خبر العنوان: ديمقراطية لغرفة الاولاد- هآرتس

الساعة 10:05 ص|14 ديسمبر 2014

العنوان: ديمقراطية لغرفة الاولاد- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ميزانية الامن والاحتلال الاسرائيلي هما بقرتان مقدستان، وهما خارج حدود اللعبة الديمقراطية في اسرائيل - المصدر).

 

بدأت تظهر فرصة لتغيير الحكم في اسرائيل والتلهف كبير. لكن امكانية وجود حكومة برئاسة اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني تشعل الخيال: نهاية التشريع الغير ديمقراطي، توقف في عملية لفظ عرب اسرائيل، كبح موجات العنصرية والقومية، المطاردة، اعادة محكمة العدل العليا الى مكانها، استئناف المفاوضات السياسية، اضعاف زعران اليمين في الكنيست. تتشكل في الأجواء أشياء جميلة، رياح لزمن آخر، تبعث على الأمل، العالم ايضا سيصفق ويضم اسرائيل الجديدة، هذا اذا قامت. كل مُحب للديمقراطية يجب أن يفرح من اجلها.

 

ولكن هذه الفرحة المبكرة يجب وضع حدود لها – حدود الديمقراطية الاسرائيلية. آن الأوان للاعتراف بأن اللعبة الديمقراطية الاسرائيلية تقتصر فقط على ما يحدث في غرف الاولاد. فالعمليات الانتخابية الأكثر مصيرية كتلك التي أمامنا هي عمليا لعب أولاد، الشعب ينتخب، والسلطة تتغير (أو لا تتغير) "يسار" و "يمين" والفوارق الكبيرة بينهما – أما الفيلين الحقيقيين اللذين

 

في مركز البيت لا أحد يتحدث عنهما. لا أحد يتجرأ. يمين ويسار، بيبي وبوغي – إنهما نفس الشيء.

 

الاحتلال الاسرائيلي وميزانية الامن، ميزانية الامن والاحتلال الاسرائيلي. هذان العملاقان في الواقع الاسرائيلي يقرران مصير الدولة في كافة المجالات تقريبا، إنهما خارج النطاق. خارج النقاش الجماهيري الحقيقي، فهما ليسا على الطاولة. وقد أُعلنا منذ زمن كمنطقة عسكرية مغلقة، منطقة اطلاق النار، يُمنع الدخول اليها. لا يستطيع أي سياسي جدي التطرق اليهما، لا أحد يتجرأ. هذان الورمان المرتبطان ببعضهما البعض أُضيفت اليهما المستوطنات التي تتسع وتنمو تحت أي حكومة – أي حكومة – بدون تمييز. ايضا في العمليات الانتخابية لا أحد يتطرق اليهم وكأن هناك أمر يمنع الكلام. وحتى الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011 لم يجرؤ بأن يتحدث عنهم. الرجاء عدم الازعاج، نحن نتحدث عن ضريبة قيمة مضافة صفر – عن الفواكه وعن الشقق السكنية، احتجاج جبن الكوتج أو احتجاج الميلكي. لو جاء مراقبون غرباء الى هنا لكانوا سيُصدمون: عن ماذا تتحدثون، عن ماذا؟.

 

يوجد منطق في كون الموضوعين الكبيرين لا يتم الحديث عنهما في العملية الانتخابية: كل سياسي اسرائيلي مُجرب يعرف أنه لا توجد فرصة لتغييرهما. كل رئيس حكومة اسرائيلي يستطيع الخروج بسهولة للحرب كل سنتين، والتسبب بأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة كل ساعتين، لكنه لا يستطيع بأي شكل من الاشكال تقليص ميزانية الامن أو المس بالاحتلال والمستوطنات. كل شيء مشمول باستثناء هذين الوحشين الآخذين بالازدياد مع الوقت وهما يغطيان على الدولة كلها بسرعة مخيفة.

 

كان اثنان أو ثلاثة من رؤساء الحكومة وضعا أيديهم في النار، هؤلاء ايضا لم يفعلوا ذلك بمستوى وجرأة مطلوبين. مناحيم بيغن انسحب من سيناء وبنى 100 ألون موريه، واسحق رابين لم يتجرأ على اخلاء حتى مستوطنة واحدة، واريئيل شارون قام باخلاء غزة من اجل تعزيز الاحتلال في الضفة. أما الباقون فلم يتجرأوا على المحاولة. ولم يغير أحد الأولويات في الميزانية بطريقة تسمح بتشكيل اسرائيل اخرى.

 

هرتسوغ ولفني ايضا لن يفعلا ذلك. لا أمل. حاولوا القول: "رئيس الحكومة اسحق هرتسوغ" – هذا يظهر كشيء طبيعي. الآن حاولوا قول: "رئيس الحكومة اسحق هرتسوغ سيخلي الضفة من المستوطنات ويقلص ميزانية الامن" – وستموتون من الضحك. ليس صدفة أن زعيمي

 

اليسار – الوسط لم يتطرقا لذلك في المؤتمر الصحفي، فهما يعرفان أن التعامل مع هذه المواضيع أكبر منهما ومن شجاعتهما. ويعرفان ايضا ما هو مسموح لهما وما هو ممنوع، ويعرفان جيدا حدود اللعبة الديمقراطية في اسرائيل.