خبر 2014 أسود على القطاع الصحي بغزة وتباين الآراء حول 2015

الساعة 03:10 م|15 ديسمبر 2014

غزة- (خاص)

تعرض قطاع غزة عام 2014 لأزمات متعددة ومتراكمة منذ بدايته وحتى نهايته وما "زاد الطين بلة" الأوضاع الصحية التي تأزمت وتفاقمت بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع والتي استمرت نحو 51 يوماً والتجاذبات الساسية الداخلية.

فقد اتفق الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الدكتور أسامة النجار والدكتور نصر التتر مدير عام مجمع الشفاء الطبي في القطاع بأن القطاع الصحي في غزة كان سيء وأسود في كثير من الأمور وخاصة بعد الحرب الصهيونية على القطاع واستهداف المستشفيات وطواقم الإسعاف.

لكن النجار والتتر اختلفا في توقعاتهما للعام القادم حيث توقع النجار بأن يشهد عام 2015 تطوراً على صعيد القطاع الصحي في غزة من حيث البناء وأعمار المستشفيات وتوظيف الكوادر الصحية وإعادة ترتيب السلم الوظيفي بينما توقع التتر بان يكون عام 2015 عاماً أسود إذا استمر تجاهل حكومة الوفاق الوطني لقطاع غزة ومستحقات الشركات العاملة في الأمور التشغيلية للوزارة وما نهاية العام الحالي دليلاٌ على ذلك.

2014 سجل ايجابيات وسلبيات

من جهته أكد الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الدكتور أسامة النجار أن عام 2014 كان ايجابياً (بالضفة الغربية) خاصة في الربع الأول من العام وسلبياً (قطاع غزة) في الربع الأخير من العام نفسه.

وأوضح د. النجار في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، أن وزارة الصحة حققت تطورات في مجالات عدة بالضفة أبرزها بناء مستشفيات جديدة وشراء أجهزة جديدة وإدخال خدمات لم تكن موجودة وتوظيف كوادر طبية خاصة جراحين أدت لتقليل إجراء عمليات جراحية في المستشفيات الإسرائيلية ما أدى لتقليل المديونية على الوزارة.

ولفت إلى أن من ضمن الايجابيات أيضاً تعديل نظام الأدوية وتخفيض مديونية الوزارة لنحو 100 مليون شيكل وتسديدها، وتعديل رواتب الموظفين وزيادة علاوات عمل وعلاوات إضافية".

وقال النجار: "مديونية الوزارة في العام السابق كانت نحو 700 مليون شيكل بينما عام 2014 بلغت 600 مليون شيكل وهذا يدلل على أن الوزارة خفضت المديونية إلى 100 مليون شيكل بسبب تقليل العلاج بالخارج".

الصحة تورد لغزة الأدوية والمستلزمات

وفيما يتعلق بقطاع غزة عام 2014 أكد أن وزارة الصحة لم تتوقف في يوم من الأيام خاصة أثناء سنوات الانقسام وحتى اللحظة من توريد الأدوية للقطاع فهو جزء من الدولة الفلسطينية لكن تشكيل حكومة الوفاق زادت من المسؤوليات على الوزارة، والحرب الإسرائيلية التي استمرت 51 يوماً استنزفت القطاع الصحي بطواقمه العاملة والمستشفيات التي تعرضت للدمار.

وقال النجار: "منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة قامت وزارة الصحة بتشكيل لجنة رباعية لإنهاء الأزمات في القطاع الصحي بغزة كما أرسلت الوزارة نحو 47 شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الصحية لإنعاش القطاع الصحي".

وأشار إلى أن الوزارة أرسلت خلال الحرب الصهيونية نحو 140 مليون شيكل أدوية ومستلزمات ومعظمها من الدول المانحة، إضافة إلى 30 مليون دولار قطع غيار للمولدات الكهربائية وغيرها ما أدى لإيقاف القطاع الصحي على قدميه.

موازنة الوزارة وأزمات غزة

وفيما يتعلق بأزمة القطاع الصحي في غزة خلال الأشهر الماضية أكد النجار أن السلطة الفلسطينية وضعت عام 2013 ميزانية للوزارة ولا يحق للوزارة تجاوزها وفقاً للقانون وبعد تشكيل حكومة الوفاق شكلت ميزانية قطاع غزة عبئ على الوزارة حيث أنها لم تكن تعلم ولا علم لها بعقود وزارة الصحة السابقة في حكومة غزة السابقة لذلك الأزمة قائمة ولم تنتهي".

وشدد على أن وزارة الصحة لعام 2015 ستشهد تطورات متعددة في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك بعد إدراج قطاع غزة في ميزانية الوزارة للعام 2015 حيث أن قطاع غزة يشكل ما نسبته 40 % من ميزانية الوزارة، مبيناً أن ميزانية وزارة الصحة من الميزانية العامة للدولة تشكل 12 %".

