خبر رفح: متضررو العدوان يضطرون للجوء إلى السوق السوداء للحصول على الإسمنت

الساعة 08:17 ص|11 ديسمبر 2014

غزة

بات العشرات من المواطنين، ممن تضررت منازلهم بفعل العدوان "الإسرائيلي" الأخير، مجبرين على التوجه للسوق السوداء، بغية توفير كميات من الاسمنت، لإصلاح منازلهم، لا سيما في ظل بطء عمليات تسليم الاسمنت لهم عبر الجهات المعنية.

واشتكى المتضررون من الارتفاع الحاد والكبير على أسعار الاسمنت في السوق المذكورة، وصعوبة الحصول عليه، ما أضاف عليهم أعباء كبيرة، جعلت بعضهم يقتصر عمليات الإصلاح على ما هو ضروري فقط.

صعوبات

المواطن ياسر أبو عاذرة، ويقطن شمال مدينة رفح، أكد أن منزله تعرض لضرر كبير نتيجة قصف منزل جار قريب منه، ما أدى إلى تحطم ألواح "الاسبستون" وانهيار في بعض جدران المنزل، وتحطم النوافذ، مبيناً أن وكالة الغوث صرفت له مبلغ لإصلاح الأضرار، واستلم نصفه كدفعة أولى.

وأوضح أبو عاذرة، أنه لا يعلم أي شيء عن آلية الحصول على الاسمنت، وإن كان البعض أخبره بأن اسمه والكميات التي يحتاجها من الاسمنت تنتقل تلقائياً من وكالة الغوث لوزارة الأشغال، لكنه لا يستطيع الانتظار أكثر، فقرر خوض رحلة بحث شاقة عن الاسمنت في السوق السوداء.

وبين أن في البداية كان ثمن الشوال الواحد من الاسمنت 170 شيكل في السوق المذكورة، فقرر التريث، حتى بدأت الأسعار تنخفض إلى أن وصل إلى 100 شيكل وأقل من ذلك، فقرر شراء كمية لإصلاح الأضرار الأكثر أهمية، ما يضمن حماية عائلته من برد الشتاء، ومياه الأمطار.

ولفت أبو عاذرة إلى أن عمليات إصلاح الأضرار في منزله متواصلة، وسيتوقف عند نفاذ المبلغ الذي استلمه من وكالة الغوث، بانتظار صرف الدفعة الثانية، آملاً بأن يجد اسمه ذات مرة في كشوف المستحقين للأسمنت، ليحصل على كمية كافية بسعره الطبيعي، ويكمل باقي الإصلاحات، مطالباً في الوقت ذاته بعدالة التوزيع، وملاحقة المحتكرين والمستغلين.

محتكرون ومستغلون

أما المواطن أحمد حسنين، فأكد أن الآلية العقيمة المتبعة في توزيع الاسمنت، خلقت سوقاً سوداء، وجعلت حفنة من التجار والمحتكرين يغالون في الأسعار، مستغلين حاجة المتضررين، خاصة في فصل الشتاء، ورغبة الجميع في حماية أبنائهم من البرد والأمطار.

وبين أنه انتظر أن يجد اسمه في كشوف المستحقين للاسمنت، لكنه بدأ يفقد الأمل، فاضطر للجوء للسوق السوداء، فلا غنى عن الاسمنت في إصلاح الأضرار، خاصة الجدران المنهارة والمتصدعة.

ولفت حسنين إلى أنه وجد ما كان يتوقعه، فالأسمنت المتوفر يباع بأسعار مرتفعة حدها الأدنى 100 شيكل للشوال، والحصول عليه يتطلب جهد كبير.

وأعرب عن استغرابه لما يسمعه من دخول مئات الأطنان من الاسمنت إلى قطاع غزة أسبوعياً، متسائلا عن آلية توزيعها، ومن هم مستحقوها؟

مواطنون مضطرون

ولم يبد حال المواطن إبراهيم يوسف، أحسن من سابقيه، فقد كان يستقل دراجة ثلاثية العجلات "توك توك"، وعليها خمسة شوالات من الاسمنت، متجها إلى منزله الكائن في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح.

يوسف أكد أنه اضطر مكرهاً للبحث عن الاسمنت في السوق السوداء، وشرائه بأربعة إضعاف ثمنه الأصلي، من أجل انجاز إصلاحات وصفها بالهامة في منزله.

وبين أن مربعانية الشتاء على الأبواب، ومزيداً من البرد والأمطار في انتظارنا، لذلك لا يمكن الصبر أكثر من ذلك، أو التعويل على كوبون الاسمنت، الذي يبدو أنه بات بعيد المنال، في ظل آلية توزيع عقيمة وغير مفهومة لدى المتضررين.

وأثنى يوسف على وكالة الغوث "الأونروا"، التي كانت أول المبادرين لإغاثة المتضررين، وصرفت لهم تعويضات توازي وربما تفوق أضرارهم، ما مكنه وغيره من تنفيذ الإصلاحات.

وتساءل إبراهيم: "إن كان صرف الأسمنت للمتضررين ممن هم بحاجة إلى كميات محدودة، يتطلب كل هذا الوقت والتعقيد، فما بالنا بعملية إعمار واسعة، تشمل إعادة بناء مساكن، وإنشاء مشاريع كبيرة، مثل مشاف أو مؤسسات".

يذكر أن وزارة الأشغال تنشر بصورة غير منتظمة أسماء آلاف المتضررين ممن هم بحاجة إلى اسمنت على موقعها الإلكتروني، وتطلب منهم التوجه لمراكز التوزيع المنتشرة في مختلف أنحاء القطاع، ليتسلموا الكميات المقررة لهم من السلعة المذكورة، والتي تتواءم مع حجم الأضرار في منازلهم، غير أن بطء عمليات نشر الأسماء، مقارنة بالأعداد الكبيرة من المتضررين، ممن ينتظرون الحصول عليه، يجعل العملية عقيمة، ويلقى اعتراضاً من الغالبية.