خبر بلا صخب- معاريف

الساعة 09:49 ص|11 ديسمبر 2014

بلا صخب- معاريف

بقلم: الون مزراحي

(المضمون: ثلاث مسائل يجب أن تركز عليها الانتخابات القادمة: ماذا تعتزم اسرائيل عمله مع عرب المناطق وشرقي القدس، هل يكون هنا سوق حرة، وكيف تكف السياسة عن أن تكون اداة لتحقيق المصالح الشخصية والفئوية - المصدر).

 

من ينظر الى الحرب الدعائية التي بدأت منذ الان استعدادا للانتخابات، كفيل بان يعتقد بانه يوجد في اسرائيل جملة من المدارس الثقافية المليئة كل منها بعشرات الحلول الابداعية للمشاكل المعقدة التي تمر بها الدولة العبرية. اما الحقيقة فلا يوجد في اسرائيل سوى ثلاث مسائل سياسية هامة. كل ما تبقى هو صخب؛ جلبة اعلامية وشخصية ينتجونها بلا انقطاع للتغطية على انعدام الفعل وانعدام الرؤيا الحقيقية في هذه المسائل. وهاكم هي المسائل:

 

1. الفلسطينيون. ماذا تعتزم اسرائيل عمله مع قرابة 3 مليون عربي في يهودا والسامرة وفي شرقي القدس؟ تجنيسهم؟ طردهم؟ ضم الارض حولهم واحتجازهم في معسكرات اعتقال مدينية كبرى؟ على مدى 47 سنة تتحكم اسرائيل بحياة ملايين بني البشر، وليس لديها جواب أو موقف واضح عما تعتزم عمله بهم. وانعدام الجواب هذا هو تشجيع دائم لعدم الاستقرار واليأس السياسي

 

عندهم، ازدهار نظريات عنصرية عندنا وكراهية اسرائيل في العالم. لا وليس لانه ينقص تطرف ديني ذاتي او لاسامي في العالم، ولكن انعدام المبالاة من جانب اسرائيل تجاه مصير ملايين الناس الذين يوجدون تحت سيطرتها هو أمر لا يقبله العقل. اسرائيل ملزمة بان تقرر ماذا تفعل مع الفلسطينيين.

 

2. سوق حرة أم اقتصاد مخطط؟ وفي كلمتي "سوق حرة" المقصود هو الاقتصاد الذي تسمح السلطة له بحرية العمل. أي: جمارك منخفضة، ضرائب منخفضة، قليل من البيروقراطية الحكومية، رمز ضريبي بسيط وواضح والتقليص الى الحد الادنى من السلطات التي يحتك بها التجار، المستثمرون وارباب العمل في عملهم الجاري. اما الاقتصاد المخطط فمعناه: لجان كبرى، قطاع عام منتفخ، هستدروت مع قوة غير محدودة، مطارات وموانيء تسيطر عليها "ميليشيات ضريبية" كما يسميها عن حق كثير غي رولنيك.

 

3. أخ كبير أم لجنة بيت موسع؟ هذه المسألة، الحرجة جدا، تكاد لا تحظى بموقف من الاطراف السياسية العاملة في اسرائيل. نأخذ الانطباع بان كل المتنافسين في السياسة الاسرائيلية، من كل الاحزاب، يرون في السياسة أداة لتقدمهم الشخصي، واكثر من ذلك اداة لتقدم مجموعة الرفاق الاوسع خاصتهم. والنتيجة هي حكم لا يكف عن النمو، لان الجميع يقاتلون على احتلال الوظائف العامة ويعقدون بينهم وبين انفسهم اتفاقات لا يقيلون فيها اولئك الذين من كانوا قبلهم.

 

بالطبع، في كل حملة انتخابات تصبح الحرب بين الجماعات اشد وكي تميز نفسها الواحدة عن الاخرى تحتاج الى كلمات أكبر فأكبر لوصف الفروقات التي باتت غير منظورة للعيان. في السطر الاخير، كلها مشاركة في خلق حكم كبير ومعقد وقامع. دون الحديث عن هذه المسائل الاساس فان كل ما سيكون لنا هو تشهيرات وضجيج اعلامي لا يتوقف. لعله حان الوقت للبدء في الحديث فيها.