للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، تفشل إسرائيل في الإقناع بأن تجربة صاروخ «حيتس» قد نجحت، والأدهى أنها تحاول إخفاء ذلك. وإذا كانت أجهزة الإنذار الروسية هي من أظهر الفشل الإسرائيلي في المرة الأولى، فهل يمكن أن تكون الخلافات السياسية مع الإدارة الأميركية وراء إظهار الفشل الجديد هذه المرة؟
عموماً، كان مقرراً في وزارة الجيش الإسرائيلية أن يطلق أمس صاروخ «حيتس 3» في إطار التجارب النهائية قبيل إدخاله الخدمة الفعلية، غير أن ذلك لم يتم. وقد تم إطلاق الصاروخ المستهدف من دون أن ينطلق صاروخ «حيتس»، بعدما تبين وجود مشاكل فنية حالت دون انطلاقه.
وادعت الأوساط الإسرائيلية أن «ظروف إطلاق صاروخ حيتس لم تنضج». وكانت هذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها تجربة صاروخ «حيتس» بعد الفشل الذي وقع في أيلول الماضي.
وأعلنت وزارة الجيش الإسرائيلية أنه كان مقرراً أمس، إجراء تجربة يطلق في إطارها صاروخ مستهدف باتجاه البحر تمهيداً لاعتراضه من جانب منظومة صواريخ «حيتس 3». ولكن صاروخ «حيتس 3» لم يطلق وتم تغيير هدف التجربة وقصرها على إطلاق الصاروخ المستهدف وحده بسبب مشاكل فنية ظهرت.
ويعتقد أن الصاروخ المعترض، أي منظومة «حيتس»، لم تفلح في استيعاب الصاروخ المستهدف بسبب خلل فني، ولذلك لم تطلق الصاروخ. وقد جرت التجربة صباح أمس، في حقل التجارب المعروف «بلماخيم» على ساحل المتوسط.
وينظر معلقون إسرائيليون بخطورة إلى محاولات وزارة الجيش الإسرائيلية إخفاء الحقائق وإظهار نجاحات لم تتحقق وتكرار الأخطاء.
وكانت وكالة «رويترز» للأنباء أول من أبلغ عن النية الأصلية لوزارة الدفاع والتي لم تعلن بشكل رسمي. وطوال ساعات لم تعلق وزارة الجيش الإسرائيلية على النبأ، إلى أن عادت وخرجت لتعلن أن الظروف «لم تنضج» لإطلاق صاروخ «حيتس»، برغم إطلاق الصاروخ المستهدف من طائرة حربية إسرائيلية في عرض البحر.
وفي كل الأحوال، فإن هذه هي التجربة الفاشلة الثانية لمنظومة «حيتس» في الأشهر الثلاثة الأخيرة. وحاول مسؤولون إسرائيليون، كما في المرة السابقة، إثارة نوع من الغموض على التجربة، فأعلنوا أنها «لم تكن فاشلة ولم تحقق نجاحاً»، برغم أن جانباً من أهداف التجربة لم يتحقق. وكانت منظومة «حيتس» قد فشلت في تحقيق أهداف تجربة أجريت في أيلول الماضي، وعمدت وزارة الجيش حينها أيضاً إلى إخفاء التفاصيل لفترة طويلة.
وقد تضاربت مواقف المصادر الأمنية تجاه ما جرى. ففي مقابل من أعلن أن التجربة لم تفشل ولم تنجح كان هناك من قال صراحة إن التجربة فشلت.
وأشار موقع «ماكور ريشون» إلى أن التجربة التي أجرتها إدارة «حوما» في وزارة الدفاع بالتعاون مع الوكالة الأميركية لمكافحة الصواريخ «أم دي إيه» فشلت، برغم أن إطلاق الصاروخ المستهدف تم بنجاح.
وقد أوقف المسؤولون عن التجربة إطلاق صاروخ «حيتس» بعدما تمكنت المنظومة من تحديد الهدف بدقة. وروى أحد المشاركين لـ«رويترز» أن «العد التنازلي للإطلاق بدأ، لكن شيئاً بعد ذلك لم يحدث. لذلك اتخذ القرار بعدم تبذير إطلاق الصاروخ الاعتراضي».
وحاولت جهات إسرائيلية ادعاء أن الخلل كان لجهة الصاروخ المستهدف وأن الأسباب غير واضحة حتى الآن، في حين أن «منظومة حيتس عملت بشكل مرض». ومعروف أنه شارك في التجربة إلى جانب وزارة الجيش والوكالة الأميركية، المقاول الرئيس وهو مصنع «ملم» التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية، وشركة «ألبيت» المسؤولة عن منظومة إطلاق الصاروخ وشركة «رفائيل» التي تصنع الصاروخ المستهدف.
ومن المعروف أن منظومة «حيتس» تشكل أحد أبرز مكونات منظومة دفاع إسرائيل ضد الصواريخ، وهي المنظومة متعددة الطبقات وتشمل أربعة: «القبة الحديدية» وهي منظومة قائمة في الخدمة، ومنظومة «عصا الساحر» وهي قيد التطوير، ومنظومة «حيتس 2» وهي في الخدمة، ومنظومتي «بني ريشف» و»حيتس 3» قيد التطوير. وتشكل منظومة «حيتس 3» الطبقة الأعلى في منظومة الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ بعيدة المدى.