خبر دراسة: « إسرائيل » ستدخل في عتمة لعدة شهور إذا وقعت حرب مع حزب الله

الساعة 01:44 م|08 ديسمبر 2014

وكالات

أكّدت دراسة جديدة صدرت عن مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة "تل أبيب"، والمُرتبط بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة، على أنّ قطاع الكهرباء ومنشآته لن يصمدا أمام هجمات حزب الله فيما أسمتها الدراسة بحرب لبنان الثالثة، الأمر الذي يعني أنّ الدولة العبريّة ستُعاني عتمةً تمتد لأشهر إذا اندلعت الحرب.

جدير بالذكر أنّه شارك في إخراج هذه الدراسة إلى حيّز التنفيذ طاقم كبير من الباحثين برئاسة المسؤول عن خطة أبحاث الجبهة المدنية في جيش الاحتلال مئير اليران، وخبراء وموظفون حاليون وسابقون في مرفق الطاقة، ومسؤولون في وزارتي البنى التحتية والبيئة، وشركة الكهرباء.

ولفتت الدراسة إلى أنّ الباحثين وجدوا ثغرًا وصفوها بالمقلقة، الأمر الذي يُشير إلى أنّ "إسرائيل" ليست مستعدّة لمواجهة تهديدات إطلاق الصواريخ الدقيقة والثقيلة من الشمال، علمًا أنّه بحسب التقديرات الإسرائيليّة الرسميّة، التي تصدر عن شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) تؤكّد على أنّ حزب الله اللبنانيّ يمتلك أكثر من مائة ألف صاروخ، وأنّ جميع المناطق في "إسرائيل" باتت في مرمى هذه الصواريخ، على حدّ قول المصادر الأمنيّة في "تل أبيب"، والتي يقوم الإعلام العبريّ بنشرها تباعًا.

صحيفة (غلوبوس) الإسرائيليّة، المُختصّة في الشؤون الاقتصادية، نقلت عن ضباط في جيش الاحتلال ومسؤولين في المؤسسة الأمنية قولهم إنّ المسألة أكثر إلحاحًا من أي أمر آخر، وتحديدًا أنّ جولة القتال المقبلة مع حزب الله لن تكون شبيهة بجولات قتال خاضتها "إسرائيل" سابقًا، حجماً وقوة.

كما نقلت عن ضابط رفيع المستوى، فضّل عدم الكشف عن اسمه قوله إنّ حرب لبنان الثانية ستكون لعبة أمام الذي سيحدث في حرب لبنان الثالثة، على حدّ رأيه، خصوصًا وأنّ المعادلة التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، باستهداف منشآت الكهرباء الإسرائيلية ردًا على استهداف البنية التحتية في لبنان، حرّكت مراكز الدراسات الأمنية الإسرائيليّة لفحص قدرة قطاع الطاقة على مواجهة الصواريخ الدقيقة والثقيلة في الحرب المقبلة، وأنّ صنّاع القرار في "تل أبيب" وأيضًا المستوطنين الإسرائيليين، يأخذون دائمًا على محمل الجد تصريحات الشيخ نصر الله.

ووفقًا للدراسة عينها، فإنّ قطاع الكهرباء لن يُعاني في الحرب المقبلة فقط من الصواريخ البالستية الضخمة المتوافرة في حوزة حزب الله، بل أيضًا من الصواريخ القصيرة المدى، ذلك لأنّ منظومات القبة الحديديّة التسع ستُخصص لحماية قواعد حساسة للجيش. والمسألة الأكثر إلحاحًا، بحسب الدراسة الجديدة، هي مقدرة "إسرائيل" على إعادة التيار الكهربائيّ، والفترة الزمنية التي يستغرقها إصلاح الأضرار أو إعادة بناء المحطات، لافتةً إلى أنّه لا يوجد معيار واضح حول المدّة التي ستنقطع فيها الكهرباء عن الإسرائيليين، وما دامت المدّة غير ملحوظة، فلن يكون هناك استعداد مناسب للتعامل مع هذه المسألة، قالت الدراسة.

وخلصت الدراسة الإسرائيليّة إلى القول إنّ مستوى الجاهزية الحاليّ في "إسرائيل" إزاء ضربات تلحق بشبكة الكهرباء، أيْ مستوى الجاهزية الحالي لمواجهة الحرب المقبلة غير كاف وليس متجانسًا، فبينما شركة الكهرباء وفرت استعدادًا جيّدًا لمواجهة أضرار زلزال أوْ هزة أرضية، إلا أن نوعًا كهذا من التهديد بعيد عن الواقع وبنسبة منخفضة جدًا، أمّا التهديد الأكثر معقولية، فالهجمات الصاروخية التي لم يجد الفريق حيالها استعدادًا كافيًا، على حدّ قول الدراسة. وأشار مدير فريق البحث إلى أنّ استعدادات شركة الكهرباء الإسرائيلية ليست كافية، لأنّها عملت ضمن معايير ملحوظة لدى الدول الغربية، ما يعني أنها غير مهيأة لمواجهة تهديدات استثنائية.

علاوة على ذلك، أوضح مدير البحث أنّ قضية الكهرباء في إسرائيل تختلف عن أيّ دولة أخرى من نواحٍ عديدة، كما هو حال الاقتصاد وغيره من القطاعات الرئيسة، التي لا يمكن أنْ تستمر وتؤمن الخدمات من دون كهرباء وطاقة، حتى لمدةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ، ذلك أنّ إسرائيل، بحسبه، موجودة كجزيرة في هذه المنطقة، ومعزولة عن جاراتها، ولا يمكن استدراج الكهرباء من حولها. وخلُص إلى القول إنّ اعتماد المؤسستين المدنية والعسكريّة في إسرائيل على تأمين منتظم للكهرباء، أمر مصيري وملح.

وفي خلاصة البحث، لفت الخبراء إلى أنّ الفريق لم يدرس واقع منشآت حيوية أخرى هي عرضة أيضًا لصواريخ حزب الله، مثل منشآت الغاز الطبيعيّ في عرض المتوسط، مُشدّدًا على أنّه سيقوم قريبًا بإعداد دراسةٍ تتناول هذا القطاع لفحص جاهزية السلطات لسيناريوهات متطرفة، على حدّ قول الدراسة.

جدير بالذكر أنّ محطة الطاقّة الإسرائيليّة الرئيسيّة تتواجد في مدينة الخضيرة، الواقعة إلى جنوبي مدينة حيفا، الأمر الذي يُذكّر بتصريحات نصر الله خلال حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 بأنّ صواريخ الحزب تصل إلى ما بعد، بعد حيفا.

يُشار إلى أنّ دراسة إسرائيليّة أخرى، قام بإعدادها طاقم من معهد التخنيون، معهد الهندسة التطبيقيّة في حيفا، أكّدت على أنّ  تفجير خليج حيفا سيؤدّي إلى مقتل وجرح أكثر من مائة ألف إسرائيليّ فورًا، وأنّ النتائج المأساويّة ستكون بحجم إلقاء القنبلة النوويّة على ناجازاكي في الحرب العالمية الثانيّة.