المحللان اتفقا في التقييم والتوقع واختلافا بالأسباب التي أدت لتدهور المصالحة

خبر المصالحة تدهورت صحتها في 2014 وتوقعات بنقلها لـ« الانعاش » في 2015

الساعة 03:15 م|13 ديسمبر 2014

غزة

  اتفق محللان سياسيان أن عام 2014 كان نكسة جديدة للمصالحة الفلسطينية على الرغم من أن هذا العام تخلله اتفاقان رئيسيان عُرفا باتفاق "القاهرة 2014" واتفاق "الشاطئ" علاوة على عشرات الاتصالات واللقاءات الهادفة لدفع عجلة المصالحة.

 لكن المحللان اختلفا بالأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع المصالحة الفلسطينية خلال العام 2014، حيث نسبها الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إلى ضعف اتفاق"الشاطئ" والذي اعتبره "اتفاق إجرائي" بحت غير مبني على قواعد سياسية راسخة في التعامل مع الواقع والاحتلال الإسرائيلي، لكن الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف ارجع تدهور أوضاع المصالحة وعدم تقدمها لشخصية محمود عباس الذي وصفه بـ"المعطل" لحركة المصالحة وتَقَدُمِها؛ وذلك بسبب نفسيته وسياسته القائمة على إقصاء الآخر.

 وكانت حركتا حماس وفتح اتفقتا في أواخر شهر ابريل 2014 على إنهاء الانقسام وتثبيت أركان الوحدة الفلسطينية عبر سلسلة من الخطوات كان أولها تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية، وتفعيل لجنة المصالحة المجتمعية، والتأكيد على تطبيق الحريات، وتفعيل المجلس التشريعي.

كما وابرم اتفاق في أواخر شهر سبتمبر بالقاهرة مكمل لاتفاق الشاطئ بعد تعثر المصالحة في حينها، وبعد ذلك طرأ تعثر على المصالحة الفلسطينية والعلاقات بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد وقوع التفجيرات التي استهدفت منصة إحياء ذكرى استشهاد أبو عمار وبيوت قادة حركة فتح بغزة، حيث اتهمت فتح حماس بالوقوف ورائها والتستر على الفاعلين فيما نفت الأخيرة تلك الاتهامات، وتبع ذلك تصريحات إعلامية توتيرية أثرت سلباً على المصالحة.

 

2014: التقييم سلبي 

 عوكل يقول:"التقييم للمصالحة الفلسطينية خلال العام 2014م من ناحية تطورها والعلاقة بين الفيصلين سلبي للغابة للأسف، حيث لم تتطور حالة المصالحة بين الفيصلين ولم تطبق استحقاقات المصالحة سوى تشكيل حكومة الوفاق".

 ويضيف عوكل:"المصالحة بين حركتي حماس وفتح للأسف كانت فاشلة بسبب أن الاتفاق جاء إجرائي، ولم يكن ناتج عن اتفاق سياسي".

 ويوضح أن عدم استناد الاتفاق لبرنامج سياسي محدد وموحد اذهب قوة المصالحة وأصابها بعثرات عدة، مؤكداً أن الأجدر بحركتي حماس وفتح الاتفاق على برنامج سياسي وإستراتيجي موحد.

 وتابع :"ما عطل اتفاق الشاطئ الإجرائي هو ان حركة حماس لديها نظام حكم قائم ولديها ذراع امني وعسكري في غزة والسلطة كذلك في رام الله لذلك كان من الصعب الدمج والتخلي عن السلطة والمرافق في غزة والضفة".

 "كما أن حركتي حماس وفتح تستندان إلى إستراتيجيات تحررية مختلفة لا يمكن تقاطعها في برنامج موحد، حيث أن إستراتيجية حماس تقوم على ان المقاومة العسكرية وعدم الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات المبرمة معها هي الخلاص من الاحتلال، وفتح ترى ان المفاوضات والمقاومة السلمية هي السبيل للتخلص من نير الاحتلال، نحن أمام انقسام برنامجي استراتيجي (..) المشكلة والمعطل الأساسي للمصالحة هو اختلاف الاستراتيجيات بين قطبي الحكم في فلسطين"، قول عوكل.

 وفي توقعاته للعام 2015م جاءت سلبية لفقدانها للمعطيات الدافعة من وجهة نظره للمصالحة وهي الاتفاق على برنامج سياسي موحد للحالة الفلسطينية في صراعها مع الاحتلال، حيث قال :"أتوقع أن تشهد المصالحة عثرات كبيرة لنفس الأسباب في العام 2014 حيث الاختلاف في البرامج السياسية".

 وبين ان مصير وتطور المصالحة الفلسطينية مرتبط بالوضع الميداني مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً أن الاشتباك والصراع مع العدو الإسرائيلي من شانه ان يفضي إلى إذابة الجليد بين الفرقاء ودفع عجلة المصالحة.

 

2015: توقعات سلبية

الصواف اتفق مع سابقه عوكل في تقييمه لحالة المصالحة الفلسطينية لكنه أختلف معه بأسباب تدهورها، حيث يرى الصواف أن الرئيس الفلسطيني والقائد العام لحركة فتح محمود عباس هو المعطل للمصالحة الفلسطينية، مشيراً ان ذلك يرجع إلى شخصيته الإقصائية التي ترفض الآخر الفلسطيني.

 وقال :"المصالحة في عام 2014 شهدت عثرات عدة أفتعلها محمود عباس في محاولة منه لإقصاء حركة حماس عن المشهد الميداني والسياسي الفلسطيني (..) عباس يريد الاستفراد بالساحة السياسية والميدانية الفلسطينية لتنفيذ إملاءات صهيونية وهي التخلص من المقاومة الفلسطينية".

 وأضاف :"عباس لم يلتزم باتفاقات المصالحة الموقعة مع حركة حماس ويحاول التهرب من استحقاقات المصالحة ويتعامل مع الشعب الفلسطينية وفقاً لقانون فرعون الذي يقول فيه (أنا ربكم الأعلى)".

 وفي توقعاته لعام 2015م بين ان المصالحة ستشهد تعثر واضح بفعل سياسيات عباس الإقصائية الرافضة للآخر، مبيناً أن المصالحة من الممكن أن تتعافى في حال راجع عباس خياراته وحساباته وعاد إلى حضن وطنه "وقتها من الممكن أن نقول أنه يوجد أمل في إنهاء الانقسام حقيقية لا قولاً وفعلاً لا نظرياً".

 واختلف مع سابقه في أن اتفاقات القاهرة والشاطئ كانت إجرائية، موضحاً أن حماس وقعتها من منطق القوة ولم تكن مضطرة الى اتفاق إجرائي وإنما وقعت الاتفاق من موقع القوة ووفق رؤية سياسية وطنية، لكن العلة تكمن وفق الصواف في "أن فريق فلسطيني لا يريد إنهاء الانقسام".