خبر اقتصاد انتخابات- يديعوت

الساعة 09:55 ص|09 ديسمبر 2014

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: نتنياهو امتشق اقتراحه الرائع مباشرة من كمه الدعائي، خارج أي نوع من الخطة الاقتصادية المتبلورة، في الاسبوع الذي تقرر فيه تقديم موعد الانتخابات - المصدر).

 

اعلان رئيس الوزراء نتنياهو عن نيته – اذا ما وعندما يشكل الحكومة القادمة – الغاء ضريبة القيمة المضافة على عدد محدود من المنتجات الغذائية قيد الرقابة هو اقتصاد انتخابات في

 

عريه. اقتصاد انتخابات نقي من المبرر الموضوعي ومن الاسناد المهني. هدفه الوحيد اغراء الناخبين والشراء بالنزر اليسير تأييدهم في صناديق الاقتراع.

 

ولمن نسي ينبغي أن نذكره: بعد ان شكل حكومته في 2009 اقترح نتنياهو خطوة معاكسة تستهدف الغاء الاعفاء من ضريبة القيمة المضافة على الخضار والفواكه. ووحدها الصرخة التي انطلقت في الرأي العام أدت الى سحب الاقتراح. وفي سياق ولايته رفض نتنياهو بحزم اقتراحات بل وتلميحات الاقتراحات، لتخفيض معدل ضريبة القيمة المضافة على المنتجات الغذائية وعلى الخدمات الاساسية، كما هو متبع في معظم الدول الاوروبية. وعندما طرح الموضوع على لجنة تريختنبرغ رفضه اقتصاديون من المالية ومن مكتب رئيس الوزراء. ومنذ وقت غير بعيد رفع نتنياهو يده في الكنيست ضد مشروع قانون بروح مشابه تقدم به الوزير السابق عمير بيرتس.

 

متى طرأ الانعطاف الايديولوجي الخفي في موقف نتنياهو؟ متى بدأ يؤيد الخطوة التي تتعارض ومعتقده وفكره الاقتصادي؟ بعد محادثات مبكرة بينه وبين قادة شاس. شاس هي التي رفعت الطلب لضريبة قيمة مضافة صفر على المنتجات الغذائية المراقبة كشرط لتأييدها لضروب من مبادرات الليكود، قبل وبعد الانتخابات. فالجمهور الاصولي (الى جانب العربي) هو المستسهلك الاساس للمنتجات الغذائية المراقبة، والتي تشكل نصيبا هاما في سلة مشترياتهم. وقد خضع نتنياهو لشاس بل وتقدم خطيا بالطلب لضريبة قيمة مضافة صفر على المنتجات الغذائية المراقبة كانذار لمواصلة ولاية لبيد في المالية. اما لبيد من جهته فلم ينجح في أن يرد على ذلك لان نتنياهو "نسي" ان يذكر مسألة ضريبة القيمة المضافة صفر على الغذاء المراقب في الحديث الحاسم بينهما. كان هاما الامر في نظره بحيث أنه فر من ذاكرته.

 

هناك من ينتقد وجه الشبه بين اقتراح وزير المالية السابق لضريبة قيمة مضافة صفر على الشقق وبين اقتراح رئيس الوزراء لضريبة قيمة مضافة صفر على المنتجات الغذائية المراقبة. والمقارنة ليست في مكانها وليست نزيهة. فلبيد طرح اقتراحه عندما لم تكن الانتخابات للكنيست حتى في الافق، في اطار خطة متعددة السنين شاملة لتخفيض اسعار السكن. اما نتنياهو بالمقابل فقد امتشق اقتراحه الرائع مباشرة من كمه الدعائي، خارج أي نوع من الخطة الاقتصادية المتبلورة، في الاسبوع الذي تقرر فيه تقديم موعد الانتخابات.

 

غني بالتالي التعاطي بجدية مع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للاقتراح الذي هو كله بكليله دعاية انتخابية ظاهرة وفظة. وحتى من أيد (مثلي) التحديد بمستويين أو ثلاثة مستويات

 

لضريبة القيمة المضافة وفقا لمدى اجتماعية المنتج أو الخدمة سيعارض فكرة الغائها بالذات عن عدد صغير من المنتجات الغذائية المراقبة. فالمنتج الغذائي الذي يوجد سعره منذ الان تحت الرقابة زهيد نسبيا وينتج بربح بالحد الادنى – وبالتالي ليس هو المرشح الاول للحصول على الاعفاء من ضريبة القيمة المضافة، في الوقت الذي تستحق ان تكون الاولى في الطابور للحصول على هذا الامتياز أدوية منقذة للحياة وغذاء للرضع مثلا. اما لدى نتنياهو فهذه بقيت خارج القائمة. "ضريبة القيمة الصفر" خاصته هي فقط طعم انتخابي للسذج.