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية للقطاع أوضح الدكتور النجار أن هناك خطة عاجلة لتوريد كل ما يلزم القطاع من أدوية ومستلزمات وقطع غيار وزيادة كوادر طبية، مشيراً إلى أن اللجنة الرباعية المكلفة بإنهاء أزمة نحو 6300 موظف من إعادة توظيف نحو 2300 موظف وتسوية أوضاع 4000 موظف عينوا في ظل حكومة غزة السابقة، إضافة إلى تطوير المستشفيات وبناء أخرى خاصة في مناطق نائية لأن الحرب علمتنا الكثير".

كما كشف عن أطروحات من دول أوروبية على رأسها "سويسرا" لمساعدة القطاع الصحي أهمها وضع آلية للتقاعد المبكر واستيعاب كوادر طبية جديدة وتعديل الترتيب الوظيفي للموظفين.

حكومة الوفاق زادت الأزمات

من جهته أكد الدكتور نصر التتر مدير عام مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة أن عام 2014 شهد أيام صعبة وظروف سيئة على القطاع الصحي حيث زادت الأزمات حتى أصبحت مركبة فمنذ بداية العام والقطاع الصحي يشهد أزمات متتالية.

وأوضح التتر في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، أن أهم الأزمات التي واجهت وزارة الصحة في قطاع غزة هي تقديم خدمات النظافة وتقديم خدمات الطعام والغسيل وتأهيل المرضى وخدمات الوقود والكهرباء وقطع الغيار والأقمشة والملبوسات علاوة على أزمة نقص الدواء كل تلك الأزمات تعصف بالقطاع الصحي وهي أزمات ظهرت قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني".

ولفت الدكتور التتر إلى أن الأزمات السابقة زادت وتفاقمت وأصبح المواطن أكثر معاناة من ذي قبل بعد تشكيل حكومة الوفاق التي أهملت وتجاهلت القطاع الصحي في المحافظات الجنوبية وفقاً لقوله.

وقال التتر: "إن أكثر الأزمات صعوبة وشدة على المرضى هي أزمتا النظافة والطعام حيث لا يوجد مكان في مستشفيات قطاع غزة إلا وأصبح مكرهة صحية ومأساوية بسبب القمامة كما أصبح المريض متسولاً لعدم توفر الطعام له"، مشيراً إلى أن المريض والعاملين في المستشفيات أصبحوا يتلقوا وجبات الطعام من جمعيات خيرية بدلاً من وزارة الصحة.

وأكد التتر أن الوزارة أوقفت إجراء العمليات الجراحية في مستشفيات قطاع غزة والرعاية الأولية وذلك لأن غرف العمليات تعج بالمكرهة الصحية والدماء الملوثة والتي لا تزال ملتصقة بالجدران والأرضي، مبيناً أن الوزارة أوقفت نحو 800 عملية جراحية مجدولة.

وأضاف، التلوث البيئي أعطى فرصة لزيادة الإصابة بالعدوى في بعض الحالات المرضية.

2015 أسود

وفيما يتعلق بتوقعاته للعام 2015 فقد اختلف التتر مع سابقه النجار حيث أكد التتر أن العام القادم إذا استمرت حكومة الوفاق بنفس السياسة بالتعامل مع الصحة في غزة وهي الإهمال فإن العام سيصبح أسود بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وفقاً لقوله.

وشدد أنه وفقاً للقانون فعلى وزارة الصحة أن تطرح مناقصات الأمور التشغيلية بالوزارة من شركات الطعام والنظافة والغسيل وغيرها قبل 40 يوماً من بداية العام الجديد وها نحن على بعد 15 يوماً ولم تطرح الوزارة أي شيء لكي تضعها ضمن موازنتها العامة فكيف سيكون العام القادم؟؟".

وقال التتر: "على حكومة الوفاق تحمل مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) كما تقدم الخدمات للمحافظات الشمالية".

ومن الجدير ذكره أن شركات النظافة في قطاع غزة أوقفت العمل في مستشفيات القطاع لعدم تلقيها رواتب الموظفين منذ شهور عدة، ما أفضى بكارثة صحية وبيئية في المستشفيات حيث تقوم عائلات ومؤسسات وأحزاب وشركات حتى شباب من حركة فتح نفسها قاموا بتنظيف المستشفيات من القمامة.

من جهته قال الناطق باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة في تغريدة له عبر موقع الفيسبوك: "إن مرافق الوزارة بانتظار أزمات شديدة تُضاف للأزمات الحالية نهاية عام 2014، الذي تنتهي فيه العقود الموقعة مع شركات عديدة تقدم خدمات هامة داخل مشافي القطاع".