومته مع ايران؟ وهل الى جانب تخوفه من تطوير قنبلة نووية ايرانية، نتنياهو قلق ايضا من قرار للمحكمين يلزم اسرائيل بان تعيد للايرانيين مبالغ طائلة – وبالتالي تمويل منشآتهم النووية؟ وهل توجه ايران الى الاجراء القانوني ضد "الشيطان الصغير" يدل على ان حكامها قادرون على أن يتصرفوا بعقلانية وليسوا فقط طائفة مسيحانية كما يدعي نتنياهو ومؤيدوه؟ وهل النزاع الايراني – الاسرائيلي، الذي وصل الى حافة الحرب في عهد نتنياهو، يدور ايضا على المال وليس فقط على القوة والنفوذ؟

 

وبدلا من الاخفاء، فان الجمهور يستحق رفع الرقابة العسكرية وتفسيرات من نتنياهو عن السياسة الحقيقي لاسرائيل تجاه ايران.