خبر هذا المساء في المقاطعة- يديعوت

الساعة 10:06 ص|14 ديسمبر 2014

هذا المساء في المقاطعة- يديعوت

الرئيس مع الظهر الى الحائط

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: للسيسي من مصر ولعبدالله من الاردن توجد مصلحة قوية الا تحطم رام الله الاواني حتى ما بعد الانتخابات عندنا وحتى يحطما رأس حماس - المصدر).

 

ليس بسيطا النهوض في المقاطعة في رام الله والاعلان عن وقف التنسيق الامني مع اسرائيل. فقد ولد هذا التنسيق في اتفاقات اوسلو، التي أدت الى اعتراف متبادل ووعود احتفالية بالسلام بيننا وبين الفلسطينيين. ومنذئذ تعلم الطرفان كيف يعيش الواحد مع الاخر في ظل الثقوب الكبرى لاتفاقات اوسلو. فقد ذاب الاعتراف المتبادل، وبدلا من السلام، نرى تكثيفا للمستوطنات واستفزازات عنيفة، دون حل في القدس. سرنا مع ابو مازن الى الانجاز الديمقراطي المشكوك فيه في نقل الحكم في غزة الى أيدي حماس.

 

التنسيق الامني هو لب لباب اتفاقات اوسلو، والموضوع الاكثر اهمية، والاكثر حساسية، بين رام الله والكرياة (وزارة الدفاع) في تل أبيب. كل ما يتعلق بالاحباط، بالحفاظ على كرسي وسلامة الرئيس وحي موضعي للمشاكل التي من شأنها ان تشعل نارا كبيرة. لولا التنسيق اليومي السري، لولا مشاركة "الشاباك" (المخابرات الاسرائيلية) في احباط العمليات واعتقال نشطاء حماس، لا يمكن لاحد أن يضمن لابو مازن ان يبقى لسنوات طويلة بهذا القدر دون ان تسقط

 

شعرة من رأسه. في هذه اللعبة المزدوجة، يشكو ابو مازن من اسرائيل (ولديه بالتأكيد اسبابه)، ومن جهة اخرى، فانه ذو دين كبير.

 

هذا المساء ستجتمع القيادة في المقاطعة. ثلاثة من مقربي ابو مازن يقسمون على أنه بعد حادثة موت الوزير زياد أبو عين، لم يعد هناك ما يمكن الحديث فيه مع "الشاباك" والادارة المدنية. من ناحيتهم، التنسيق الامني مات، او في افضل الاحوال سيدخلونه الى حالة تجميد حتى اشعار آخر. ولكن ينبغي الانتباه الى أن ابو مازن يلتف بالصمت. فوزير الخارجية الامريكي كيري، الرئيس السيسي والملك الاردني عبدالله رفعوا الهواتف في نهاية الاسبوع، كي لا يركضوا شوطا بعيدا. فللسيسي ولعبدالله توجد مصلحة قوية الا تحطم رام الله الاواني حتى ما بعد الانتخابات عندنا وحتى يحطما رأس حماس.

 

أبو مازن يتأرجح. من جهة هو رئيس بلا انتخابات في الافق. احد لن يضغط، ولا حتى الادارة الامريكية التي تتباهى بالديمقراطية لاجراء انتخابات تنتهي بمفاجأة سيئة. من جهة اخرى، هو رئيس بلا جماهير تركض خلفه في الشوارع وبلا انجازات. السجناء لم يتحرروا. الاراضي لم تستعاد، والاقتصاد لم ينهض. وحتى المدينة المخطط لها روابي لم ينجحوا في فتحها. والمزيد فالمزيد من الناس يسمعون كلمتي "راحت فلسطين". واذا كانوا قالوا حتى الان "راحت" عن كل خسارة وفشل فانهم الان يقصدون ان فلسطين اختفت – ذهب الامل في اقامة دولة – والمسؤولية تقع على كتفي أبو مازن الهزيلين.

 

أصدق أبو مازن بانه لا يريد اشعال الضفة. وهو يسعى الان الى الحصول على الاعتراف الذي فقده في اوسلو عبر مؤسسات دولية. ليس بسيطا. كما أنه ليس بسيطا العيش في فراغ أمني. اذا لم ينجح في تسويق صورة الجار الطيب، فسيحاسبونه. عبدالله من الاردن والسيسي من القاهرة يحذرانه من صلاح العاروري في تركيا، الذي يعمل على تطوير وتعزيز حماس. وقد أعطت الاستخبارات الاسرائيلية منحة مجانية للقصر في الاردن، و 31 من نشطاء حماس القي بهم الى السجن الى جانب أمين عام حماس الاردني. فقد خططوا لتهريب السلاح الى الضفة، للقيام بعمليات في الاراضي الاقليمية لابو مازن واسقاطه مع مؤسسات الحكم. في مصر، قصة مشابهة، موجة اعتقالات كبرى في اعقاب معلومات استخبارية وأزمة مع اردوغان، سيد حماس.

 

هذا المساء في رام الله يتعين على ابو مازن ان يجد الابتكار للسير على المسارين دون ان يتدحرج في المنزلق. ويقال له منذ الان ان ينتظر بصبر الاستطلاعات ليرى ما هي فرص هرتسوغ –

 

لفني ومن سيشكل الكتلة. وهو يعرفهم واحدا واحدا، وهو بالتأكيد يعتزم التدخل في الانتخابات،