خبر الامن للقدس- يديعوت

الساعة 09:48 ص|11 ديسمبر 2014

الامن للقدس- يديعوت

نعم للفصل، لا للاستفزاز

بقلم: داني ياتوم

لواء احتياط، رئيس الموساد ومستشار رئيسي الوزراء رابين وباراك

 

في المفاوضات مع الفلسطينيين، الاردن وسوريا سابقا

 

(المضمون: على الحكومة الجديدة التي ستقوم وعلى البلدية ان تستعيد الحكم في القسم الشرقي من القدس. ومن أجل اعادة الامن لسكان اليهود في القدس، حان الوقت لان يوجد فيها فصل امني، مثلما فعلنا مع الجدار في يهودا والسامرة، والذي حقق تقليصا هاما في الارهاب - المصدر).

 

لا توجد أي عاصمة في العالم تعيش نزاعا عرقيا، سياسيا او دينيا يشابه لذاك الذي تعيشه عاصمة اسرائيل: القدس، ولا سيما الحرم ، في قلب النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد فهمت الحركة الوطنية الفلسطينية بان الكفاح ضد الصهيونية يبدأ وينتهي في "الحرم الشريف" المكان

 

 

المقدس الثالث للاسلام، والذي على حمايته يوجد اجماع عربي شامل. ولما كان جبل البيت هو ايضا المكان الاكثر قدسية لليهودية، فان كل تسوية مستقبلية يجب أن تنشأ عن مكانته هذه.

 

ومن هنا الاهمية الحرجة من ناحية اسرائيل اعادة الامن للقدس ومنع انتقال النزاع من اطاره السياسي الضيق الذي بيننا وبين الفلسطينيين الى الاطار الواسع الديني للعالم الاسلامي، الحساس لكل ما يحصل في القدس. في هذا الموضوع توجد اهمية كبيرة للجانبين: منع الارهاب، الاضطرابات، واعادة الامن لسكان القدس اليهود، ومنع كل استفزاز اسرائيلي في جبل البيت.

 

لم تساهم سياسة الحكومات في اسرائيل منذ توحيد المدينة في احساس نحو 300 الف فلسطيني – نحو ثلث سكان القدس – بانهم سكان متساوو الحقوق. فالبلدية والسلطات الحكومية تواصل اهمال الاحياء العربية وحتى اجهزة الامن والشرطة تتعاطى معها وكأنها تعود لسلطة اخرى. اسرائيل عمليا تنازلت عن مكانتها كصاحب السيادة في القسم العربي من شرقي المدينة، المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 40 في المئة من مساحة القدس.

 

على الحكومة الجديدة التي ستقوم وعلى البلدية ان تستعيد الحكم في القسم الشرقي من القدس. ومن أجل اعادة الامن لسكان اليهود في القدس، حان الوقت لان يوجد فيها فصل امني، مثلما فعلنا مع الجدار في يهودا والسامرة، والذي حقق تقليصا هاما في الارهاب. وعبر البوابات في الجدار تمر تحت الرقابة السيارات والسكان الفلسطينيين وعلى جانبيه تعمل اجهزة الامن والشرطة، الوزارات الحكومية والمدنية، بحيث تتعزز سيطرتنا في المكان. الى جانب ذلك، يجب توجيه التعليمات لقوات الامن لمنع حجيج الاسرائيليين الى جبل البيت لاهداف استفزازية. وعلى المستشار القانوني للحكومة أن ينشر تعليمات واضحة بموجبها في مثل هذا الحجيج ليس تغيير في الوضع الراهن لكل حكومات اسرائيل بل وايضا عمل من شأنه أن يؤدي الى وضع من خطر على الحياة.

 

من أجل اعادة الهدوء الى عاصمة اسرائيل، يجب البدء في اعادة الهدوء. ومن تجربتي في الجيش الاسرائيلي، في الموساد وفي المفاوضات مع الفلسطينيين، أعرف بان لا سلام بلا أمن وان اعادة الامن هو خطوة ضرورية قبيل امكانية التسوية بيننا وبين الفلسطينيين.

 

ان النزاع مع الفلسطينيين سيحل، اذا ما حل على الاطلاق، من خلال المفاوضات وليس من خلال استخدام القوة فقط (واسرائيل اخطأت بذلك في انها لم تستخدم حملة الجرف الصامد لاعادة فتح المفاوضات مع الفلسطينيين). وعليه فنوصي الحكومة التي ستنتخب ان تتبنى المبادرة

 

العربية، مع التعديلات اللازمة كاساس للتسوية. كما أن عليها أن تستأنف المفاوضات مع التطلع الى تحقيق اتفاق ذي مزايا اقليمية مع دول عربية اخرى ايضا.

 

لهذا الغرض سيكون من الضروري عقد مؤتمر شرق اوسطي بالتعاون مع المحافل الدولية، يعنى باستئناف المسيرة السياسية وبتقدمها – فيما ستخفض مثل هذه المسيرة مستوى العنف والارهاب في القدس ايضا. نحن، مواطني اسرائيل، يجب أن نطالب المتنافسين في الانتخابات ان يعرضوا خطة عملية سواء لتعزيز الامن في القدس أم لاستئناف المسيرة السلمية.