"التأمين الصحي" اضحى شيك بلا رصيد

بالصور المرضى يهربون من المشافي الحكومية والخاصة « تجلد ظهورهم »!

الساعة 10:36 ص|09 ديسمبر 2014

غزة

لجأ آلاف المرضى الغزيين الى المشافي الخاصة في قطاع غزة، هرباً من "قرف" المشافي الحكومية التي تعاني كارثة "نظافة" نتيجة إضراب شركات عمال النظافة الخاصة لعدم صرف الوزارة لمستحقاتهم المالية منذ شهور عدة.

"التأمين الصحي" أصبح شيك بلا رصيد، حيث بات المواطنين الغزيين يلجؤون اضطراريا للمشافي الخاصة، لعدم توفر بيئة صحية في المشافي العمومية، وخشية من اصابتهم بأمراض وبائية في ظل مناعتهم الصحية الضعيفة.

كما وحذرت وزارة الصحة بغزة على لسان الناطق باسمها د. أشرف القدرة في تصريح لـ"فلسطين اليوم" من انتشار الأوبئة والميكروبات بين المواطنين والمرضى والاطباء بعد انتشار القاذورات الحيوية والعضوية الامر الذي أدى لمكرهة صحية في المشافي الحكومية.

ونتيجة ازمة النظافة التي تبدو خلفياتها سياسية حسب الناطق باسم الوزارة في الضفة د. أسامة النجار لـ"فلسطين اليوم" والذي أشار انها "مفتلعة" لتحصيل اجندة سياسية خاصة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن إغلاقها العديد من العيادات بينها عيادة الحرازين كبرى المشافي الحكومية شرق غزة.

هرب المواطنين الى المشافي الخاصة يأتي في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها قطاع غزة بصفة عامة، الامر الذي لم تعيره المشافي الخاصة وإدارتها بالنسبة للمواطنين الذين وجدوا فيها المنقذ لهم من آلامهم.

"فلسطين اليوم" زارت عدد من المراكز والمشافي الخاصة للاطلاع عن كثب حول لجوء المواطنين لها بعد أن رصدت نفور المواطنين والمرضى من المشافي الخاصة.

 

في ظل الحالة الاقتصادية المتردية

المواطن محمد أبو عمرة (25 عاماً) أضطر أن يصطحب زوجته الحامل الى إحدى المشافي الخاصة في مدينة غزة ليقوم بإجراء عملية ولادة، حالته الاقتصادية على ما يبدو سيئة للغاية لكنه أضطر مرغماً خشية انتقال امراض وبائية لزوجته وطفله.

ويقول: "ذهبت الى المشافي الحكومية فاطلعت على أوضاعها من ناحية نظافة فكانت في حالة لا يرثى لها، هنا دماء وهنا قاذورات وهنا بقايا طعام، فلم يرق لي حال المشافي الحكومية فاضطررت على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب ان أتحمل تكاليف ميلادها في المشافي الخاصة".

وأضاف: "حاولت عن طريق المشفى الخاص تقديم أوراق خاصة تفيد بوضعي الاقتصادي الصعب الا أنهم لم يقتنعوا ما اضطرني لدفع التكاليف على مضض بعد إجراء عملية قيصرية".

 

تجار القطاع الخاص

محمد . س (32 عاماً) احد المرضى الذين ذهبوا لتلقي العلاج في عيادة الحرازين في حي الشجاعية الا أن المشفى أرفق معه تحويلة الى المشافي الخاصة لعدم قدرته على العمل في ظل الحالة "اللاصحية" داخل العيادة الحكومية.

يقول محمد:"على حكومة التوافق الوطني والجهات المعنية حل الازمة سريعاً لإنقاذ قطاع غزة من التدهور الصحي، وإنقاذ المواطن البسيط الذي يقع فريسة لجشع العيادات ومشافي القطاع الخاص والتي تجلد ظهورنا نحن أصحاب الدخل المتوسط والمتدني".

وحسب رصد "فلسطين اليوم" فشوهد مئات المواطنين يلجؤون الى المشافي الخاصة التي اكتظت فيهم، والذين أبدوا غضبهم على الحالة التي وصلت لها المشافي الحكومية التي توقف معظمها عن العمل بسبب الحالة الكارثية داخلها.

وكان مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة د. نصر التتر، أعلن ان منظومة العمل الصحي بدأت تنهار بسبب توقف خدمات شركات النظافة لليوم الثاني على التوالي.

وكان الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة د. أشرف القدرة قد أكد أن لجنة الطوارئ العليا في الوزارة قررت إغلاق العيادات الخارجية التابعة للوزارة بعد إضراب عمال النظافة و"ازدياد الوضع سوءاً على صعيد النظافة العامة في مشافي الصحة".

 وحذر القدرة في تصريح سابق لـ"فلسطين اليوم" من انتشار الأوبئة والأمراض في مشافي وعيادات وزارة الصحة بعد إنتشار القاذورات العضوية والحيوية، موضحاً أن العيادات توقفت عن تقديم عدد من الخدمات الصحية ما أدى لحرمان 180 مريض من إجراء عملياتهم الجراحية اليوم جراء توقف شركات النظافة.

وقال :"جميع المرافق الصحية في المشافي التابعة للوزارة تتعرض لكارثة صحية، فعلى سبيل المثال الحالة داخل أقسام الولادة مروعة وتتطلب جهد الجميع لإنقاذ الموقف"، مشيراً أن عدد من الممرضين والأطباء تطوعوا في تنظيف القسم خشية حدوث "مكرهة صحية".

وأضاف :"نخشى أن تتحول المشافي لأماكن تصدر الأوبئة والأمراض بدلاً من ان تقدم الخدمة للمرضى".

وأكد وجود إتصالات مكثفة ومساعٍ حثيثة إلا أنها لم تثمر عن حل الأزمة، مطالباً الجهات المعنية بتحمل المسؤولية تجاه المرضى والمواطنين في قطاع غزة.

 
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي
ماساة القطاع الصحي