خبر اجتياز الخط الاحمر -يديعوت

الساعة 10:37 ص|08 ديسمبر 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: لا يحتمل أن يكون هناك بعد انتخابي للهجوم في سوريا. فالكابنيت مخصي ويسكنه المتطرفون اساسا وواجبهم الضبط الزائد للنفس بعد اختلال التوازن بخروج المعتدلين منه - المصدر).

 

أخيرا نقلنا القرار في أجندة الانتخابات القريبة القادمة الى "رجل جدي": بشار الاسد. فالشكل الذي سيرد به السوريون على ما يصفونه كهجمات لسلاح الجو الاسرائيلي على هدفين في منطقة دمشق، هو ما سيملي العناوين الرئيسة والانشغال الجماهيري في الاسابيع وفي الاشهر القريبة القادمة.

 

في الهجمات الاخيرة على الاراضي السورية، في بداية 2013، أعلنت القيادة السورية بانها ضاقت ذرعا من الهجمات المنسوبة لاسرائيل وهي سترد. وبالفعل منذ ايار 2013 لم تهاجم اسرائيل اهدافا لحزب الله على الاراضي السورية. وكان الهجوم الاخير الذي نفذته ضد قافلة سلاح لحزب الله في شباط من هذا العام، في جنتة، على الحدود السورية، داخل الاراضي اللبنانية. وفي حينه رد حزب الله بسلسلة عمليات في هضبة الجولان. اما أمس، فقد دحرجت اسرائيل المعضلة اغلب الظن الى الاسد: فهل سيتجلد أم سيرد. ويمكن الافتراض بانه اذا ما قرر الرد، فهذا لن يجد تعبيره في اطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية نحو اسرائيل، بل بنموذج أكثر تواضعا مثل العمليات على طول الحدود أو ضد أهداف تدفع اسرائيل الى التفكير مرتين في المستقبل. ومنذ الان يتميز السوريون غضبا مما يسمونه "المساعدات اليومية" التي تقدمها اسرائيل لمحافل المعارضة في سوريا. وليس صدفة انهم ربطوا أمس في بيانهم الهجوم الجوي بالمساعدة التي تقدمها اسرائيل للثوار في حربهم ضد نظام الاسد. فهل سيكون الهجوم الاخير القشة التي ستقسم ظهر البعير السوري وستسكن الحدود؟ ممكن أيضا الافتراض بان عشية الهجوم – اذا كانت اسرائيل وقفت خلفه – قدر الخبراء العسكريون بان الاسد سيفضل الامتناع عن اشعال الحدود وذلك لان الثمن الذي سيدفعه سيكون باهظا. ولكن التقديرات الاستخبارية في كل ما يتعلق بما يجري في عقول الزعماء العرب صحيحة، بشكل عام، بخمسين في المئة. إما نعم ام لا.

 

ما يمكن أن يصد رد فعل سوري هو حقيقة أن السوريين يعرفون جيدا ما الذي هوجم أمس في اراضيهم ويعرفون ايضا ما هي الخطوط الحمراء لاسرائيل. ففي الماضي نقلت لهم رسائل سرية في الموضوع، ووزير الدفاع يعلون احصاها علنا ايضا: المس بالسيادة الاسرائيلية، نقل سلاح كيميائي الى لبنان ونقل سلاح نوعي الى حزب الله فيه ما يعرض للخطر "التفوق العملياتي" الاسرائيلي. اما

 

الهجوم أمس، المنسوب لاسرائيل، فيدخل، أغلب الظن في تعريف اجتياز الخطوط الحمراء في مجال السلاح النووي. عملية استيعاب السلاح محطم التفوق العملياتي في حزب الله يتشكل من اربعة فصول. الاول هو وصول السلاح الى لبنان. في كل اسبوع ترسو في طرطوس سفينة سلاح روسية تنقل اعدادا الى الجيش السوري. يصل في قسم منه الى حزب الله. كما أن الايرانيين يبعثون الى حزب الله بالسلاح في رحلات جوية دائمة الى المطار في دمشق. في هذا الفصل تمتنع اسرائيل عن الضرب لاسباب سياسية. سبع هجمات اسرائيلية على الاراضي السورية، حسب المنشورات، تمت في الفصول الثلاثة الاخرى: الفصل التدريبي على السلاح الذي ينقل الى رجال حزب الله على الاراضي السورية، مرحلة التخزين في سوريا ومرحلة الحركة من سوريا الى لبنان.

 

أحد الاماكن الاكثر حماية في سوريا اليوم هو مطار دمشق. هذا هو ستالنغراد نظام الاسد – وهو سيسقط في الاخر، وعليه فان قسما لا بأس به من مخازن سلاح حزب الله توجد في نطاقه. وأمس هوجمت مخازن من هذا النوع. لحزب الله يوجد ميل لمحاولة تهريب السلاح في الشتاء، في ظل الاجواء العاصفة، والتي حسب اعتقاده تجعل من الصعب العثور على القافلة. اضافة الى ذلك، فان حزب الله مضغوط اكثر مما في الماضي لنقل العتاد من سوريا الى لبنان، في ضوء الانجازات التي حققها الثوار مؤخرا في المعارك ضد المنشآت العسكرية للجيش السوري، مما يثير الخوف من أنهم سيصلون ايضا الى مخازن حزب الله.

 

يحتمل أن يكون احد ما فكر بمحاولة تسخين الحدود في الشمال من أجل خلق أجندة سياسية للانتخابات القريبة القادمة؟ هذا بالتأكيد ليس مناسبا لوزير الدفاع موشيه يعلون، ومشكوك ان يكون هناك رجل عسكري يساعد في ذلك. فضلا عن ذلك، لا ينبغي استبعاد امكانية ان يكون اقرار حملة من هذا النوع قد اتخذ على المستوى المبدئي قبل الاعلان عن الانتخابات. وبشكل عام فان الجيش هو الذي يعرض الاهداف، التهديدات والخطط الملموسة، والقيادة السياسية، بما فيها الكابنيت يصادق أو يرفض. موعد التنفيذ تمليه التطورات الاستخبارية والقدرات العملياتية. اما الكابنيت فهو مخصي اليوم. ثلاثة من اعضائه – تسيبي لفني، يئير لبيد ويعقوب بيري (الذي كان مراقبا) – غادروه، وهو بقي جد غير متوازن ويسكنه الصقور اساسا: نتنياهو، يعلون، ليبرمان، بينيت، اردان، أهارونوفيتش وشتاينتس كمراقب. هذه هي المجموعة التي يتعين عليها ان تبدي اليوم ضبط نفس في اتخاذ القرارات. اما يعلون فملزم اليوم بيقظة خاصة: الا يسمح لاحد ان يستخدم جهاز الامن بشكل غير مسؤول.