خبر حكايات بوغي- معاريف الاسبوع

الساعة 09:45 ص|16 ديسمبر 2014

بقلم: اسحق بن نير

(المضمون: بلا مؤيدين، كاريزما، ميزة التفكير البعيد المدى، التأثير والالهام، من الافضل لبوغي يعلون أن يعود ليسير في الحقل الاخضر بصندل ويحذر من الافاعي الحقيقية - المصدر).

دمعة لم تذرف من عيون محللنا لشؤون الظلم، حين سُئل وزير الدفاع الحرج في التلفزيون اذا كان رئيس الوزراء قد وعد بالفعل بمنصبه لنفتالي بينيت في الحكومة التالية. وتلعثم في أنه لا يجري تقسيم جلد الخروف قبل سلخه أو العكس. وقد اضطر يعلون الى الكليشيهات المجازية كي يتملص من قول الحقيقة.

 

لم يقل نصف كلمة عن خيانة نتنياهو أو عن الطمع الوقح من بينيت في كرسيه، ولم يعرب عن اي رغبة في الكفاح في سبيل مكانته. التصميم، استقلالية التفكير والشجاعة لم تعد منذ زمن بعيد جزءا من الوسائل القتالية اليعلونية. وفي الحد الاقصى نجده ينفلت بلسانه بالسخافات ضد الضعفاء مثل الادارة الامريكية وجون كيري (متى تجرأ على أن يسمي اليمين المتطرف عندنا "مسيحاني"؟). يبدو أن الامور التي ترى من هناك، لا ترى من هنا (كليشيه آخر) بحيث أنه حتى من أجل عدم رؤية الحقيقة، يفضل بوغي على ما يبدو أن يشاهدها بناظور مغطى العدسات.

 

ذات مرة، كمقاتل مجيد، لم تمنعه بزته من انتقاد بيرس أو رئيس الاركان دان حلوتس، والادخال الى القاموس السياسي المثال عن الحاجة الى انتعال حذاء عال في الكرياة بسبب الافاعي التي تملأها. أما اليوم ففي حذاء الوزير القصير نجده يسكت امام المستوطنين، الوزراء، موظفي المالية – وبينيت، الذي شكك في ادارة الحرب في "الجرف الصامد" وقال ان "وزير الدفاع هو أبو الفكرة التي تقول ان حماس مردوعة ولهذا فلن تستخدم الانفاق. وانهيارها يستدعي فحصا معمقا من أجل

 

اصلاح سلوكنا في المستقبل". وبينيت آنف الذكر يطالب بتغييره، وبيبي كفيل بان يستسلم له وبوغي عديم الوسيلة. فمن يمكنه أن يركل بحذاء قصير؟

 

بوغي تنازل عن كبريائه. ولكن كبرياءه لا يتحقق الا اذا وافق في الخفاء على اتهامات الوقح من البيت اليهودي. وعليه، فاذا ما تكتل الليكود والبيت اليهودي في عائلة واحدة، فان بيبي القابل للضغط كفيل بان ينصب كريهه بينيت وزيرا للدفاع. اما بوغي، الذي ساند رئيس الوزراء، الراشد المسؤول المتردد والخائف، قبل وفي اثناء الجرف الصامد، وجند له عشرات الاف رجال الاحتياط ممن انتظروا أسابيع دون عمل على خط غزة من أجل ردع حماس التي لم تردع؛ بوغي هذا، الذي بشر الامة بان مشكلة القيم الاكبر من الانفاق ستحل في يومين – ثلاثة ايام، ليس فيه الشجاعة لان يكشف السلوك الحقيقي لزعيمه في أيام الازمة. ربما لانه بنفسه أيد، غطى و/أو سكت – أو ربما الكشف سيفسر كابتزاز/ أو كثأر على تركه لمصيره.

 

لهذا انتقم، بسلطة وبتخويل، بمطالب مبالغ فيها لزيادة ميزانية الدفاع جدا وان كان هذا لم يساعد في الانتصار و/أو الردع، وعندما حاولت المالية الاعتراض، جاءت التهديدات بتعطيل الوحدات. هيئة الاركان كنقابة من شأنها في المرحلة التالية أن تبادر الى احتجاج خيام.

 

وسواء جلس بينيت في كرسيه (لا سمح الله) او قامت حكومة اكثر توازنا، ليس ليعلون ما يبحث فيه في السياسة. فبلا مؤيدين، كاريزما، ميزة التفكير البعيد المدى، التأثير والالهام، من الافضل له أن يعود ليسير في الحقل الاخضر بصندل ويحذر من الافاعي الحقيقية.

 

ملاحظة: مشكوك أن يحظى يعلون بمعاملة شريرة، متعالية ومليئة بالضغينة في برنامج "يومان" في القناة الاولى مثلما حظيت به تسيبي لفني يوم الجمعة الماضي لدى آييلا حسون. شيء ما شوش الرادار الصحفي لدى حسون في بداية حملتها الشخصية ضد غابي اشكنازي، تعاظم منذ عينت مديرة قسم الاخبار في القناة المتفككة. عديمة الصبر تجاه ضيوفها ومحلليها ممن تختلف اراؤهم وتقديراتهم، معلبة في ارائها ومقاطعة لاقوال الاخرين. آييلا أكبر.