خبر ما هي تأثيرات « الفترة الانتقالية والانتخابات » الإسرائيلية القادمة على غزة؟

الساعة 07:33 م|04 ديسمبر 2014

غزة

  في كل انتخابات إسرائيلية يكونُ "الدم الفلسطيني" أساس دعاية ونشاط وفعالية كل حزب إسرائيلي دون استثناء في ذلك السباق؛ وذلك في محاولة منهم لجذب أكبر عدد من المؤيدين لأحزابهم، وغالباً ما يدفع الفلسطينيون فاتورة حساب تصارع الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات، حيثُ تهدف الأحزاب لشراء ثقة الإسرائيليين عبر الوغول بـ"الدم الفلسطيني" لإثبات جدارتهم في محاربة الفلسطينيين، وغالباً ما يدفع قطاع غزة النصيب الأكبر خلال مصارعة "الثيران الإسرائيلية".

 "فلسطين اليوم" رصدت آراء محللين بالشأن الإسرائيلي لمعرفة طبيعة السيناريو الإسرائيلي القادم تجاه الفلسطينيين مع قُرب الانتخابات الإسرائيلية المتوقع إجرائها بعد ستة أشهر على الأقل، بعد أن أقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل من وزيرة القضاء "تسيفي ليفني" ووزير ماليته "لابيد"، وبعد هذا القرار يكون نتنياهو قد تخلص من ستة وزراء قبل أن تتحول حكومته إلى انتقالية.

 

 

فترة انتقالية هادئة

المحلل السياسي والخبير بالشأن الإسرائيلي د. فايز أبو شمالة يوضح في مقالة له (الانتخابات الإسرائيلية وقطاع غزة) ان "قصر الحديث على تأثير الانتخابات الإسرائيلية على حياة الناس اليومية في قطاع غزة، ينطلق من اهتمام الرأي العام الإسرائيلي بما يجري داخل قطاع غزة، وتطور حياة الناس هنالك، ومن ثم ردة فعل المقاومة الفلسطينية على هذه التطورات، وقد دللت التجربة أن المقاومة قادرة على أن توقف إسرائيل على ساق واحدة، وبالتالي فهي قادرة على قلب طاولة الانتخابات، وإحداث تأثيرات سلبية أو إيجابية على مجمل الخارطة الحزبية في الدولة العبرية".

 وأكد ابو شمالة ان أمام إسرائيل فترة انتقالية مدتها ستة أشهر على الأقل، ستجرى خلالها الانتخابات، ومن ثم مفاوضات تشكيل الحكومة، وتسلمها لمهماتها، مشيراً أنها "فترة حساسة وهامة بالنسبة لرئيس الوزراء نتانياهو الذي سيحرص على أن تعبر الأيام بهدوء، ودون أي اشتباك أو معركة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لأن نتانياهو يدرك أن أي انفجار للوضع الأمني سيؤثر سلباً على مستوطني غلاف غزة، وهذا بدوره سيؤثر على مجمل الرأي العام الإسرائيلي الذي سيكتشف أن ثلاثة حروب على قطاع غزة لم تحقق أي من أهدافها التي يتفاخر فيها نتانياهو".

 وتوقع أن تحرص "إسرائيل" في الأيام القادمة على تسهيل عبور البضائع من وإلى قطاع غزة، كما وستحرص بشكل خاص على إدخال مواد البناء دون إعاقة، وسترسل أكثر من رسالة هدوء على حدود قطاع غزة.

 وقال :"لا بد من التذكير هنا إلى أن الضفة الغربية والقدس لهما التأثير الأكبر على الأحداث، وهما قادرتان على إسقاط نتانياهو، وقادرتان على تغيير التركيبة الحزبية في إسرائيل، ومن ثم تحديد شخص رئيس الوزراء القادم، ولكن ذلك مشروط بانفلات حبل الأمن، وانطلاق الجماهير الفلسطينية على سجيتها في مواجهة الاحتلال".

تطرف وعزلة

 المحلل السياسي والخبير بالشأن الإسرائيلي د. سميح شبيب اتفق مع سابقه بحتمية تأثيرات العملية الانتخابية في "إسرائيل" على القضية الفلسطينية ككل، وعلى الوضع الأمني في الضفة وقطاع غزة.

 

وأوضح شبيب في حديث لـ"فلسطين اليوم" أن الأحزاب الإسرائيلية ترى بالقضية الفلسطينية وبالوضع الأمني في قطاع غزة "راس الهرم" الدعائي وذلك ناتج عن اهتمام الإسرائيليين لكل المجريات الميدانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص قطاع غزة، مشيراً إلى أن المجتمع الإسرائيلي يميل إلى الأحزاب صاحبة التصريحات المتطرفة تجاه غزة وكل ما هو فلسطيني.

 واشار شبيب انه وفقاً لقراءاته السياسية واطلاعه على العملية الانتخابية الإسرائيلية "حظوظ كبيرة لفوز "حزب الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو والأحزاب الدينية المتطرفة كحزب "شاس" الديني، على حساب الأحزاب القومية واليسارية والديمقراطية".

 وقال :"الانتخابات الإسرائيلية ودعايتها سيكون لها تأثير كبير على الوضع الفلسطيني برمته سياسياً وميدانياً في القدس والضفة وغزة، وسيحاول نتنياهو تمرير فترة الستة شهور الانتقالية بهدوء مع قطاع غزة واللعب على ورقة الانقسام الفلسطيني وإمكانية دعمه بطرق عدة".

 وأضاف:"اعتلاء أصحاب الاتجاه الديني والآراء والتصريحات المتطرفة السلطة بإسرائيل سيجعل الميدان ساخن في الضفة وقطاع غزة، حيث أن المتدينون يرون أن صراعهم في إسرائيل صراع ديني بحت، ومحاربة الدينيين هو لب الصراع في دولتهم".

 وتوقع شبيب أن يفضي التشدد والتطرف الإسرائيلي إلى عزلة عالمية كبيرة لصالح الفلسطينيين.