خبر «الليكود» يخشى عودة «اليسار» إلى الحكم

الساعة 06:49 ص|15 ديسمبر 2014

القدس المحتلة - وكالات

لقي تلميح وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، إلى عدم استبعاده التصويت لرئيس حزب «العمل»، يتسحاق هرتسوغ، في منصب رئاسة الحكومة، ردود فعل قاسية من اليمين الإسرائيلي. فاستغل عدد من قيادات «الليكود» هذا الموقف بهدف الترويج لمقولة أن التصويت لحزب «إسرائيل بيتنا» الذي يترأسه ليبرمان، يعني حكماً التصويت لعودة اليسار إلى الحكم، عبر ترؤس هرتسوغ رئاسة الحكومة المقبلة.

وتنبع أهميّة موقف ليبرمان من إمكانية أن تكون توصيته باسم رئيس الحكومة مرجّحة، في ظلّ حقيقة أنّ معسكر اليمين سيفقد الأغلبية في الكنيست دون كتلة «إسرائيل بيتنا»، كما تؤكد استطلاعات الرأي.
مع ذلك، يبقى السؤال حول خلفية هذا الموقف الذي أدلى به رئيس «إسرائيل بيتنا»، وهل كان يهدف إلى الضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في محاولة لممارسة المزيد من الابتزاز، وذلك لرفع ثمن انضمامه إلى الحكومة المقبلة؟ أم أنه فعلاً لا يستبعد التوصية باسم هرتسوغ أمام رئيس الدولة، الذي يكلف أحد أعضاء الكنيست لتشكيل الحكومة، بعد إجراء مشاورات نيابية، كما ينصّ قانون أساس الحكومة، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤلات عن خلفية هذا الموقف وأسبابه الحقيقية.
ردود فعل قيادات «الليكود»، هدفت إلى الاستفادة من الفرصة التي وفَّرها موقف ليبرمان، وخاصّة أن «الليكود» يعاني تسرّب ناخبيه نحو الأحزاب اليمينية المنافسة، وتحديداً تلك التي تعلن أنها ستوصي بنتنياهو رئيساً للحكومة المقبلة. في المقابل، يحاول الأخير أن يقنع الناخبين بمقولة أن رئيس الحكومة القوي هو الذي يترأس كتلة قوية.
مقابل ذلك، وصف ليبرمان ردود فعل قيادات حزب «الليكود» بـ«الهستيرية»، والأمر نفسه ينسحب على حزب «البيت اليهودي». وأكثر ما توقف ليبرمان عنده، اعتبار أن التصويت لحزبه سيجيء بحكومة يسارية، فرأى أن «هذا الأمر يثير الضحك فعلاً». كما رأى أن مشاركته في أي حكومة تضفي عليها «أجندة وطنية». وتوقع وزير الخارجية أن يحصل «إسرائيل بيتنا» على 15 مقعداً في الكنيست خلال الانتخابات المقبلة، لكن استطلاعات الرأي تتوقع له ما بين 8 إلى 10 مقاعد حتى الآن، مع الإشارة إلى أنه فاز بـ11 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، من ضمن كتلة مشتركة مع «الليكود» التي نالت 31 مقعداً.
وكان «الليكود»، قد ردّ في بيان أصدره على ليبرمان الذي انتقد أداء نتنياهو خلال الحرب، بالقول إنّ رئيس الوزراء «أدار المعركة بتصميم ومسؤولية بالتعاون مع وزير الأمن موشيه يعلون ورئيس أركان الجيش بني غانتس، ولم ينجر خلف اقتراحات غريبة الأطوار».
وقد أعلن ليبرمان مواقفه، التي أثارت عاصفة سياسيّة في إسرائيل، خلال منتدى «السبت الثقافي»، مشيراً فيها إلى أنه ليس مع الذين يرفعون شعار «لا لنتنياهو»، وفي الوقت نفسه «لا يستبعد أي مرشح لرئاسة الحكومة، سواء نتنياهو، أو رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ». لكنه نفى في المناسبة نفسها إمكانية عقد تحالف مع موشيه كحلون، ومع «يوجد مستقبل»، مؤكداً أنه سيخوض الانتخابات وحده، ثم انتقد ليبرمان أداء نتنياهو خلال الحرب، متّهماً إيّاه بأنه «لم يتخذ موقفاً حازماً بما فيه الكفاية ضد حماس... وقد تمّ جرّنا، في حين كان ينبغي عدم جرّنا والمبادرة».
في كلّ الأحوال، تتواصل عمليات الضم والفرز في الساحة الحزبية الإسرائيلية. وبعد اتحاد «العمل» و«الحركة»، والإعلان عن حزب «كلنا» برئاسة موشيه كحلون، القيادي السابق في «الليكود»، يواجه معسكر اليمين تحديات تحدد استمرار وحدة بعض كتله. وتفيد التقارير الإعلامية بأنّ حزب شاس على وشك الانشقاق، للمرة الأولى منذ تأسيسه قبل نحو 30 عاماً. وأيضاً تشهد كتلة «البيت اليهودي» حالة من الاهتزاز والخلافات الداخلية تهدد استمراره ككتلة واحدة، وهو ما يساهم في اتساع نطاق تشظي مجمل الساحة الحزبية الإسرائيلية عامّة، واليمين خاصة.