خبر انخفاض أسـعـار الدواجـن يُخسر المزارعين بغزة

الساعة 07:30 ص|09 ديسمبر 2014

وكالات

مازال العشرات من المزارعين ومربي الدواجن في قطاع غزة ، يتعرضون لخسائر كبيرة وغير مسبوقة،، للشهر الثالث على التوالي، جراء الانخفاض الحاد والمتواصل على أسعار الدواجن الحية.

فمنذ أكثر من شهرين، لم يتجاوز ثمن الكيلو غرام الواحد من الدجاج الحي حاجز تسعة شواكل ونصف الشيكل، وقد وصلت أسعاره قبل عدة أسابيع دون ذلك.

وتعتبر تلك الأسعار بالنسبة للمربين يعتبر بمثابة كارثة، خاصة وأنهم يبيعونه للتجار بأقل من ذلك، ما يعني أن أسعار التسويق تقل عن سعر التكلفة.

الشاب طارق محمود أكد أن عائلته تمتلك مزرعة صغيرة لتربية الدواجن شرق مدينة رفح، وهي متوقفة منذ ما قبل العدوان، وقد جهزها لتربية فوج من الدجاج اللاحم، وبالفعل اشترى الكتاكيت والأعلاف، واجتهد وشريكه لمدة 45 يوم، وحين حان موعد التسويق، فوجئا بأسعار الدواجن المتدنية.

وبين محمود أنه باع الكيلو غرام الواحد من مزرعته مقابل ثمانية شواكل ونصف، وهو عملياً أقل من سعر التكلفة، خاصة وأن التربية في مثل هذا الوقت تحتاج إلى غاز للتدفئة، وأدوية وتحصينات، ورعاية خاصة، ناهيك عن الجهد المبذول.

وبين أن الخسارة التي تكبدها أشعرته بالإحباط، وطرحت في ذهنه الكثير من التساؤلات، أبرزها، لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد حين يصل ثمن الكيلو غرام من الدواجن 15 شيكل، وتبدأ الجهات المعنية بالتحرك لتحديد تسعيرة أقل، بينما حين تتهاوى الأسعار، ويتكبد المزارع المسكين خسائر فادحة لا أحد يحرك ساكناً.

أما المزارع إسماعيل زكي، ويمتلك هو الآخر مزرعة لتربية الدواجن شرق المدينة، فأكد أن آخر فوج من الدجاج سوقه قبل نحو الشهر، وقد باع الكيلو غرام الواحد مقابل سبعة شواكل، ما عرضه لخسارة لم يتلقاها منذ أنشأ مزرعته قبل عدة سنوات.

وبين زكي أنه ومنذ ذلك الوقت، توقف عن التربية، ولا يفكر بالعودة لها، قبل أن تتحسن الأسعار، ويتم النظر للمزارع بعين الرحمة، والوقوف إلى جانبه حين يتعرض لخسائر.

وبين أنه وكثير من المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة، بسبب العدوان، ووعدوا بتعويضات، ورغم ذلك اقترضوا مبالغ مالية لمواصلة التربية، لكنهم في كل مرة يتعرضون لخسائر، مبيناً أن قطاع تربية الدواجن سيتضرر في حال استمرت الأسعار المذكورة مدة أطول.

أسواق راكدة

من جانبه أكد تاجر الدواجن، عبد الجبار العرجا، أن ثمة عدة أسباب وراء استمرار انخفاض أسعار الدواجن على هذا النحو، أبرزها ضعف الأسواق، وتراجع القوة الشرائية، فأغلب العائلات خاصة الفقيرة، تتجه لشراء الدواجن المجمدة رخيصة الثمن، وتتجنب شراء الدواجن الحية.

وبين أن تجار وباعة الدواجن في الأسواق، لم يعودوا يطلبوا نفس الكميات التي كانوا يأخذونها سابقاً، خاصة حين كانت الأنفاق تعمل، وفرص العمل متوفرة.

كما نوه إلى أن أهم أسباب انخفاض الأسعار، زيادة العرض على الطلب، فالفقر وقلة فرص العمل، دفع العديد من الشبان لإقامة مزارع صغيرة في بيوتهم، مستغلين مساحات خالية، أو حتى غرف على الأسطح، وهذا خلق فائض في الدواجن، وأثر على المزارعين والمربين، خاصة أن صغار المربين يبيعون الدواجن لأصحاب المحال بأسعار أقل من التجار، وهذا يشجع الباعة لشرائها منهم.

يذكر أن قطاع غزة يحتاج شهرياً إلى نحو مليوني دجاجة ناضجة، تقوم بتربيتها نحو 1400 مزرعة، إضافة إلى مئات الأطنان من الدجاج المقطع، الذي يصل مثلجاً من داخل إسرائيل.