خبر أصوات متحركة- يديعوت

الساعة 09:52 ص|04 ديسمبر 2014

المراهنون في صناديق الاقتراع

بقلم: أرئيلا رينغل هوفمن

"لا بأس"، واسونا في الليكود أمس، "سيذهب مليارا شيكل للانتخابات، ولكن بالمقابل لن نضيعهما على ضريبة القيمة المضافة صفر. بالضبط مثلما قالوا ذات مة في غرفة الطعام في الكيبوتس: "صحيح انه انتهى الدجاج، ولكن بالمقابل لا يوجد كباب".

قالوا، وأبقونا منذهلين نشاهد مسرحية الرعب التي نظمها رئيس الوزراء ونتساءل لماذا نستحق هذا. "ليست الانتخابات هي التي تبعث فيّ اليأس"، كتب أحد المعقبين، "المشكلة هي نتائجها". وكالقول الكليشيه، لو لم يكن هذا محزنا لكان مضحكا بالتأكيد.

مضحك مثل الجولة التي قمنا بها ر. صديقة طيبة وزميلة، وأنا على أسماء النواب في بعض من الاحزاب، بعد أن انتهى رئيس الوزراء من الشرح لنا أي انقلاب خطط له الوزيران يئير لبيد وتسيبي لفني ضده. أردنا أن ننعش ذاكرتنا وأن نستوضح لانفسنا ممن سنودع مع القرار بالانتخابات الجديدة. رأينا هناك اسماء لم نتذكر أننا نسيناها. انا لا أريد أن أهين أحدا، ولهذا فلن أذكرها. ولكن بعض اولئك ممن لم نتذكر اننا نسيناهم، هم اعضاء في ما يطيب لنا أن نسميها أحزاب المركز. في الاكاديميا، في المناسبة يجرون فصلا بين احزاب المركز واحزاب الوسط، ولكن هذا موضوع لمقال آخر. مهما يكن من أمر، فقد نظرنا الى القائمة بعجب ما رافقه الضحك. "لا اصدق"، قالت ر. بلا هواء، "هل كنت تعرفين بان هذا الرجل نائبك؟"

ولكن ما كان بائسا أكثر من الاكتشاف بان بين اولئك الذين يقررون مصير الامة، مصيرنا ومصير ابنائنا يوجد ايضا اناس ليس لنا أدنى فكرة لماذا هم هناك، ومن الاكتشاف بانه يجد اناس نعرف لماذا هم هناك ولكن لا نعرف لماذا نستحق نحن هذا – هو التقدير المرير بان بعد آذار 2015 سيعودون الينا. حتى وان كان مع تغيير صغير في الاسم، مظهر مختلف قليلا، بشنب اصغر، لحية اكثر، صلعة بدلا من الغرة. وكل هذا لماذا؟ لان صناعة الخلطات باتت في ذروتها. وكل السؤال هو من يذهب مع من، ومن سيشكل لسان الميزان – ومن هنا – لمن من المجدي التصويت. او بصياغة مختلفة قليلا: كيف يمكن لنا ان نرفع الى الحد الاقصى تأثير الصوت الخاص.

مساهمة جليلة لحملة الخلطة قدمها ايتان كابل من حزب العمل الذي اقترح العودة الى شعار "كله الا بيبي". لم يقل ان هذه فرصة لحزبه لتأكيد مواقفه، يوضح لماذا هو بديل مناسب يضمن ان يطير من جدول الاعمال قانون القومية. ينص ويفرض بدلا منه حقوق الاقلية العربية، والا يتفاوض مع الاصوليين الا اذا تفضلوا بان يتحملوا معنا عبء الالتزامات. يدفع، حتى في هذا الواقع الصعب، تحت نار الشغب في الضفة، الكفاح نحو اتفاق مع السلطة الفلسطينية. المواقف التي ينبغي الاعتراف باستقامة بانها ليست بالضرورة جزءاً من صفقة "كله الا بيبي". هنا ليست تركيا، وليست "كله مشمول".

"كله الا بيبي" يمكن أن تكون ايضا تبادل للاراضي – ام الفحم في الخارج، ارئيل في الداخل. لان "كله الا بيبي" هو مثال رائع على تشويه الفهم الذي يرافق الناخب الاسرائيلي. شعار منح كديما 28 مقعدا ذهب معه الى المعارضة لا كي يسقط الحكومة التي اقامها – بالفعل، نعم، بيبي – بل كي ينطوي ببطء في النسيان.

كم وقتا استغرق هذا؟ بتعابير التاريخ السياسي صفر زمن. انحل، اختفى وبواقيه تفرقوا في كل صوب. بعض من مصوتيه، كما اخمن، وصلوا الى يوجد مستقبل. وعندما سينحل هذا، في هذه الانتخابات او في تلك التي بعدها، سنجد المتبقين العنيدين، المراهنين المدمنين، الباحثين عن المعجزات والروائع، يعطون اصواتهم لحزب المركز التالي وهلمجرا. فهذه المعزوفة لا يمكن قتلها.

لان الناس فقدوا الثقة في قدرتهم الحقيقية على التأثير. لانهم يسيرون الى وعد ما غامض في أن يكونوا لسان الميزان. المقررون، الذين يدخلون ويخرجون – والاختيار للبطاقة من ناحيتهم ليس اكثر من اختيار لورقة على طاولة الكازينو. "ربما هذه المرة سنكسب"، هو بالنسبة لهم شعار كل الانتخابات في دولة اسرائيل، افضل حتى من شعار "كله الا بيبي".