خبر نائب عربي في الكنيست: فشل نتنياهو في غزة أسقط حكومته

الساعة 06:39 ص|04 ديسمبر 2014

غزة - وكالات

يرى رئيس كتلة "التجمع الوطني الديمقراطي"، النائب جمال زحالقة، أنّ "فشل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، يشكّل السبب الأساسي لسقوط حكومة بنيامين نتنياهو، بعد أقل من عامين على تشكيلها".
ويقول،زحالقة، إنّه لو "نجح العدوان الإسرائيلي على غزة في تحقيق أهدافه، لما سقطت حكومة نتنياهو ولظلّ أقطابها متمسكين بها".
ولا يزال مبكراً، وفق زحالقة، "التكهّن بمآل الانتخابات الإسرائيليّة، على الرغم من تواصل جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين". ويعتبر أنّه "من الصعب في ظلّ الظروف الراهنة، وفي هذه المرحلة المبكرة، التنبؤ باصطفاف اليمين والوسط الإسرائيلي، وهل سيؤدي ذلك إلى بروز بديل لنتنياهو، سواء في اليمين أو الوسط، لأنّ المسألة ليست شخصيّة بقدر ما هي سياسيّة بالدرجة الأولى".
ويتحدّث زحالقة عن "امتعاض من نتنياهو داخل صفوف اليمين نفسه، ولكن المشكلة تكمن في غياب بديل إسرائيلي عنه في الوسط واليسار"، لافتاً إلى أنّه "بسبب هذا الغياب لا تشهد إسرائيل بروز شخصيّة قادرة على منافسة نتنياهو، لأنها لا تملك برنامجاً سياسيّاً قادراً على مواجهته في الظروف الراهنة".
ومن شأن وجود بديل سياسي واضح عن نتنياهو، أن ينتج ويسرّع ظهور شخصية قادرة على منافسته، وفق زحالقة، الذي يرى أنّه في "غياب هذا البديل، لا يبقى أمام نتنياهو إلا السياسيين الحاليين، على رؤوس الأحزاب وهؤلاء لا يملكون القدرة على منافسته".
وتضع العنصريّة الإسرائيليّة والقوانين الفاشية الفلسطينيين أمام تحدّيات عدّة، تتمثّل، كما يشرح زحالقة، في سعي اليمين إلى إقصاء الأحزاب العربيّة من الكنيست عبر رفع نسبة الحسم. ويوضح في هذا الإطار، أنّ من شأن "إقرار نسبة حسم مرتفعة نسبيّاً، أن يدفع في اتجاه تشكيل قائمة عربيّة موحّدة"، مشيراً إلى أنّه "بدأ منذ إقرار رفع نسبة الحسم قبل أشهر، اتصالات متواصلة ومكثّفة مع رؤساء الأحزاب العربيّة في الكنيست، بهدف توحيد الكتل العربية في قائمة مشتركة، ولا تزال الاتصالات مستمرة".
ويبدو زحالقة متفائلاً بالتوصّل إلى قائمة عربية مشتركة، "لتجنيب المجتمع الفلسطيني في الداخل، خطر الاستقطابين السياسي والطائفي في الظروف الدقيقة التي يمرّ بها، من جهة، ومن أجل مواجهة الهجمة العنصريّة والقوانين الفاشية في الكنيست، من جهة ثانية".
ويساهم توحيد القوائم العربية في قائمة واحدة، بحسب زحالقة، في رفع نسبة التصويت عند الفلسطينيين في الداخل، وهي نسبة تراجعت في الانتخابات الماضية وبلغت تقريباً نحو 55 في المائة، مقارنة بالنسبة القطرية في إسرائيل والتي بلغت 67.3 في المائة. ويرى أنّ رفع نسبة التصويت في الوسط العربي، من شأنه أن يساهم حتى في تغيير الخريطة الحزبيّة في الكنيست، وقد يكون عاملاً مساعداً في إسقاط نتنياهو.
والواقع أن مسألة نسبة التصويت العامة في إسرائيل، وتحديداً لدى الفلسطينيين في الداخل وفي معسكر الوسط واليسار، تحتلّ أهمية كبيرة في هذه الانتخابات. ففي حين بدت مشاركة أنصار اليمين في إسرائيل، سواء اليمين العملاني الممثل بحزب الليكود وحزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، أم اليمين الديني الصهيوني مثل حزب "البيت اليهودي"، الحاضن للاستيطان، والحريديم الأصوليين، مشاركة واسعة في التصويت والاقتراع، لكنّ نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة، العام الماضي، أظهرت تراجعاً في نسبة المصوتين، في صفوف الوسط واليسار، مع تراجعها في الوسط العربي وهو ما عزّز من قوّة اليمين الإسرائيلي.
في المقابل، يتوقع زحالقة أن تساهم وحدة الأحزاب العربيّة، من جهة، والهجمة العنصريّة الفاشية التي تمثّلت في جملة من القوانين العنصريّة الموجّهة، في دفع الفلسطينيين إلى حراك داخلي يدعم المشاركة بفاعلية أكبر، ما قد يرفع عدد النواب العرب عن الأحزاب الوطنية في الكنيست إلى 14 عضواً، مقابل 11 عضواً في الكنيست حاليّاً.
وقد تشهد المعركة الانتخابية، هذه المرة تصعيداً أكبر في التحريض على الأحزاب العربيّة، بشكل عام، وعلى التيّار القومي ممثلاً في حزب التجمّع الوطني، مع محاولات لشطب الحزب ومنعه من خوض الانتخابات المقبلة، بحجّة رفضه الاعتراف بيهوديّة إسرائيل، من جهة، وإطلاق نوابه الثلاثة: جمال زحالقة، باسل غطاس وحنين زعبي تصريحات تؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.