خبر قصة المحاسب الذي سرق مالك أحد المطاعم في وضح النهار بغزة

الساعة 10:51 ص|08 ديسمبر 2014

في هدوء الليل وفي ظلام المساء نجد فرسان المباحث العامة بالشرطة الفلسطينية يعملون دون كللٍ أو ملل من أجل حفظ أمن المجتمع والمواطن فأصبحوا مصابيح نور لمن ضل طريقه ,وطوق نجاة لمن تعثر سبيله, وسف نصر لكل مظلوم سُلب حقه, وعصاً غليظة تضرب كل من أباح لنفسه أن يتعدى على حق غيره.

"أبو محمد" _اسم مستعار_ يبلغ من العمر ستين عاماً, أنعم الله عليه ففتح سلسلة من المطاعم في قطاع غزة, ولشكر نعم الله عليه كان يقوم باختيار خمسة من العاملين لأداء مناسك العمرة كل ثلاثة شهور .

كان يعمل لدى "أبو محمد"  شاب محاسب أحبه كأحد أبنائه لحسن ما رأى منه في العمل من حسن أخلاقه واتقانه في العمل ، كان يثق به كثيراً .

لاحظ "أبو محمد" أن الدخل العائد له من مطاعمه لم يعد كما بالسابق وفي نفس الوقت لم يستطيع أن يلقي التهمة على أحد خصوصا أن مطاعمه مزودة بعدة كاميرات للمراقبة.

مرت الأيام تباعاً وأبو محمد يتابع وضع مطاعمة بقلق شديد فهي لم تعد تدخل الربح الذي عهده منذ سنوات, فحدّثته نفسه أنه قد يكون مقصراً في حق الله فقرر سريعاً في نفسه أن يختار خمسة من بين العاملين لديه لأداء مناسك العمرة من بينهم (م-ع) ذو الاثنين وثلاثين عاماً .

لم يخطر على بال (م-ع) أن الله طيباً لا يقبل إلا طيباً ولا يقبل من الأعمال إلا ما كان طاهراً من المفسدات ، جهّز نفسه وعزم على السفر إلى الديار الحجازية إلى بلد رسول الله أشرف البشر وأحبهم إلى الله ، ودّع زوجته وأبنائه وقضى أسبوعين في أطهر بقعة على الأرض وعاد محملاً بالهدايا لعائلته وأصدقائه ولسيده في العمل .

التحق "م_ع" بعمله بعد أسبوع من الراحة وعاد ليكمل عمله كمحاسب في المطعم وعاد أبو محمد يشكو قلة الدخل فقرر بعد أن تابع بعض الأمور وسجل بعض الملاحظات بذاكرته أن يقدم شكوى لدى المباحث العامة .

ويروي النقيب صالح كحيل مسئول قسم مباحث الرمال "لموقع الداخلية": "وردت لدينا شكوى من المواطن أبو محمد تفيد بأن هناك شكوك حول قيام مجهولين بسرقة أموال من مطعمه ، فقامت عناصر المباحث على الفور بإرسال دورية لمعاينة المكان فوجدوا أن المطعم به كاميرات موزعة في أماكن مختلفة في المطعم منها كاميرا عند جهاز الحاسوب لدى المحاسب وكاميرا لدى الباب وأخرى في ساحة المطعم ."

ويكمل النقيب كحيل : "في اليوم التالي طلبنا من الأخ أبو محمد أن يقوم بمرافقتنا فجراً لوضع كاميرات من طرفنا في بعض الأماكن الحساسة في المحل فقمنا بوضع كاميرا على كاشير المحاسب من الأسفل ومن الخلف ، وكاميرا داخل المكتب العام ".

وحدث ما لم يكن في حسبان أبو محمد أن يكون هناك من يقابل الجميل بالغدر بهذه الطريقة لكنه لم يكن مستبعداً لدى عناصر المباحث العامة أن يكون ذاك المحاسب هو الذي من خلاله تتم عملية السرقة والاختلاس فجميع الكاميرات تثبت أن لا عمليات لسرقة واضحة .

ولأنه قيل أن من لا عهد له لا يراعي معروفاً أسدي إليه أشار كحيل إلى أن (م-ع ) أثيرت حوله الشبهات من خلال كاميرا تم وضعها أسفل الكاشير الخاص به ، فهو لا يقوم بتسجيل الفواتير التي ترد للمطعم ويقوم بوضعها في الدرج الذي بجانبه .

ويضيف كحيل: "تم استدعاء (م-ع ) وأنكر علمه بموضوع الاختلاس وقال أنه لا يمكن أن يتنكر لمعروف سيده في العمل ، وأن جميع ما يتم إيراده للمطعم يقوم بتسجيله على الحاسوب الخاص ويمكن مراجعة جهاز الحاسوب" .

وتابع رئيس قسم مباحث الرمال: " قمنا بعرض بعض مقاطع الفيديو التي تم التقاطها بالكاميرات التي نصبناها لمتابعته أثناء العمل فبدأ بتبرير الحجج والتي لم تقنع المحققين لدينا في القضية ".

وأشار إلى المشتبه به بدأ يراوغ كما يراوغ الذئب مع اشتداد التحقيق معه, لكن لم تفلح جميع خطواته للمراوغة ومحاولته الخروج من دائرة الاتهام ،وازداد الضغط عليه مدة أسبوع كامل في التحقيق ومتابعة الفيديو الذي يظهر فيه لمعرفة الآلية التي كان يسجل بها الإيرادات المالية للمطعم .

وتابع: "بعدها بدأ الاعتراف ببعض الاتهامات التي نسبت إليه وهي أنه كان يقوم بجمع الفواتير التي كان يدفعها الزبائن وفي آخر النهار يقوم بإدخال جزء من الفاتورة على الحاسوب ويأخذ الجزء الباقي لحسابه الشخصي، أي أن زبوناً يكون قد دفع فاتورة بقيمة 300 شيكل فيقوم هو بأخذ ماقيمته150 شيكل ."

 

ولفت كحيل إلى أن عناصر المباحث العامة قاموا بالحصول على إذن تفتيش من النيابة لمنزله بعد أن قال (م-ع) أنه قام بشراء ذهباً لزوجته بقيمة 200 دينار وهناك مبلغ 700 دولار في المنزل .

وقال (م-ع) أنه قام بتحويل الأموال المختلسة لحساب باسم زوجته في البنك وبشراء بعض الاحتياجات لمنزله وعليه تم مصادرة الأموال والمضبوطات التي تم العثور عليها في المنزل ، والتي بلغت قيمتها على مدار عامين 120ألف دولار وتحويلها مع المتهم إلى مفتش الشرطة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه